بين الغانم ووفاء.. قصة وطن وعروبة

عندما نتحدث أحياناً عن القضايا الوطنية بكل حُرقة ووجع، تتداخل الكلمات لتشكل كلاماً موجعاً يبحث عمن يرتبه، يبحث عن مفردات لتضيق به دائرة العربية من كلام ومفردات وآهات وأوجاع، تسأل نفسك: لماذا؟ تبحث عن إجابة، لكن المعذرة لا يوجد، لا تجد أي تعبير أو تفسير أو كلام أو مفردة من اللغة لتجيبك على سؤالك، لنكُن واضحين أكثر.. أسئلتك.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/28 الساعة 04:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/28 الساعة 04:46 بتوقيت غرينتش

عندما نتحدث أحياناً عن القضايا الوطنية بكل حُرقة ووجع، تتداخل الكلمات لتشكل كلاماً موجعاً يبحث عمن يرتبه، يبحث عن مفردات لتضيق به دائرة العربية من كلام ومفردات وآهات وأوجاع، تسأل نفسك: لماذا؟ تبحث عن إجابة، لكن المعذرة لا يوجد، لا تجد أي تعبير أو تفسير أو كلام أو مفردة من اللغة لتجيبك على سؤالك، لنكُن واضحين أكثر.. أسئلتك.

كعربي قبل أن أكون أردنياً، أسأل نفسي دائماً، مراراً وتكراراً: لماذا يصر العرب وأبناء جلدتنا وبعض أبناء الأردن على إنكار الدور التاريخي للدولة الأردنية؟

في كل طارئ نجد أنفسنا أمام أزمة فعلية في هذا الأمر بشكل خاص، فعلى سبيل المثال، رأينا قبل أيام موقف رئيس مجلس الأمة الكويتي عندما قام بطرد الوفد الإسرائيلي في المؤتمر البرلماني الدولي، وللأمانة كان موقفاً رجولياً، لكن لماذا تجاهل الإعلام والمسؤولون العرب أن النائبة الأردنية وفاء بني مصطفى هي أول من فتح النار على الوفد الإسرائيلي؟ لماذا يتم التجاهل من قِبَل بعض الكتاب والذين منهم أبناء الأردن هذا الأمر أكبر من أن يتم نقاشه هكذا وعلى نطاق ضيق؟

نعود الآن بالتاريخ إلى الوراء قليلاً، لماذا يصر العرب وفي كل مناسبة على عدم ذكر أي دور أردني قومي كما شاهدنا دبلوماسياً سورياً قبل فترة مضت أنكر فيها مشاركة القوات الأردنية في حرب الـ٧٣؟ لماذا يصر إخوتنا العرب على إبعادنا عن تاريخ هذه الأمة، ووضعنا في مرتبة أقل وإخفائنا وراء الكواليس في ذات الوقت الذي يشهد فيه التاريخ أن الأردن يجب أن يكون في المراتب المتقدمة في أمتنا التي ضحّينا من أجلها، أمتنا التي قدمنا لها كل ما استطعنا إليه سبيلاً، ما قدمه هذا الوطن لإخوته العرب تشهد له العروبة والبلاد العربية من المحيط إلى الخليج.

الأردن رقم صعب وكبير في المعادلة العربية ومعادلة المنطقة ككل، ومحاولة تشتيته وإبقائه وراء الكواليس ما هي إلا محاولات فاشلة؛ إذ يعلم الجميع أن الأردن عنصر أساسي مهم لا يمكن تجاهله في المنطقة لعدة أسباب تذكر.

المحاولات العربية لإبعاد الأردن فاشلة بامتياز وما يحصل في هذه الأوقات من توافد مسؤولين عرب للأردن هو خير دليل على أهمية الأردن في المنطقة العربية والشرق الأوسط؛ لذلك هو رقم صعب في المعادلة.

الآن لنكُن واقعيين قليلاً، ماذا حدث بعد هجوم الغانم على الوفد الإسرائيلي؟ هل بعثت الكويت أي شيء لفلسطين من دعم أو مساعدات طبية أو غذائية أو نقدية وما إلى ذلك؟ هل قامت بأي دور حقيقي على الأرض للشقيقة فلسطين المحتلة؟

نحن بالتأكيد بحاجة لمثل هذه الأفعال وتداعياتها على الإعلام، لكن إذا لم تأتِ الأفعال لتعزز الأقوال فلا خير في الكلام، نعم انتهى المؤتمر ويعود الغانم لوطنه كالبطل وتعود ابنة الأردن النائبة وفاء بني مصطفى إلى الأردن وهي -بعيوننا- بطلة ليس لها مثيل، ويبقى الأردن يواصل دوره التاريخي لخدمة الأرض الفلسطينية، ويبقى الأردنيون يقدمون التضحيات من أجل الأرض الفلسطينية الطاهرة، ويبقى أشقاؤنا العرب -بلا سبب واضح- لا يظهرون ويتجاهلون دور الأردن في خدمة أمته، الذي خدمها لكنه ذاق منها الويلات، أصعبها علينا عندما امتدت يد الخسة والنذالة لدولة الشهيد وصفي التل برصاصات أنهت حياة بطل عربي كان يعد العدة لتحرير الأرض، لكن أتباع الصهيونية والحاقدين لا يعجبهم الوطنيون الحقيقيون ويبحثون عمن يريد البهرجة الإعلامية فقط، ونحن الأردنيون نبحث عن الأفعال؛ لأن الأفعال إذا لم ترتبط بأقوال فلا خير فيها.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد