"هناك أمور يجب أن تناقش قبل الإقدام على الزواج، لا تتعلق بالأمور المالية ولا بمكان الإقامة".
هذا ما خلصت إليه الكاتبة أنجالي نيوكاوسكي، في مقال نشرته على موقع Elitedaily حول "التحضير للزواج" فتقول:
"قبل أن أتزوج كتبت في مذكرتي قائمة بالأسئلة سأناقشها مع زوجي، وذات يوم، قررنا الذهاب إلى الشاطئ، وهناك قضينا ساعتين جالسين، نتحدث عما يخبئه المستقبل.
ربما لا تكون هذه وسيلة شائعة للتحضير للزواج، ولكنها نفعت معي أنا وزوجي.
لم أكن أريد التحدث عن الأمور المالية أو مكان إقامتنا فقط، بل أردت أن يجلس كلانا ونسأل أنفسنا (وبعضنا البعض) ما إذا كنا فعلاً مستعدين لأن نكون معاً إلى الأبد".
الكاتبة تنصح كل من يفكر في الدخول في علاقة جدية بعدما كان عازباً لفترة من الوقت، وقبل أن يلتزم بأي وعد أن يطرح هذه الأسئلة على نفسه، علماً أن هذا قد يجنب المتزوجين حديثاً الكثير من "أحزان ما بعد الزفاف".
1- هل وضعي جيد على الصعيد الشخصي؟
قد يبدو الأمر غير متوقع، ولكن لكي تكون سعيداً مع شخص آخر، عليك أن تكون سعيداً وحدك أولاً.
من الجميل أن يكون لك شخص تشاركه حياتك، ولكن بدء علاقة جديدة لن يصلح أي مشكلة شخصية تعاني منها حالياً.
سواء كان أمراً خارجياً، مثل المشاكل المالية، أو داخلياً، مثل مشاكل تتعلق بالإهمال في طفولتك لم تعالجها بعد، إدخال شخص آخر إلى حياتك لن يؤدي إلا إلى تعقيد هذه المشاكل أكثر.
قبل أن تقرر أنك ترغب بالدخول في علاقة جادة، تأكد أن كل شيء على ما يرام بالنسبة لك.
عندما تتأكد أنك سعيد فعلاً، وبصحة جيدة، وراضٍ عن نفسك، عندها تكون في وضع جيد لدعوة شخص آخر إلى حياتك.
2- هل ينقصني شيء ما أحاول معالجته بالدخول في علاقة؟
هل تبدو الحياة مملة؟ هل صارت وظيفتك سخيفة نوعاً؟ هل انتقل أحد زملاء السكن إلى مكان آخر، فصرت تبحث الآن عن رفيق آخر تفعل معه أشياء مختلفة؟
إذا كان أي من هذه الأمور يمثل حالتك، فربما أنت لا ترغب بالدخول في علاقة. بل ربما يكون الأمر أنك تشعر بالملل فقط.
الدخول في علاقة جدية لأنك تفتقد شيئاً ما في حياتك، مثل الإثارة، ليس هو الخطة الأفضل.
من المؤكد، أنك إما ستضع الكثير من الضغط على شريك ليبقيك مستمعاً، أو أنك في نهاية المطاف ستصاب بالملل منه لأنك لم تكن تريد علاقة مُلزمة في المقام الأول.
لا تدخل في علاقة لأنك ليس لديك ما تفعله.
3- هل لدي ما يكفي من الوقت؟
من المهم أن تسأل نفسك ما إذا كان لديك ما يكفي من الوقت للدخول في علاقة – ليس الآن فقط، ولكن ما إذا تحولت إلى شيء كبير.
على الرغم من أنك قد تعتقد أن لديك وقتاً للمواعدة الآن، هل سيكون لديك وقت وطاقة تعطيهما لشريك حياتك بمجرد أن يصبح مهماً لك؟
إذا كنت محامياً تعمل في شركة كبيرة مائة ساعة في الأسبوع، قد لا يكون الوقت الحالي هو الأنسب للبدء في شيء جاد.
وبالمثل، إذا كنت في الجامعة، تدرس تخصصاً مزدوجاً كقائد فريق رياضي، لن يكون لديك وقت لشريك جديد.
إذا كنت تريد علاقة للأسباب الصحيحة، يمكنك بالتأكيد إيجاد الوقت، حتى مع حياة شديدة الازدحام.
تأكد فقط من أنك تجد وقتاً بالفعل.
4- هل أنا مستعد لتقديم تنازلات؟
العلاقات أمر رائع، ولكنها تتطلب الكثير من العمل كذلك.
إذا كان مستوى صبرك مع الحياة ليس عالياً جداً حالياً، فالدخول في مشروع حيث سيكون عليك المساومة كثيراً، وأن تكون لديك المرونة للتغيير، قد لا يكون أفضل شيء.
تقول كالي روجرز مدربة الحياة ومؤسسة موقع Blush للتدريب على الحياة على الإنترنت، "كونك في علاقة جادة سيغير حياتك تماماً".
وتضيف "كلما دخل متغير جديد إلى حياتك، توقع حدوث تغيير".
ولن يقتصر الأمر على الأمور الكبيرة كذلك.
في أي علاقة، ستحتاج أن تكون متقبلاً للتغيير وللمساومة في أوقات كثيرة.
ولا يقتصر الأمر على المكان الذي تعيشان فيه أو كم الوقت الذي ستقضيانه مع أسرتيكما.
سيتعلق الأمر أيضاً بالأمور الصغيرة، مثل المطعم الذي تقرران تناول الطعام فيه يوم الثلاثاء عندما ترغب في الدجاج، ولكن شريكك كان يشتهي اللحم طوال اليوم.
على الرغم من أن ههذه قد لا تبدو مشكلة كبيرة، ولكن مع مرور الوقت، إذا لم تكن مستعداً لأن تكون مرناً، قد تجدان أنفسكما في وضع محبط فعلاً.
قبل أن تفكر في الدخول في علاقة مُلزمة، عليك أن تسأل نفسك ما إذا كنت حقاً على استعداد لتقديم تنازلات لشخص آخر عندما يكون عليك هذا.
5- هل أرغب فعلاً في علاقة جادة؟
في نهاية اليوم، عليك أن تسأل نفسك بالضبط لماذا تبحث عن شيء جاد.
الكثيرون منا ليسوا متأكدين تماماً مما يريدونه من الحياة، ولكننا نجد أنفسنا في علاقة جادة قبل أن نعرف كيف وصلنا إلى هناك.
عليك الدخول في علاقة جادة فقط لأنك تشعر بالرضا والاستقرار، وأنك على استعداد لمشاركة أمور حياتك مع شخص آخر – الجيد منها والسيئ والقبيح.
سيساعد كذلك أن تكوم عالماً بما تعنيه كلمة "جاد" لك.
تقول روجرز "قول شيء "جاد" يعني أموراً مختلفة للغاية لأشخاص مختلفين" وتضيف "جاد، قد يعني الزواج والأطفال بالنسبة لبعض الناس، بينما للبعض الآخر قد يعني قضاء الوقت معاً خلال أيام الأسبوع.
اعرف بالضبط ما تتوقعه من العلاقة الجادة وتأكد من توصيل ذلك لشريكك المحتمل في المستقبل".
بمعنى آخر، كن واضحاً بشأن ما تفعله والسبب في ذلك.
تكوينك علاقة جادة وملزمة شيء رائع، ولكن فقط إذا كنت مستعداً تماماً.
إذا لم تكن متأكداً، فالأفضل أن تسأل نفسك هذه الأسئلة، وأن تُقيم قرارك، قبل أن تقرر.