اغتيل رجل دين يمني مقرب من القوات المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة عدن الجنوبية؛ ما دفع القوات الحكومية إلى توقيف 10 إسلاميين، بحسب ما أعلن الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2017 مصدر أمني.
وقال المصدر في قوات الحكومة المعترف بها دولياً، إن ياسين العدني، إمام جامع زايد في عدن والذي يعمل بدائرة التوجيه المعنوي التابعة لقوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات، قُتل بعبوة ناسفة وُضعت في سيارته.
وأضاف أن نجله، الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، أصيب في التفجير.
وبعد ساعات من عملية الاغتيال، داهمت قوات أمنية في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها، مقر حزب "التجمع اليمني للإصلاح" المقرب من جماعة الإخوان المسلمين واعتقلت 10 من أعضائه، وفقاً للمصدر ذاته.
وأكد أن القوات الحكومية "داهمت المقر وقامت بضبط أسلحة ومتفجرات وعبوات ناسفة".
من جهته، أصدر الحزب بياناً أكد فيه وقوع مداهمات وعمليات اعتقال بحق 10 أعضاء فيه، بينهم الأمين المساعد للحزب محمد عبد الملك، مطالباً بـ"سرعة الإفراج عن المعتقلين"، من دون أن يذكر اغتيال رجل الدين.
والحزب الإسلامي عضو رئيس في تحالف القوى الجنوبية باليمن، الذي يضم أيضاً قبائل وأطرافاً انفصالية. وأقام الحزب علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي تصنفها دولة الإمارات على أنها "منظمة إرهابية".
ويشهد اليمن منذ 2014، نزاعاً دامياً بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء بأيدي المتمردين في سبتمبر/أيلول من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيداً مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس/آذار 2015، بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير.
وتعد دولة الإمارات شريكاً أساسياً في التحالف العسكري العربي. وتكبدت القوات الإماراتية خسائر في معارك اليمن؛ إذ قُتل نحو 100 من جنودها.
ويقول دبلوماسيون غربيون في اليمن إن هدف دولة الإمارات من الانخراط في النزاع، هو السيطرة على الموانئ الواقعة جنوباً وطرد تنظيم القاعدة والتنظيمات المتشددة الأخرى من جنوب البلد، الأفقر في شبه الجزيرة العربية.
واستغلت هذه الجماعات النزاع بين القوات الحكومية والمتمردين الشيعة لتعزز نفوذها جنوباً. وقُتل عدد من أئمة المساجد خلال السنوات الماضية واتُّهمت جماعات متطرفة، من بينها تنظيم "الدولة الإسلامية" بالوقوف خلف عمليات الاغتيال هذه.
وخلّف النزاع اليمني نحو 8500 قتيل و49 ألف جريح، وتسبب في أزمة إنسانية حادة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
والأربعاء، أعلنت القوات اليمنية، المدربة على أيدي نظيرتها الإماراتية، أنها أحكمت سيطرتها على طريق رئيسي بطول نحو 250 كم يربط محافظة شبوة في الجنوب بمنطقة قريبة من الحدود السعودية شمالاً.
وقال مصدر في هذه القوات لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الطريق "كان تحت سيطرة تنظيم القاعدة وعصابات وقطّاع طرق، ولطالما تعرضت قوات الأمن لكمائن فيه".
ويأتي ذلك بعد نحو شهرين من سيطرة قوات النخبة اليمنية، التي يتولى تدريبها الإماراتيون ويقدم لها الأميركيون المشورة، على محافظة شبوة مع انسحاب مسلحي تنظيم القاعدة منها.