يشتكي الكثير من الأشخاص غير المتزوجين من الحالة المملة التي يبدو عليها أصدقاؤهم المتزوجون، هل الوضع فعلاً كذلك؟ هل حقاً يتغير الإنسان عندما يتزوج؟
على الرغم من أن علماء النفس لم يتوصلوا بعدُ إلى ما إذا كان الأشخاص المتزوجون راضين عن بعضهم البعض بشكل كافٍ أم لا، إلا أن الباحثين يقولون إن الارتباط بشخص ما، والعيش معه يُدخل تغيّرات سلبية أو إيجابية في شخصياتنا.
الزواج يتطلب التفكير بشكل مختلف، وبالنسبة للكثيرين فهو يعتبر تغييراً كبيراً في أسلوب حياتهم، ومن ناحية أخرى، فإن العيش مع نفس الأشخاص يتطلب الصبر والدبلوماسية.
ولكن لا توجد أبحاث كثيرة حول كيفية تغيُّر شخصيات المتزوجين بعد الزواج، إذ أجري واحد من أحدث الأبحاث في ألمانيا -نشر نتائجه موقع BBc turk– على ما يقرب من 15 ألف شخص، وتم وضعهم تحت الملاحظة طوال أربعة أعوام؛ لمعرفة نوع التغير في شخصياتهم.
التأثير يكون مختلفاً بين المرأة والرجل
تزوَّج حوالي 664 شخصاً، خلال الدراسة التي أُجريت من جامعة مونستر، وتم التوصل إلى مدى الاختلافات بين الأشخاص المتزوجين وغيرهم من غير المتزوجين، على مستوى التغيرات الشخصية.
يختلف المتزوجون عن غير المتزوجين على مستوى الانطواء والانفتاح، إذ تبتعد النساء المطلقات عن الانطواء، وتجدهن أكثر انفتاحاً على كل ما هو جديد، ويقبلن على الدخول في تجارب مختلفة، مقارنة بالنساء المتزوجات.
أما بالنسبة للرجال، فكان المتزوجون حديثاً يتصرفون بشكل أكثر مصداقية ومسؤولية عن الرجال المطلقين، وكانوا يبدون أقل اضطراباً من الناحية العاطفية.
وتؤكد دراسة نُشرت سنة 2017، أن الرجال المتزوجين يكونون أكثر تحملاً للمسؤولية، ويكونون أكثر مصداقية.
مهارتان مهمتان في الزواج
أهم مهارتين يكتسبهما الشخص في الزواج هما التسامح والقدرة على السيطرة على النفس، حسب دراسة أجريت في جامعة تيلبورغ الهولندية.
إذ حاول الباحثون قياس مدى تسامح الأزواج ومدى قدرتهم على السيطرة على أنفسهم في الأشهر الثلاثة الأولى في الزواج، من خلال تواصل هؤلاء الباحثين مع 199 شخصاً ممن تزوجوا حديثاً والاعتماد على أقوالهم، وتم تكرار هذه التجربة طوال أربعة أعوام بعد هذه المحاولة.
وأظهرت النتائج أن هاتين السمتين للأزواج تطورّتا تطوراً جزئياً خلال هذه الفترة.
ماذا عن السعادة والاطمئنان بعد الزواج؟
تظهر النتائج في هذا الموضوع، أن مقدار الاطمئنان والسعادة يزيد بشكل كبير بعد فترة من الزواج، ولكنه يعود لمعدله السابق بعد عام تقريباً من الزواج.
وقد تختبر بعدها شعور الحسرة على انقضاء العزوبية، حتى بالنسبة للأشخاص الملتزمين في علاقةٍ طويلة الأجل، فالزواج له القدرة على إعادة إحياء أفكار العزوبية، التي ظننتَ أنك قد تخلصتَ منها فور التزامك بعلاقةٍ جادة. وسيصعّب هذا الشعور استمتاعك ببداية الحياة الزوجية.
حتى لو كنتَ سعيداً في زواجك، فقد تُصاب بالحزن؛ بسبب أشياء لم تكن معتاداً على القلق منها وأنت أعزب، كالتعامل بود مع عائلة شريكك، والخروج من المنزل والرجوع إليه وقتما شئت، وأن تشارك دورة المياه مع شخصٍ آخر.
لكن بمرور الوقت، ستعتاد كل هذا، فقط لا تُفاجأ لو مررتَ بفترةٍ وجيزة من الحزن على ما فاتك، وفق ما نشره موقع Hello giggles.
شخصية الإنسان قبل الزواج
على الرغم من أن جميع النتائج تسير في هذا الاتجاه، إلا أنه لا يمكن إطلاق نفس الأحكام على الجميع، فالخصائصُ الشخصية للإنسان قبل الزواج، من أهم العوامل الشخصية التي تحدد كيف يؤثر الزواج على سعادة الشخص.
بالنسبة للبعض، ربما يكون الزواج مصدراً للسعادة، إذ إن معدل الاطمئنان يزيد بشكل كبير بعد زواج الرجال المنفتحين بنساء يتميزنَ بتحمل المسؤولية والانطواء والثقة.
لعل الزواج يكون أنسب خيار، لكن لم يتم عمل أي دراسات حول هذا الموضوع.
هل يشبه الأزواج بعضهم؟
حسناً، هل صحيح الاعتقاد القائل بأن الأزواج يكتسبونَ خصائص بعضهم البعض مع مرور الوقت؟
يعتبر هذا الاعتقاد خاطئاً؛ لأنه لو كان الأمر كذلك لأصبح الذين يتزوجون لفترة أطول يشبهون بعضهم البعض بشكل كبير أمراً شائعاً.
ومع ذلك، فإن الباحثين في جامعة ميشيغان، لم يصادِفوا مثل هذه الحالات عندما قاموا بتجارب على حوالي 1200 متزوج، ولوحظ أن الأشخاص يتزوجون ممن يشبهونهم في الخصائص والسمات الشخصية.
لكن بالنظر في الأبحاث بشكل عام، فإنه يظهر أن هناك تغيراً طفيفاً في السمات الشخصية للأشخاص بعد الزواج.
لتجاوز كل هذه العراقيل وتقبل الآخر، قدَّم موقع Our Peaceful Family عدة نصائح منها:
1- اسمحا باستكشاف علاقتكما تحت سقف واحد لتتأقلما معها، واستمتعا بالتجربة الجديدة دون أن يحاول أحدٌ منكما تغيير الآخر.
2- تبادلا الهدايا، فهدايا ما بعد الزواج مختلفة عمّا قبله.
3- المحافظة على رومانسية الخطوبة باستمرار التنزه والاستمتاع بالعطلات وكأنها شهر عسل يتجدد.