اعتبر عباس الجيراري، مستشار العاهل المغربي محمد السادس، أن "تدخُّل الملك تجاه حراك الريف ليس هو الحل".
جاء ذلك في حوار أجراه مع جريدة "الصباح" اليومية المغربية (غير حكومية)، الإثنين 3 يوليو/تموز الجاري.
وقال الجيراري: "الكل ينتظر تدخُّل الملك، وهذا ليس هو الحل منذ البداية، لا يُعقل أن تتخلى الحكومة والمؤسسات عن مسؤولياتها ليتم الزج بالملك في مثل هذه القضايا".
وأعرب عن استيائه إزاء موقف الحكومة والأحزاب السياسية تجاه الأحداث، التي شهدتها منطقة الريف (شمال)، على خلفية احتجاجات مستمرة منذ 8 أشهر.
وأوضح الجيراري، الذي يشغل كذلك منصب الأمين العام لمركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات (غير حكومي)، أن "تصرف الأحزاب والحكومة والمؤسسات بإسناد كل شيء للملك، بحق أو باطل، يضعه في موقف حرج".
وطالب الجميعَ بأن "يتحمل مسؤوليته، لا أن يلقي كل طرف المسؤولية على الآخر".
ورأى مستشار الملك أن المؤسسات المنوط بها حل المشكلة في تدبير الأزمة والوصول بها إلى بر الأمان قد "فشلت في ذلك"، قائلاً: "وصلنا إلى طريق يكاد يكون مسدوداً، الجميع يتفرج على ما يجري أو يذكون نيران الفتنة أكثر مما هي متَّقدة".
ولفت الجيراري إلى أن "أهل الريف قد عوقبوا سابقاً بشيء من الإهمال، ظل يتضخم ويتفاقم حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه".
والسبت 1 يوليو/تموز الجاري، قال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، في برنامج تلفزيوني، إن "أزمة الريف طالت، ولا بد لها من نهاية، عبر مدخلين سياسي وتنموي".
وكشف أن الحكومة، من خلال وكالة "تنمية الشمال" (حكومية)، أطلقت في الفترة الأخيرة أكثر من 200 مناقصة لإنجاز مشاريع تنموية بالإقليم.
وحيا العثماني الاحتجاجات التي يشهدها إقليم الريف منذ 8 أشهر، قائلاً: "أحيي هذه الاحتجاجات التي كانت في عمومها سلمية"، وفي الوقت نفسه وجه التحية لقوات الأمن، وقال إنهم "تحلَّوا بضبط النفس في التعامل مع هذه الاحتجاجات وفي حفظ الأمن والاستقرار".
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد الحسيمة وعدد من مدن وقرى منطقة الريف، احتجاجات متواصلة؛ للمطالبة بـ"التنمية ورفع التهميش ومحاربة الفساد".
وبدأت الاحتجاجات منذ مصرع تاجر السمك محسن فكري، الذي قتل طحناً داخل شاحنة لجمع النفايات، خلال محاولته الاعتصام بها؛ لمنع السلطات من مصادرة أسماكه.