انتصر عليهم بشيخوخته.. عاكف يجمع معارضين ومؤيدين للإخوان بمصر على انتقاد نظام السيسي

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/23 الساعة 03:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/23 الساعة 03:25 بتوقيت غرينتش

نعى معارضون ومؤيدون لجماعة الإخوان المسلمين مرشدها السابق، محمد مهدي عاكف (1928-2017).

واجتمع الفريقان على توجيه انتقادات لاذعة للسلطات المصرية بشأن ما سموه الإصرار على حبس عاكف (89 عاماً)، وعدم الإفراج الصحي عنه.

وتوفي المرشد السابق للإخوان (2004-2010)، مساء الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2017، في مشفى حكومي، وسط القاهرة، نُقل إليه إثر تدهور حالته الصحية بمحبسه، القابع فيه منذ سنوات.

يساريون وليبراليون

وقال المعارض المصري اليساري خالد علي، في تدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك": "أردتم أن تنتصروا على الأستاذ مهدي عاكف بحرمانه من حق الإفراج الصحي، ولم ترحموه فرحمه الله، وانتصر عليكم بوهن جسده وشيخوخته، ليكشف بموته عن قبح عقولكم وقِيمكم، إنا لله وإنا إليه راجعون".

وعلى "فيسبوك" أيضاً، كتب المرشح الناصري السابق للرئاسة، حمدين صباحي: "رحم الله محمد مهدي عاكف، وغفر له، وغفر لنا تقصيرنا في المطالبة بالإفراج الصحي عنه وعن كل سجين اجتمع عليه ظلام السجن وتقادم السن وإنهاك المرض، كما كان حال الفقيد.. رحمه الله وكثيرين سواه".

بدوره، قال السياسي المعارض حازم عبد العظيم، على "تويتر": "مهدي عاكف.. كان مختلفاً في وضوحه وصراحته.. رحمة الله عليه، أرجو ألا يصل الفُجْر في الخصومة إلى عدم احترام مراسم الجنازة والصلاة على روحه".

وقالت حركة "6 أبريل" المعارضة، على "فيسبوك": "وفاة مهدي عاكف، مرشد الإخوان السابق بعد صراع مع مرض السرطان ورفض دوائر الحكم الإفراج الصحي عنه"، مدشنة وسماً (هاشتاغ) باسم (#مصر#الحكم_العسكري).

وقال شادي الغزالي حرب، أحد نشطاء ثورة يناير/كانون الثاني 2011، في تغريدة: "لم يُخرجوا رجلاً ثمانينياً انتشر السرطان في جسده بعفو صحي؛ ليتوفى وسط أهله، ويُخرجوا بدلاً منه (رجل الأعمال) هشام طلعت مصطفى! هذا هو #نظام_السيسي وفاة #مهدي_عاكف".

وعلى "تويتر" كذلك، كتب السياسي المعارض ممدوح حمزة: "الرحمة للمرشد الأسبق للإخوان السيد مهدي عاكف والصبر لأهله وجماعته، لن أستطيع مسامحة (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي لعدم الإفراج الصحي عن عاكف؛ ليقضي الأيام المتبقية من عمره وهو مسنّ مريض مع أسرته".

وقال الأكاديمي الليبرالي المصري مصطفى كامل السيد، بـ"فيسبوك"، "أتمنى ألا تقودنا الخصومات السياسية إلى مواقف لا تتناسب مع جلالة الموت واحترام مشاعر البشر الذين لا نشاركهم مواقفهم السياسية، ولكننا جميعاً أمام الموت سواء".

إسلاميون وموالون

فيما قدمت أسرة محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً (يونيو/ حزيران 2012-يوليو/ تموز 2013) التعازي للأمة الإسلامية في وفاة عاكف.

وقالت أسرة مرسي، في بيان، إن "وفاة الأستاذ عاكف، اليوم، تعد قتلاً عمداً نتيجة التنكيل به والإهمال الطبي المتعمَّد من سلطة الانقلاب، وهذه جريمة لن تسقط بالتقادم".

وأطاح الجيش المصري، حين كان السيسي، وزيراً للدفاع، يوم 3 يوليو/تموز 2013، بمرسي بعد عام واحد من رئاسته، في خطوة يعتبرها قطاع من المصريين، بينهم جماعة الإخوان المنتمي إليها، "انقلاباً عسكرياً"، بينما يراه قطاع آخر "ثورة شعبية انحاز إليها الجيش".

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي: "عرفت مهدي عاكف رجلاً قوياً لا يَهين، صُلباً لا يلين، شامخاً لا ينكسر، مستقيماً لا ينحني، وعرفته في المحنة صابراً مرابطاً حتى مات في محبسه راضياً مَرضيّاً".

وأضاف القرضاوي، عبر "تويتر": "رحم الله فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف، الرجل الرباني، وأنزله منازل الصديقين والشهداء".

وعبر حسابه على "فيسبوك"، قال أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط الإسلامي المعارض: "رحم الله الأستاذ محمد مهدي عاكف، الذي غادر هذه الدنيا اليوم بعد رحلة طويلة، عانى فيها سنوات طوالاً في السجون بكل العصور، منذ عهد الملكية والجمهورية بكل مراحلها وحتى آخر يوم في حياته، رحمِه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان".

بدوره، قال طارق الزمر،‏ القيادي بحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، عبر "تويتر": "وفاة الأستاذ مهدي عاكف في معتقلات الانقلاب، شهادة له بين يدي ربه وإدانة للسلطات القمعية المصرية وللتعتيم الدولي الفاضح".

"شاهداً على حقارة الانقلاب"

وبدوره، قال أستاذ النظم السياسية المصري، سيف الدين عبد الفتاح، عبر "تويتر": "سيظل مهدي عاكف شاهداً على حقارة الانقلابيين ووضاعتهم عندما تركوا رجلاً بلغ التسعين ومريضاً بالسرطان يموت في السجن بلا تهمة".

وحتى الساعة 21:50 "ت.غ"، لم تُصدر السلطات المصرية أي إفادة رسمية بشأن وفاة عاكف.

ولم يتسنَّ الحصول على تعقيب فوري من المسؤولين على تعليقات المعارضين بشأن الوفاة، لكن الحكومة عادة ما تقول إنها تعامل جميع المحبوسين وفقاً للقانون المصري ومعايير حقوق الإنسان.

وودَّع عاكف الحياة وهو محبوس على ذمة قضية واحدة، وهي: أحداث مكتب الإرشاد (المكتب الرئيسي لجماعة الإخوان) في منطقة المقطم (شرق القاهرة)، وصدر بحقه حكم بالمؤبد (السجن 25 عاماً)، ثم ألغته محكمة النقض، في يناير/كانون الثاني الماضي، وكانت تُعاد محاكمته.

وكانت الأجهزة الأمنية ألقت القبض على عاكف، في يوليو/تموز 2013، عقب الإطاحة بمرسي، وذلك ضمن قيادات أخرى للجماعة، التي تأسست عام 1928.

وخلال السنوات الأربع التالية للقبض عليه، تدهورت حالته الصحية، وسط تقارير حقوقية وصحفية عن إصابته بالسرطان وانسداد في القنوات المرارية.

وعاكف، هو المرشد العام السابع لجماعة الإخوان المسلمين، حيث تولى المنصب عقب وفاة سلفه مأمون الهضيبي، في يناير/كانون الثاني 2004.

وهو صاحب لقب "أول مرشد عام سابق" للجماعة، حيث تم انتخاب محمد بديع خلفاً له، بعد انتهاء فترة ولايته، في يناير/كانون الثاني 2010، وإعلانه عدم رغبته في الاستمرار بموقع المرشد العام، ليسجل بذلك سابقة في تاريخ الجماعة بمصر.

تحميل المزيد