يتساءل الكثير من الرجال عن المدة المثالية التي من المفترض أن تستغرقها العلاقة الجنسية، سيما أولئك الذين يعانون من سرعة القذف التي تتسبب عادةً في عدم إشباع الطرف الآخر.
وبحسب صحيفة Focus الإيطالية، فإن المدة الطبيعية للجماع – بما فيها من مراحل تمهيدية – تتراوح بين دقيقة واحدة و10 دقائق بحسب المختصين في علم الجنس. أما المعدل المعقول فيبلغ نحو 7.3 دقيقة.
ووفقاً للجمعية الأوروبية للطب الجنسي European Society for Sexual Medicine (ESSM)، فإن رجلاً واحداً من بين كل 5 رجال (ما يعادل 20% من الرجال)، يستغرق أقل من دقيقة واحدة في الجماع، في حين أن 10% يستغرقون ما بين دقيقة ودقيقتن. وبحسب الجمعية، فإن سرعة القذف تعد حالةً طبيةً معقدة.
هل يعاني ثلث الرجال من سرعة القذف؟
يقول تقرير الصحيفة الإيطالية إن البيانات توضح أن رجلاً من بين 3 رجال يعاني من سرعة القذف. لكن هل هذا صحيح؟ وفقاً للأرقام؛ فإن معظم الشباب يعانون من هذه الآفة في تجاربهم الأولى، لأن الحياة الجنسية تحتاج إلى التمرّس لتعلّم كيفية إطالة مدة الجماع لدى الذكور والإناث، في حين يؤثر عدم الاستقرار العاطفي – الشائع جداً لدى الشباب – سلباً على المدة -، إلى جانب القلق وقلة الخبرة.
هل أنت سريع أم بطيء؟
وفقاً لبعض العلماء، لا يعد القذف المبكر مرضاً، بل أمراً طبيعياً يمكن السيطرة عليه من خلال التعلم والتدريب.
وبحسب ما نشرته Focus، فإن الاضطرابات تحدث عندما تعبّر المرأة عن رغباتها وتطلب الإشباع الجنسي، ما من شأنه أن يطيل مدة إيلاج الذكر.
ووفقاً لكلام المتخصصة في علم الجنس في جامعة نيويورك ليونور ديفر، فإنه لا يوجد تفسير محدد لطبيعة هذا الموضوع، مثلما لا يوجد تفسير محدد أيضاً لطبيعة لون الشعر. يوجد أشخاص أسرع وغيرهم أبطأ. ليس هذا فحسب، بل تتغير القاعدة مع الزمان والمكان!
مفهوم "السرعة" يرجع إلى الثقافة
في العام 1948، كتشفت دراسة أجراها آلفريد كينزي أن كل 3 رجال من أصل 4 يقذفون بعد دقيقتين من الإيلاج، الشيء الذي اعتُبر دليلاً على قوة الذكور. أما عالم الاجتماع في جامعة سيدني روس مورو، فأكد بدوره أن الأمر يرجع إلى الثقافة الاجتماعية، مستشهداً بماليزيا، التي يعتقد أهلها أن القذف الطبيعي يكون بعد 15-30 ثانية!
متى تصبح مشكلة؟
يعاني العديد من الأزواج من حال عدم رضا بسبب سرعة العلاقة الحميمية؛ إذ يقذف بعض الرجال أثناء المداعبة، قبل الإيلاج أو مع أول اتصال – هذه الحالة تسمى Ejaculatio Ante Portas -.
يجدر في مثل هذه الحالات التحدث مع الزوج ومحاولة الوصول إلى حل، مثل التركيز أثناء المداعبة، والسيطرة على الإجهاد، كما قد تساعد اليوغا كثيراً في علاج الاضطرابات الجنسية الأكثر شيوعاً، والتقليل من سرعة القذف.
احذر الحلول الفردية!
كما لا بد من الحذر من العلاجات التي تأخذها بنفسك أو التي تحصل عليها عبر الانترنت على الأقل لسببين؛ أولاً، لأنها قد تكون مزيفة وضارة. ثانياً، لأن هذه الأدوية غالباً ما تكون مضادات الاكتئاب ومضادات الاكتئاب، وينبغي ألا تعطى دون إذن الطبيب المُعالج، لأنه يكون على دراية بمدى نفع وضرر هذه العقاقير.
في الواقع، تستند العقاقير العلاجية التي تتوفر الآن، في جزيئاتها على مضادات الاكتئاب، غالباً ما تبوء بالفشل لأن تأثيرها يدوم لمدة قصيرة جداً.
وقد تؤدي الآثار الجانبية لتلك العقاقير إلى انخفاض كبير في الرغبة الجنسية للذكر والأنثى، كما هو الحال في كل مضادات الاكتئاب.
هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Focus الإيطالية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.