حض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المجتمع الدولي الإثنين 28 أغسطس/آب 2017 على تكثيف جهوده لمساعدة أفراد أقلية الروهينغا المسلمين في بورما، واصفاً العالم بأنه "أعمى وأصم" في تعامله مع محنتهم.
وقال أردوغان في مقابلة تلفزيونية لمناسبة مرور ثلاثة أعوام على توليه الرئاسة "للأسف لا بد لي من القول إن العالم أعمى وأصم إزاء ما يحدث في بورما".
ووصف الرئيس التركي أحدث موجة لجوء للروهينغا نحو بنغلاديش بأنها "حدث مؤلم للغاية"، ووعد بالتطرق إلى هذه المسألة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.
وقال "بالطبع نحن ندين هذا بأشد العبارات. وسنضمن متابعة (للملف) من خلال المؤسسات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة".
وكان تجدد في الأيام الماضية القتال بين القوات البورمية ومتمردين يعتقد أنهم من الروهينغا في ولاية راخين في شمال غرب بورما.
وأعلنت الأمم المتحدة الإثنين فرار ثلاثة آلاف شخص على الأقل من أفراد أقلية الروهينغا المسلمين إلى بنغلادش خلال الأيام الثلاثة الفائتة هرباً من موجة العنف الجديدة التي تشهدها بورما.
وقال جوزيف تريبورا المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، إن "المفوضية ووكالات الأمم المتحدة في المخيمات قدرت بأكثر من ثلاثة آلاف عدد الوافدين الجدد الذين تم تسجيلهم". وأضاف إن "العديد من هؤلاء القادمين الجدد هم من النساء والأطفال".
لكن بنغلادش تقدر عدد أفراد هذه المجموعة الموجودين بالقرب من حدودها مع بورما بالآلاف. وفر أكثر من 400 ألف لاجىء من هؤلاء إلى بنغلادش في موجات نزوح سابقة تلت أعمال عنف.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان في نيويورك الإثنين عن "قلقه الشديد" بعد تقارير عن مقتل مدنيين خلال عمليات أمنية في ولاية راخين بغرب بورما.
وقال غوتيريش إن السلطات البورمية يجب أن "تضمن سلامة الذين يحتاجون إلى ذلك، وأن تقدم لهم المساعدة".
وتشهد ولاية راخين منذ سنوات توتراً شديداً بين المسلمين والبوذيين. وأدت عمليات عسكرية وهجمات للمتمردين الروهينغا إلى دوامة جديدة من أعمال العنف.
وقتل نحو مئة شخص في أعمال العنف هذه منذ الجمعة.
وقال محمد ديابول وهو مزارع في السابعة والعشرين من العمر أنه هرب من بورما بعدما قتل جنود شقيقه.
وروى لوكالة الصحافة الفرنسية "أصبت برصاصتين، واحدة في الذراع والثانية في الرأس. أخي الأكبر ديل محمود أصيب برصاصة أيضاً وقتل على الفور".
وتعاني أقلية الروهينغا المسلمة التي لا تعترف بورما بأفرادها مواطنين بورميين وتعدهم مهاجرين غير مرغوب بهم في البلد ذي الغالبية البوذية، من الاضطهاد.
وقال بيان الأمم المتحدة إن "الأمين العام (غوتيريش) ممتن للاستقبال الكريم الذي تؤمنه بنغلادش للاجئين القادمين من بورما منذ عقود ويطلب من السلطات (في بنغلادش) الاستمرار في السماح للروهينغا الفارين من العنف البحث عن الأمان".
وأضاف الناطق باسم غوتيريش نقلاً عن الأمين العام أن "معظم الذين فروا نساء وأطفال بعضهم جرحى".