المشهد بإيجاز

وصولاً إلى برنامج سياسي ومجلس قيادي ينبثقان عن مؤتمر وطني جامع لمواجهة تحديات السلم والمقاومة، لا أعتقد أن أي وطني سوري سيرحب بأي تشكيل جديد مهما حمل من مسميات من دون المشاركة الديمقراطية وتحمّل المسؤولية ومن دون لجان تحضيرية وشفافية كاملة، والخشية أن تنعكس تلك المحاولات سلباً على جهود إعادة البناء.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/06 الساعة 04:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/06 الساعة 04:26 بتوقيت غرينتش

"1"

يكاد لا يمر يوم إلا ونسمع عن ظهور حزب هنا وحركة ومنظمة هناك على الصعيدين السوري العام والكردي الخاص خارج البلاد، وكأن الأمر سباق على مَن يعلن بالأول، ومن الطبيعي أننا نتفهم وعلى ضوء فشل جميع كيانات المعارضة، وإخفاق الأحزاب الكردية دون استثناء، وتالياً تراجع الثورة، وحصول الفراغ، وجوب التفكير في البديل الأفضل، ولكن يحتاج ذلك حتى يكون ناجحاً إلى مراجعة بالعمق لما حصل منذ ستة أعوام واستشارات ومناقشات واسعة ومطوّلة بين كافة مكونات الشعب وتياراته ومستقلّيه وشبابه والحراك الوطني،

وصولاً إلى برنامج سياسي ومجلس قيادي ينبثقان عن مؤتمر وطني جامع لمواجهة تحديات السلم والمقاومة، لا أعتقد أن أي وطني سوري سيرحب بأي تشكيل جديد مهما حمل من مسميات من دون المشاركة الديمقراطية وتحمّل المسؤولية ومن دون لجان تحضيرية وشفافية كاملة، والخشية أن تنعكس تلك المحاولات سلباً على جهود إعادة البناء.

"2"

ناشطونا الشباب من التنسيقيات التي قادت الحراك الثوري السلمي بداية الانتفاضة الوطنية السورية، ووطنيونا المستقلون المتعلقون بقضاياهم في الوطن وبلدان الاغتراب القسري ما زالوا في صدارة النضالَين القومي والوطني، وصوت شعبهم في المناسبات وأمله في زمن الردات، بالأمس كانوا في كولن صفاً واحداً للتضامن مع استفتاء تقرير المصير للأشقاء في كردستان العراق واليوم هم أنفسهم كانوا في فرانكفورت يتصدون مع مواطنيهم السوريين الشرفاء المستقلين لجحافل شبيحة نظام الاستبداد؛ ليثبتوا للعالم أجمع أن الحل الوحيد العادل هو زوال الاستبداد ومحاسبة المجرمين وتحقيق التغيير الديمقراطي والوصول إلى سوريا تعددية تشاركية جديدة، وليس بتقديم التنازلات وعقد الصفقات، كما تسعى إليها الكيانات التقليدية للمعارضة الفاشلة.

"3"

رئيس إقليم كردستان قائلاً لمراسل صحيفة الشرق الأوسط: "أدينُ لياسر عرفات بأنه قدم لي مساعدة في وقت كنت فيه بحاجة إلى تلك المساعدة، عندما تعرضت لمحاولة الاغتيال في النمسا عام 1979، فهو من أنقذني. (الشرق الأوسط 30 – 8 – 2017)

"إنه قمة العرفان بالجميل والوفاء لحقائق التاريخ وإشارة ودية للعلاقات الكردية – العربية في توقيت كردستاني دقيق من جانب الأخ مسعود بارزاني ويسعدني أنني كنت شاهداً على مجريات ما أشير إليه، وقد تلا ذلك تواصل بين الطرفين؛ حيث تم لقاء مطوّل بين كاك مسعود ومندوب السيد عرفات، وكان أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فيينا بحضور الأخ محسن دزهئي ومشاركتي.

"4"

جاء في بيان مجلس أمن إقليم كردستان العراق: "باتفاق بين النظام السوري وحزب الله اللبناني تم نقل المئات من إرهابيي داعش من لبنان إلى الحدود السورية – العراقية وهو تصرف خطير ومشبوه يحمل التساؤلات ويعيد إلى الأذهان سيناريو 2014.."، وفي الوقت الذي أعلن فيه السيد الرئيس مسعود بارزاني في لقائه مع أساتذة الجامعات عن وجود (170) من دواعش "تلعفر" وقعوا قتلى بأيدي البيشمركة يتردد أن نحو ألف مسلح من دواعش تلعفر توجهوا أيضاً إلى الحدود العراقية – السورية تحت مرأى القوات العراقية والحشد الشعبي، ألا يعني كل ذلك صحة ارتباط منظمات القاعدة وداعش بنظامي إيران والأسد؟ واستطراداً نقول: هل لهذا المخطط علاقة باستفتاء تقرير المصير بكردستان العراق؟

"5"

يقول جورج صبرا: "إن الدعوة لحضور اجتماع (الرياض 2) لتوحيد المعارضة ستكون لشخصيات وطنية، بغض النظر عن التيارات والجهات التي تنتمي إليها". وزاد: "لن تكون هناك دعوة إلى تيارات، ولن يكون هناك أي نوع من المحاصصة. إنما الدعوة ستكون إلى شخصيات وطنية ذات قيمة اعتبارية، لها نشاط ملموس في إطار الثورة السورية".

كل من يقرأ هذا التصريح قد يعتقد أن جماعات المعارضة سيدة نفسها، وهي من ستقرر وتنظم الرياض 2، وأن دعوة منصّتي القاهرة وموسكو كتيارين متحاصصين مع الهيئة التفاوضية بعكس ما يدعيه تمت بمبادرة من صبرا، وليس بسبب تفاهمات إقليمية – دولية فعلاً (اللي استحوا ماتوا) كما يقول المثل الشعبي.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد