قال كوبيون إنهم شعروا بحزن وغضب بسبب قرار الولايات المتحدة يوم الجمعة 29 سبتمبر/أيلول 2017 بوقف إصدار تأشيرات في سفارتها في هافانا والذي سيزيد من تشتت الأسر المشتتة بالفعل بسبب مضيق فلوريدا.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستقلص وجودها الدبلوماسي في كوبا بأكثر من النصف بسبب "هجمات" غامضة أصابت عدداً من موظفي سفارتها بفقدان السمع والدوار والغثيان ومن ثم ستوقف العمليات المعتادة لإصدار تأشيرات.
وقالت امرأة تبلغ من العمر 74 عاماً وكانت تعتزم القيام بزيارة للولايات المتحدة للقاء شقيقتها وأولادها "عندما تعرف أنك لن تستطيع الذهاب لرؤية أسرتك شيء فظيع".
وقالت إنها كانت تريد أيضاً زيارة قبري شقيقتها وأمها. وكانت هذه المرأة تسافر بشكل منتظم إلى هناك ولكنها لا تعرف الآن ببساطة متى يمكنها أن تفعل ذلك.
وقالت لورا هيرنانديز وهي طالبة كوبية كانت تأمل بالانتقال للإقامة مع والدها في الولايات المتحدة "هذا شيء غير ضروري وغير إنساني."
وفي حين أن عدد سكان كوبا 11.2 مليون نسمة فهناك ما يقدر بنحو مليوني كوبي أميركي في الولايات المتحدة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أبدى غضبه بشأن إصابات الدبلوماسيين في كوبا.
وقال في تصريحات للصحفيين عقب قرار وزارة الخارجية "إنهم يفعلون بعض الأمور السيئة في كوبا".
وبعث الإجلاء الجزئي، الذي جرى تصويره على أنه إجراء وقائي، برسالة تدل على سخط واشنطن تجاه تعامل كوبا مع الأمر ومثل ضربة جديدة لسياسات الرئيس السابق باراك أوباما الرامية للتقارب مع كوبا التي كانت خصماً لواشنطن إبان الحرب الباردة.
وقالت مسؤولة الشؤون الأميركية بوزارة الخارجية الكوبية جوزيفينا فيدال "نعتبر القرار الذي أعلنته الحكومة الأميركية عبر وزارة الخارجية متسرعاً وسيؤثر على العلاقات الثنائية".
وأضافت في إفادة بثها التلفزيون الرسمي أن كوبا ستظل تتطلع إلى مواصلة التعاون النشط مع السلطات الأميركية لتوضيح ما حدث.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية للصحفيين "إلى حين تتمكن حكومة كوبا من طمأنة الولايات المتحدة على سلامة أفراد الحكومة الأميركية في كوبا سيتم تخفيض طاقم سفارتنا إلى أفراد الطوارئ من أجل تقليل عدد أفراد الحكومة الأميركية المعرضين للخطر إلى الحد الأدنى".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين "يتم تعليق عمليات التأشيرة الاعتيادية إلى أجل غير مسمى". وأضاف أن العاملين غير الأساسيين بالسفارة سيغادرون فضلاً عن جميع أفراد أسرهم.
كان مسؤولون أميركيون ومسؤولون بالكونغرس قالوا لرويترز الخميس إن واشنطن تعد خطة لخفض عدد موظفي السفارة في هافانا رداً على وقائع لم يتسن تفسيرها بعدما أضرت بصحة بعض الدبلوماسيين الأميركيين هناك.
ونفت حكومة كوبا أي دور لها في ذلك وتجري تحقيقاً. لكنها تقول حتى الآن إنها لا تستطيع تحديد السبب.
وقال المسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن الحكومتين الأميركية والكوبية لم تتمكنا من تحديد المسؤول عن الهجمات لكنه شدد على أن "الحكومة الكوبية مسؤولة عن اتخاذ جميع الخطوات الملائمة لمنع الهجمات على الدبلوماسيين في كوبا".
وقال مسؤولون أميركيون إن 21 دبلوماسياً أميركياً وعائلاتهم يعانون من مشاكل صحية مجهولة المصدر بما في ذلك فقد حاسة السمع والدوار والغثيان.