قال مسؤولون من طرفي تحالف يقاتل في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن إن مقاتلي الطرفين انسحبوا من شوارع العاصمة صنعاء بعد اشتباكات أمس الأحد جرى فيها تبادل لإطلاق النار في تطورات لم يسبق لها مثيل.
وقتلت الاشتباكات التي اندلعت في وقت متأخر من مساء أمس السبت بين جماعة الحوثي وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح 9 مقاتلين على الأقل ومثلت أول شقاق في التحالف الرئيسي الذي يواجه تحالفاً عسكرياً تقوده السعودية في اليمن منذ عامين ونصف العام.
وقال مسؤول من جماعة الحوثي لرويترز إن الوضع أصبح تحت السيطرة والمسلحين انسحبوا وجرى تشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة.
وقال سكان حي حدة الراقي الذي دار فيه القتال لعدة ساعات إن حركة المرور بدأت تعود لطبيعتها والناس بدأت حركتها العادية للذهاب لأعمالها في الصباح.
ويحكم الطرفان المتقاتلان معاً شمال اليمن وقد أبقيا على تحالف صعب منذ بدء المواجهة التي أودت بحياة عشرة آلاف شخص على الأقل ونشرت الجوع والمرض في اليمن.
وحكم الرئيس السابق اليمن لمدة 34 عاماً وأغضب حشد كبير للاحتفال بذكرى تأسيس حزبه الأسبوع الماضي الحوثيين الذين اعتبروه استعراض قوة يهدف إلى تقويضهم.
واعتلت التوترات مساء أمس السبت عندما أقام مقاتلون حوثيون نقطة تفتيش قرب منزل ابن صالح ومكتبه الإعلامي.
وقتل اثنان من مقاتلي الحوثي وذكرت وسائل إعلام يمنية أن عقيداً بالجيش كان مسؤولاً بارزاً في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح قتل كذلك.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) التي يديرها الحوثيون إن قوات محايدة تدخلت لوقف القتال وإن تحقيقاً بدأ في الواقعة.
وقال مسؤول من الحزب إن قوات الجانبين تغادر المنطقة بعد إزالة نقطة التفتيش التي أقامها الحوثيون.
ويقاتل الحوثيون وصالح جنباً إلى جنب على جبهات قتال في مختلف أرجاء البلاد ضد الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية.
وتدخلت السعودية في الحرب الأهلية اليمنية عام 2015 لإعادة الحكومة إلى صنعاء بعد أن سيطر الحوثيون على العاصمة وتحالفوا مع صالح.
إلى ذلك أفاد مصدر أمني يمني، اليوم الأحد 27 أغسطس/آب 2017 أن 9 قتلى سقطوا في محصلة نهائية، جراء الاشتباكات التي اندلعت مساء أمس.
وأوضح المصدر، وهو ضابط في الشرطة بصنعاء، للأناضول، مفضلاً عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن المحصلة النهائية لاشتباكات الليلة الماضية في حي حدة وسط العاصمة، أسفرت عن مقتل 7 من اللجان الشعبية (مسلحون حوثيون)، واثنان من أنصار صالح، بينهما القيادي في الحزب خالد الرضي.
وفي وقت سابق اليوم انتشرت قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، في محيط اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام، بزعامة صالح (المكتب السياسي)، وبالقرب من منازل لصالح وأقربائه، مع الانتشار في محيط ميدان السبعين ودار الرئاسة".
وتأتي هذه التطورات وسط توتر بين الحليفين، منذ عدة أيام، يوصف بأنه الأعمق منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء قبل نحو ثلاث سنوات.
وتحالف الطرفان في الاستيلاء على صنعاء وعدد من محافظات البلاد، في 21 سبتمبر/أيلول 2014، ما أشعل حرباً مع الحكومة الشرعية المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، منذ 26 مارس/آذار 2015.