أنهت أسرة محمد عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، ليلة السبت 23 سبتمبر/أيلول 2019 مراسم دفنه بمقابر شرق العاصمة المصرية، وسط حراسة أمنية مشددة و4 أشخاص فقط!
وقال عبد المنعم عبد المقصود، رئيس هيئة الدفاع عن عاكف، في تصريحات خاصة لـ"الأناضول"، إنه "تم دفن عاكف في مقبرته بمقابر الوفاء والأمل (شرق القاهرة)، في تمام الساعة الواحدة من صباح اليوم (السبت)".
وأضاف عبد المقصود الذي حضر مراسم الدفن، أن "الجهات الأمنية فرضت سياجاً أمنياً في محيط مقبرة عاكف، ولم تسمح فقط إلا لي، ولزوجته وفاء عزت، ونجلته علياء، وحفيد له، بحضور مراسم الدفن".
وأوضح في تصريحاته أن "عدداً محدوداً من السيدات والرجال من أقارب عاكف كانوا خارج المقبرة"، لافتاً إلى أن أسرة الراحل لم تحدد موعداً بعدُ لأخذ العزاء.
وعقب مراسم الدفن، قالت علياء نجلة الراحل عاكف، في تدوينة عبر صفحتها بفيسبوك: "منعوا كل حاجة (دون تفاصيل)!"، مضيفة أن والدها "طلب الشهادة ونالها".
وقالت: "ربنا يصبرنا على الفراق ويهوّن علينا بُعدك، ربنا يربط على قلوبنا ويثبّتنا".
ولم يتسنَّ الحصول على تعليق أمني على ما ذكره رئيس هيئة الدفاع عن عاكف أو نجلته.
وقالت الحقوقية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقاً هدى عبد المنعم والتي كانت موجودة عند المقبرة، إن مراسم الدفن انتهت بحدود الثانية بعد منتصف الليل.
وقالت إن أعداداً قليلة جداً تمكنت من الوجود عن مكان الدفن، مؤكدة أن قوات الأمن -التي كانت موجودة بكثافة- قامت بمنع الراغبين في المشاركة بتشييع الجثمان إلى مثواه الأخير.
وأوضحت عبد المنعم، التي شاركت في الجنازة، أن 4 أشخاص فقط قاموا بالصلاة على جثمان "عاكف" داخل مستشفى قصر العيني بالقاهرة!
وقالت: "حينما قاموا بمنعنا من الوصول للمقابر، تجمعنا جميعاً أمام مدخل المقابر، ولم يتم السماح بدخول أحد، وتقدم المحامي خالد بدوي الحضور، ودعا للفقيد بالرحمة وأن يدخله المولى فسيح جناته، وكلنا أمنّا وراءه".
وأكدت عبد المنعم أنه تم منع جميع وسائل الإعلام، بما فيها الحكومية، من تغطية الجنازة.
ونوهت إلى أن أسرة الرئيس محمد مرسي شاركت في تشييع جثمان "عاكف"، حيث شارك في الجنازة زوجة مرسي وأبناؤه وشقيقته.
ومساء الجمعة، توفي عاكف عن عمر ناهز 89 عاماً، في مشفى حكومي وسط القاهرة، نُقل إليه إثر تدهور حالته الصحية بالسجن.
وتمت صلاة الجنازة عليه في مسجد مستشفي قصر العيني (حكومي) الذي نقل إليه إثر تدهور في صحته.
وكان مصدر مقرب من عائلة عاكف، مفضلاً عدم ذكر اسمه، قال في تصريح سابق لـ"الأناضول"، إن محاميه تلقوا تعليمات من الأجهزة الأمنية بإتمام مراسم الدفن مساء الجمعة.
بدورها، حَمّلت جماعة الإخوان المسلمين، في بيان، السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن وفاة مرشدها السابق؛ لإصرارها على "حبسه والتنكيل به رغم مرضه وتقدم عمره"، متهمةً إياها بـ"تعمّد قتله".
ودعت الجماعة، التي تصنف في مصر "تنظيماً إرهابياً"، منذ ديسمبر/كانون الثاني 2013، لصلاة الغائب على مرشدها السابق، وإقامة عزاء له، الأحد المقبل، في أحد الفنادق الكبرى خارج مصر.
ولم يتسنَّ الحصول على تعقيب فوري من السلطات المصرية على ما جاء في بيان الإخوان، لكنها عادة ما تقول إنها تعامل جميع المحبوسين لديها "وفقاً للقانون وحقوق الإنسان".
وودَّع عاكف، الحياة وهو محبوس على ذمة قضية واحدة، وهي: أحداث مكتب الإرشاد (المكتب الرئيسي لجماعة الإخوان) في منطقة المقطم (شرق القاهرة)، الذي تولاه يوماً ما والجماعة في قمة مجدها.
وفي القضية المذكورة، حصل على حكم بالمؤبد (25 عاماً)، ألغته محكمة النقض (في يناير/كانون الثاني الماضي)، وتُعاد محاكمته من جديد.
وكانت الأجهزة الأمنية بمصر ألقت القبض على عاكف، في يوليو/تموز 2013، عقب الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً بالبلاد، ضمن آخرين من قيادات الجماعة.
وخلال السنوات الأربع التالية للقبض عليه، تدهورت حالته الصحية، وسط تقارير حقوقية وصحفية تتحدث عن إصابته بانسداد في القنوات المرارية والسرطان.
ومهدي عاكف (1928-2017)، هو المرشد العام السابع لجماعة الإخوان المسلمين، حيث تولى المنصب عقب وفاة سلفه مأمون الهضيبي، في يناير/كانون الثاني 2004.
ويُعد عاكف، صاحب لقب "أول مرشد عام سابق" للجماعة، حيث تم انتخاب محمد بديع خلفاً له، بعد انتهاء فترة ولايته في يناير/كانون الثاني عام 2010، وإعلان عدم رغبته في الاستمرار بموقع المرشد العام، ليسجل بذلك سابقة في تاريخ الجماعة بمصر