أعلنت السلطات المصرية، السبت 23 سبتمبر/أيلول 2017، أن وفاة محمد مهدي عاكف، المرشد السابق للإخوان المسلمين، المحبوس في مشفاه، كانت نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية.
وذلك هو أول تعليق للقاهرة منذ إعلان جماعة الإخوان مساء الجمعة، وفاة عاكف (1928-2017)، عن عمر ناهز 89 عاماً، في مشفى حكومي وسط القاهرة، نُقل إليه إثر تدهور حالته الصحية بالسجن.
وقالت وزارة الداخلية: "مساء أمس (الجمعة)، تلقى قطاع السجون إخطاراً من مستشفى قصر العيني (تتبع وزارة الصحة) يفيد بوفاة السجين، محمد مهدي عاكف، المودع به للعلاج، إثر تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية؛ وذلك عن عمر يناهز 89 عاماً".
وأوضحت أنه "تم اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل واقعة الوفاة، وقررت النيابة المختصة التصريح بدفن الجثة عقب توقيع الكشف الطبي عليها، وتم تسليم الجثمان لذويه عقب ذلك لدفنه".
وعن مواقفها من حالة عاكف الصحية، أضافت: "تم في 9 سبتمبر/أيلول 2015، إيداع عاكف بمستشفى ليمان طرة (مشفى سجن جنوب القاهرة) للعلاج، وفي 19 يناير/كانون الثاني 2017، تم نقله إلى مستشفى قصر العيني لاستكمال علاجه، بناء على طلبه وموافقة قطاع السجون؛ لمعاناته التهاباً رئوياً حاداً وارتفاعاً بنسبة الصفراء والتهاب بالإثنى عشر".
من جانبه، قال مصدر مسؤول بهيئة الدفاع عن عاكف، متحفظاً على ذكر اسمه لـ"الأناضول"، إن رواية الداخلية غير صحيحة، فالأجهزة الأمنية صاحبت الجثمان حتى التأكد من دفنه في مقابر العائلة شرق القاهرة، ورفضت تسليمه لهم أو مرافقة من جانب الأسرة، مشيراً إلى أن الإجراءات الأمنية منذ إعلان الوفاة وحتى الدفن كانت مشددة للغاية.
فيما قال مصدر أمني مصري في تصريحات صحفية، إن الأمن لا يستطيع منع إقامة أي شعائر لأي أحد، مستدركاً: "لكن، تتخذ التدابير الأمنية التي تراها مناسبة لأي موقف يشكل خطورة على الأمن العام، خاصة مع حجم شخصية عاكف بالنسبة لتلك الجماعة الإرهابية (في إشارة إلى قرار حكومي باعتبار الإخوان تنظيماً إرهابياً في ديسمبر/كانون الأول 2013)".
وأوضح أن الأجهزة الأمنية كانت في حالة استنفار منذ وفاة عاكف وحتى دفنه؛ حتى لا تستغل الإخوان تلك الواقعة في إثارة شغب أو خروج عن القانون، مؤكداً أن هذه الإجراءات سمحت فقط بعدد محدود لحضور تلك الواقعة.
وفي الساعة الأولى من صباح السبت 23 سبتمبر/أيلول 2017 بتوقيت القاهرة، أنهت أسرة محمد عاكف، مراسم دفنه بمقابر شرق العاصمة المصرية، بحضور أمني و4 أشخاص فقط، وفق حديث سابق أدلى به لـ"الأناضول" عبد المنعم عبد المقصود، رئيس هيئة الدفاع عن عاكف.
وعقب مراسم الدفن، قالت علياء نجلة الراحل عاكف في تدوينة عبر صفحتها بـ"فيسبوك": "منعوا كل حاجة!"، دون تفاصيل.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين حمّلت، في بيان، الجمعة، السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن وفاة مرشدها السابق، داعيةً لصلاة الغائب عليه، وحددت إقامة عزاء له، الأحد 24 سبتمبر/أيلول الجاري، في أحد الفنادق الكبرى خارج مصر.
وفي تصريحات سابقة لـ"الأناضول"، اعتبر المتحدث باسم الجماعة، طلعت فهمي، وفاة مرشدها السابق "قتلاً ممنهجاً وجريمة مكتملة الأركان"، مؤكداً أن جماعته لن تلجأ إلى العنف انتقاماً له.
وودع عاكف الحياة وهو محبوس على ذمة قضية واحدة، وهي: أحداث مكتب الإرشاد (المكتب الرئيسي لجماعة الإخوان) في منطقة المقطم (شرق القاهرة)، وتعاد محاكمته فيها بعد إلغاء محكمة النقض في يناير/كانون الثاني الماضي، حكماً سابقاً ضده في القضية ذاتها بالسجن 25 عاماً.
وعاكف تم توقيفه في يوليو/تموز 2013، مع آخرين من قيادات الجماعة، عقب الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً بالبلاد، وخلال السنوات الأربع التالية للقبض عليه، تدهورت حالته الصحية، وسط تقارير حقوقية وصحفية تتحدث عن إصابته بانسداد في القنوات المرارية والسرطان.
ويُعد عاكف، المرشد السابع لجماعة الإخوان، وصاحب لقب "أول مرشد عام سابق" للجماعة، حيث تم انتخاب محمد بديع خلفاً له، بعد انتهاء فترة ولايته في يناير/كانون الثاني عام 2010، وإعلانه عدم رغبته في الاستمرار بموقع المرشد العام، ليسجل بذلك سابقة في تاريخ الجماعة بمصر التي تأسست عام 1928.