قالت قوات سوريا الديمقراطية السبت 16 سبتمبر/ أيلول 2017 أن طائرات روسية وقوات سورية استهدفت قواتها المدعومة من الولايات المتحدة في محافظة دير الزور التي أصبحت محوراً لصراع معقد على نحو متزايد.
وقال تحالف قوات سوريا الديمقراطية، المؤلف من مقاتلين عرب وأكراد والمدعوم من التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، إن الضربات أسفرت عن إصابة ستة من مقاتليه.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن روسيا قصفت موقعاً بشرق نهر الفرات حيث تعرف أن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية يتمركزون مع مستشارين للتحالف. وأضافت أن الطائرات لم تصب قوات التحالف.
ولم يرد تعليق من موسكو أو دمشق.
من المستفيد؟
وتدعم الولايات المتحدة وروسيا هجومين منفصلين في الصراع السوري متعدد الأطراف ضد تنظيم الدولة الإسلامية مع تقدم الجانبين نحو مواقع للتنظيم في المنطقة الشرقية المحاذية للحدود العراقية.
وقال بيان قوات سوريا الديمقراطية "تعرضت قواتنا في شرق الفرات لهجوم من جانب الطيران الروسي وقوات النظام السوري استهدفت وحداتنا في المنطقة الصناعية مما أدى إلى إصابة ستة من مقاتلينا بجروح مختلفة".
واتهمت قوات سوريا الديمقراطية دمشق بمحاولة عرقلة معركتها ضد الدولة الإسلامية وقالت في البيان إن مثل تلك الهجمات "تعمل على هدر الطاقات التي يجب أن تكون ضد الإرهاب وتهدد بذلك أمن المنطقة وتفتح الطريق أمام صراعات جانبية هدفها إجهاض النضال ضد داعش وخلق الفتن".
وتساند روسيا قوات الحكومة السورية في أحد الهجومين فيما تساند الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية في الآخر مما أثار مخاوف من اشتباكات قد تتسبب في تصعيد التوتر بين القوتين العالميتين.
ويضيق الهجومان الخناق على الدولة الإسلامية من اتجاهين متقابلين على نهر الفرات، الذي يقسم محافظة دير الزور الغنية بالنفط وهي آخر معقل كبير للدولة الإسلامية في سوريا، إذ يقترب الجيش السوري والقوات الحليفة له من الغرب منذ الأسبوع الماضي فيما تقترب قوات سوريا الديمقراطية من الشرق.
وفي أغلب الأوقات تجنبت الحملتان، المدعومة من روسيا والمدعومة من الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في سوريا، اعتراض كل منهما لطريق الأخرى لتجنب نشوب صراع بينهما فيما شكل نهر الفرات خطاً فاصلاً بين الجانبين. وقال مسؤولون إن ثمة محادثات جارية لتمديد الخط الفاصل.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن قوات سوريا الديمقراطية لا تخطط لدخول مدينة دير الزور حيث تمكنت قوات الحكومة في الآونة الأخيرة من كسر حصار فرضته الدولة الإسلامية على جيب هناك منذ 2014.
وفي يونيو/حزيران اتهمت قوات سوريا الديمقراطية الجيش السوري بالهجوم على مواقعها في محافظة الرقة وأسقطت القوات الأميركية طائرة حربية سورية.
عبر النهر
قال أحمد أبو خولة رئيس مجلس دير الزور العسكري الذي يقاتل تحت راية قوات سوريا الديمقراطية إن الطائرات الروسية أو السورية انطلقت من أراض تحت سيطرة الحكومة وقصفت مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات قبل الفجر.
وأضاف أن الطائرات نفذت الضربات فيما خاضت قوات سوريا الديمقراطية "معارك محتدمة ودموية" في المنطقة الصناعية على الضفة الشرقية للنهر وسيطرت على مصانع من أيدي متشددي الدولة الإسلامية.
وقال لرويترز "طلبنا توضيحاً من الحكومة الروسية.. طلبنا توضيحاً من التحالف الدولي.. والحراك لازم لوقف هذه الطائرات".
وجاءت الضربات بعد يوم من قول أبي خولة أن مقاتليه لن يسمحوا لقوات الحكومة السورية بعبور نهر الفرات.
وحذر أبو خولة الجمعة القوات الحكومية وحلفاءها من إطلاق النار على مواقع لقوات سوريا الديمقراطية عبر النهر مع اقتراب قواته من المنطقة مشيراً إلى أن ذلك حدث بالفعل في الأيام الأخيرة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وحدات من الجيش السوري عبرت النهر بالفعل.
لكن مستشارة بارزة للرئيس السوري بشار الأسد قالت إن الحكومة ستقاتل أي قوة، بما في ذلك قوات تدعمها الولايات المتحدة، من أجل استعادة السيطرة على كامل البلاد.
وقالت بثينة شعبان في مقابلة تلفزيونية إن الأمر لن يتحقق بين عشية وضحاها لكنها وصفت ما قالته بأنه الخطة الاستراتيجية.
وذكرت وسائل إعلام حكومية أن القوات السورية والقوات الموالية لها سيطرت على قرى بالضفة الغربية لنهر الفرات اليوم السبت.
وأعلن تحالف عسكري موال لدمشق اليوم السبت أنه شن هجمات من الطرف الجنوبي لمحافظة دير الزور لطرد الدولة الإسلامية من على الحدود مع العراق.
وعلى الجانب المقابل من الحدود أعلن الجيش العراقي أن القوات المسلحة تمكنت من طرد الدولة الإسلامية من منطقة عكاشات الغنية بالغاز الطبيعي.
وانهارت فعلياً في يوليو/تموز دولة "الخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 على مناطق ممتدة عبر حدود البلدين عندما استعادت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على الموصل معقل التنظيم الرئيسي في العراق.