أول شرط ينصح به الخبراء في العلاقات هو التوافق، فكرياً واجتماعياً وثقافياً؛ حتى تنجح العلاقة وتستمر.
في المجتمعات الشرقية، تبعاً للعادات والتقاليد يجب الحفاظ على وجود فارق سنّ مناسب بين الشريكين، أو بشكل أدق أن يكبر الرجل زوجته بعدة أعوام؛ لأسباب عدة، منها على سبيل المثال: أن النساء تنمو أسرع من الرجال، وتصيبهن الشيخوخة في سن مبكرة.
تتغير الأفكار كثيراً بعد ميل المجتمع للنظر إلى العالَم مِن حوله، فأصبح هناك ميل من الرجال إلى الارتباط بامرأة تكبره سناً، ليس فقط 5 أو 10 سنوات؛ بل أحياناً أكثر من ذلك، مما يدعونا للبحث عن الأسباب.
المسألة طُرحت في فيلم أميركي ودراسة علمية حاولت فهم ما يحدث
يرتبط اسم "السيدة روبنسون" بالفيلم الأميركي "الخريج-The Graduate"، وتحكي قصته عن "بنيامين"، الشاب حديث التخرج الذي تحاول إغواءه زوجة شريك والده الأكبر منه سنّاً السيدة روبنسون، ونظراً إلى افتقاده الخبرة يقع ضحية لها، ولكن بعدما تعرّف على ابنتها "إيلين" يقع في حبها، وحينها يحتار بين الأم وابنتها.
في دراسة أجراها دايفيد باس، اختصاصي علم النفس بجامعة تكساس الأميركية، على 827 سيدة قُسمن لـ3 مجموعات على أساس الفئات العمرية: مجموعة للفئة العمرية من 18 إلى 26 عاماً، ومجموعة للفئة العمرية من 27 إلى 45 عاماً، ومجموعة "إنقطاع الطمث" للنساء فوق الـ46 عاماً.
سُئلت السيدات مجموعة من الأسئلة عن أفكارهن الجنسية وتواترها، واستعدادهن لخوض علاقات جنسية، وأشارت النتائج إلى أن النساء في مجموعة الفئة العمرية من 27 إلى 45 عاماً يفكرن أكثر في الأنشطة الجنسية، وتتردد في عقولهن الخيالات الجنسية بكثافة أكبر من المجموعات الأخرى، وعلاقاتهن الجنسية متواترة أكثر من الفئة الأصغر، ولديهن ميل إلى إقامة علاقات جنسية مع أشخاص جدد لم يمر على معرفتهن بهم وقتاً طويلاً.
المرأة الكوغر تبادر بالتعرف على الرجل
الكوغر أو أسد الجبال، هو حيوان من فصيلة القطط البرية، واشتُهر بأنه يأكل الأخضر واليابس، ويشار به إلى النساء اللاتي يرتبطن برجال يصغرهن سناً، ووجدت دراسة منشورة في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن النساء الكوغر يكنّ أكثر دراية ووعياً بما يردن تحديداً، وغالباً يمتلكن المال ولديهن وظائف إدارية مرموقة، ويبادرن غالباً بالتعرف على الرجال، عكس الشائع أن الرجل يجب أن يبادر للتعرف على المرأة.
هل يمكن أن يكون العامل المادي سر انجذاب الرجل إلى المرأة التي تكبره سنّاً؟!
كثيراً ما يتبادر إلى أذهاننا أن سبب انجذاب الرجل إلى المرأة التي تكبره سناً هو الأموال التي تمتلكها، وهذا الأمر صحيح بنسبة كبيرة، ففي كثير من الأحيان ينجذب الرجل إلى المرأة الناجحة التي تستطيع أن توفر له سبل الراحة في الحياة، إلى جانب أنها امرأة مستقلة تستطيع الإنفاق على ذاتها، وليست في حاجة إلى أموال الرجل.
هنا، يكمن معنى المصطلح الشائع "Sugar mama" الذي تؤكده نساء كثيرات باحتياجهن لشاب يافع ممتلئ بالحيوية، ويستطيع أن يضمن لها أجواء رومانسية بعيداً عن أي تعقيدات، وعلى الجانب الآخر يقدم لها الشاب ما تتمنى في مقابل أموالها وممتلكاتها، ويحدث ذلك بشفافية تامة ورضا متبادل من الطرفين.
الرجل تجذبه خبرة الحياة الأعمق في المرأة
يحب الكثير من الرجال التواصل مع المرأة فكرياً وثقافياً، ولا يميلون إلى المرأة التي لا تناقشه في شيء خارج نطاق الواجب الأسري والعائلي فقط، وتعد المرأة الأكبر سنّاً صاحبة خبرة أكبر في الحياة واهتمامات أكثر وأعمق، فزوجها يستطيع مناقشتها في الأحداث والقضايا العالمية.
وما يجذبه إليها بشدة، أن لها رأياً متفرداً ووجهة نظر تثير اهتمامه، بالإضافة إلى أنها تكون أكثر ميلاً إلى الهدوء وتقبّل الرأي الآخر، مما يشعره ليس فقط بحبه لها؛ بل بوجود صداقة بينهما، وهو ما يمكنه كسر حاجز الملل بين الشريكين.
المرأة الأكبر تضمن للرجل علاقة جنسية أفضل
من المتعارف عليه أن الرجل في مرحلة الشباب تكون لديه شهية جنسية مرتفعة، الأمر الذي لا يُقابل بالترحيب من الفتاة في عمره نفسه؛ لعدم وجود خبرة كافية لديها، بالإضافة إلى أن متطلباتها الجنسية مازالت قيد التجربة، فهي لا تعلم تحديداً ما الذي تريده من شريكها.
عكس المرأة التي تجاوز عمرها الثلاثين عاماً، فهي غالباً مرت بعدة تجارب جنسية، وتستطيع تحديد ما تحب، وأيضاً يمكنها تعليم الشاب الأصغر منها طرقاً أفضل تضمن له متعة أكبر.
وقد أشارت الكاتبة والصحفية الإنكليزية تراسي كوكس إلى أن المرأة التي يفوق عمرها عمر الرجل، تكون لديها خبرة أكبر وثقة كبيرة بالنفس، وهو ما يحتاج إليه الرجل اليافع.