بعد 7 سنوات على ثورة سوريا.. ما هو السوري في الحرب السورية؟

المظاهرات لم تكن دينية أو طائفية؛ بل أناس طالبوا بحقوقهم ضد الاستبداد السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان والبطالة والفقر والفساد وغيرها.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/22 الساعة 04:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/22 الساعة 04:33 بتوقيت غرينتش

مع دخول الحرب السورية سنتها السابعة، نستطيع أن نحدد أطراف النزاع على الأرض: الأسد وحلفاؤه من روس وإيرانيين ولبنانيين وعراقيين وأفغان وغيرهم؛ وداعش؛ والثوار؛ والأكراد وهيئة تحرير الشام ذراع تنظيم القاعدة في بلاد الشام.

كل من هذه الأطراف المتنازعة لديه داعمون إقليميون ودوليون. للمفارقة، هؤلاء الداعمون لا يتفقون من أجل من أو ضد من يقاتلون.

– النظام السوري: مدعوم من كل قطعان المرتزقة والقوارض ومصاصي دماء الأبرياء من شعب سوريا وإيران، وروسيا، وحزب الله، والميليشيات العراقية.

– داعش: مدعوم من تدفق الجهاديين من أنحاء العالم.
– الثوار: مدعومون من قِبل دول الخليج، وتركيا، والأردن، والولايات المتحدة.
– الأكراد: مدعومون من قِبل أميركا دعماً مطلقاً بأنواع الأسلحة كافة.

هذا يجعلني أتساءل: ما هو سوري في الحرب السورية؟
إنها حرب على أرض سوريا فقط، حيث إن أكثر من 60% من الشعب السوري قد تم تهجيره وأكثر من مليون شهيد وضعف العدد مصاب أو في المعتقلات.

تبعاً لمنظمة العفو الدولية، "أكثر من 80% من الشعب السوري يعيش تحت مستوى خط الفقر"، بالإضافة إلى أن معظم الأرض والبنى التحتية السورية قد تم تدميرها.

إذن، ما هو سوري للغاية في "الحرب السورية"؟
في مارس/آذار 2011، خرجت الناس باحتجاجات سلمية ضد النظام، مطالبين بالحرية والإصلاحات في البلاد، إلا أن قوات النظام فتحت النار على المتظاهرين وسقط المئات من المدنيين لتشعل شرارة الصراع.

المظاهرات لم تكن دينية أو طائفية؛ بل أناس طالبوا بحقوقهم ضد الاستبداد السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان والبطالة والفقر والفساد وغيرها.

بما أن قوى المخابرات والشرطة والجيش تورطت بشكل واضح في قمع المظاهرات السلمية، فإن سلسلة من الانشقاقات تتابعت لتشكل الجيش السوري الحر لتحارب وحشية النظام.

"الجيش الحر" بدأ ينضم إلى صفوفه من كانوا يرغبون في محاربة قوى النظام تحت رايته.

سوريا.. وجهة الجهاديين الأولى
بدأ الجهاديون من كل أنحاء العالم بالسفر إلى سوريا للانضمام إلى الثوارالذين حملوا السلاح ضد نظام الأسد. في المقابل، شجع الأسد هذا النشاط عن طريق الإفراج عن الجهاديين من السجون؛ لتشويه سمعة الثوار وكل من حمل السلاح في وجه النظام، خاصةً بعدما فقد النظام السيطرة على الحدود الشمالية.

في العام نفسه في يناير/كانون الثاني، شكلت "القاعدة" فرعاً لها في سوريا اسمه "جبهة النصرة"؛ لمقاتلة النظام. تقريباً في ذلك الوقت نفسه، حملت الجماعات الكردية السلاح لتنشق عن حكم الأسد باحثةً عن الحكم الذاتي. شهد هذا العام بداية الحرب بالوكالة في سوريا.

إيران، أقوى حلفاء الأسد، تدخلت لمساعدته. بحلول نهاية عام 2012، كانت إيران ترسل رحلات شحن يومية مع مئات الضباط إلى سوريا. قدمت إيران أيضاً دعماً لوجيستياً وتقنياً وعسكرياً للأسد. من المقدر بحلول ديسمبر/كانون الأول عام 2013، كان لإيران ما يقارب 10.000 ناشط في سوريا، بمن فيهم آلاف من مقاتلي الباسيج الإيرانية العسكرية ومتطوعون شيعة ناطقون باللغة العربية ومقاتلون عراقيون.

في منتصف عام 2012، انضم حزب الله اللبناني إلى القتال ضد الثوار في سوريا. لقد تولى حزب الله دوراً نشطاً في ساحات قتالية عديدة، مثل معركة مدينة القصير والأمثلة كثيرة.

واليوم بعد 7 سنوات على بداية ثورة سوريا، الوضع أشبه بالكارثي أصبحت سوريا بلد قابع تحت الوصاية أو بمعنى آخر بلد قابع تحت الاحتلال: الروس في اللاذقية، والإيرانيون في دمشق، وحزب الله في حلب، وقاعدتانن للقوات الأميركية في البادية السورية وفي المناطق الكردية.

بينما تتوزع 16 قاعدة لدول مختلفة على التراب السوري، وآخرها الدخول التركي إلى إدلب قبل أيام، والذي أنشأ قاعدتين؛ واحدة في إدلب والأخرى بريف حلب الغربي.

وتبقى الحقيقة أنه لا يوجد تقريباً مواطن سوري واحد لم يتأثر بما يحدث على التراب السوري، حيث تم ترك سوريا في حرب دموية متعددة الأطراف مع عدم وجود احتمالات للحل في الأفق.
فما هو السوري حول الحرب السورية؟!

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد