كان الفرح كبيراً في كل أنحاء الوطن العربي بعد السهرة الكروية الممتعة التي حجز فيها المنتخب المصري مقعده في نهائيات روسيا العام المقبل، بعد تغلبه على منتخب الكونغو العنيد في الوقت الإضافي القاتل بعد انتهاء 90 دقيقة بنتيجة هدف لكل منهما؛ لتنتهي المباراة بهدفين للفراعنة مقابل هدف للكونغو.
لعب المنتخب المصري بدعم من جميع المصريين مؤيدين للسيسي ومعارضين، إخوان وليبراليين، فلاحين وصناعيين…. إلخ.
لم تكن السياسة حاضرة في منطقهم، كان كل همهم المنتخب الذي يمثل المصريين وهو كان عند حسن ظن جماهيره وتأهل للنهائيات بعد غياب 28 عاماً عنها.
أبو علي صديقي استفزني كثيراً حين سألته لماذا لا تدخل مصر السياسة بالرياضة؟ ولماذا لم يقولوا عن اللاعبين بأنهم خونة ولعبوا لصالح نظام السيسي؟ وجاء جوابه:
السيسي لم يهجر نصف شعبه ولم يقتل مئات الآلاف، قلت له: يا أبو علي، والله السيسي قتل الآلاف في رابعة وشرد الكثيرين من سيناء وباع القضية.
ضحك أبو علي وقال: إذا قتل السيسي 4 آلاف فمصر عدد سكانها 100 مليون، ولكن سورية قد قتل نظامها مئات الآلاف وعددها 23 مليوناً.
أبو علي يا صديقي كانت أمي تقول لي دائماً: من يسرق بيضة يسرق جملاً، ومن قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً.
انتظرت أنا وصديقي حتى موعد مباراة سوريا وأستراليا في ملعب سيدني، ولم يتوقف عن المفاخرة بالكنغر، وظل يذكرني بأن الفريق السوري هو فريق البراميل، وبأنه دائماً ما يهدي الفوز للقائد وللنظام.
انطلقت المباراة وكل ما تلوح فرصة لأستراليا أسمعه يتمتم بكلمات واضحة: (يا رب جووول)، وعندما تلوح فرصة لسوريا يتمنى العكس.
ربما صديقي أبو علي على حق، فالمنتخب السوري لا ينفك مجبراً على توجيه الشكر للقيادة الحكيمة وحتى ولو حاول عدد من اللاعبين الهروب من أمام كاميرا قنوات النظام السورية، إلا أن لعنات المعارضين السوريين ستظل تلاحقهم.
خسر فريق سوريا يا أبو علي وعاد لحضن الوطن، ولكن تذكر جيداً يا صديقي أن مصر للنهائيات وسوريا آوت.
هكذا سيقال، ولن يقال فريق السيسي للنهائيات وفريق بشار آوت.
والعبرة بالخواتيم كما يقول معلقي الـ"بن سبورت".
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.