في الوقت الذي أعلنت فيه مصر، البلد الذي يعاني اقتصادياً، منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011، زيادة أسعار المحروقات بين 50 إلى 100% خفّضت كل من الإمارات وعمان وقطر أسعار الوقود لشهر يوليو/تموز الجاري، مقارنة بشهر يونيو/حزيران الماضي.
ورفعت الحكومة المصرية، الخميس الماضي، أسعار الوقود في البلاد بنسب تصل إلى 100% في بعض المنتجات، في إطار خطتها لإعادة هيكلة دعم المواد البترولية.
وهذه هي المرة الثانية التي ترفع فيها الحكومة أسعار الوقود خلال ثمانية أشهر، بعدما رفعتها، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بنسب تراوحت بين 30 و47% في إطار خطة لإلغاء الدعم بحلول 2018-2019، وفقاً لبرنامج متفق عليه مع صندوق النقد الدولي، تحصل بموجبه القاهرة على قروض قيمتها الإجمالية 12 مليار دولار.
ووفق مسح أجرته وكالة الأناضول، حافظت الإمارات، على أعلى أسعار للوقود في دول مجلس التعاون الخليجي، في يوليو/تموز الجاري، رغم الخفض للشهر الثالث على التوالي، تلتها سلطنة عمان ثم قطر والبحرين والكويت وأخيراً السعودية.
وعمدت دول مجلس التعاون الخليجي الست، إلى إصلاح أنظمة الدعم، لاسيما ما يتعلق منها بتقليل دعم أسعار الطاقة، وترشيد استخدامها في خطة لخفض الإنفاق لمواجهة تراجع المداخيل النفطية.
وبلغ سعر لتر البنزين الممتاز في الإمارات 1.86 درهم (0.51 دولار) نزولاً من 1.96 درهم (0.53 دولار) للشهر الماضي، تلتها سلطنة عمان 0.183 ريال (0.47 دولار)، منخفضاً من 0.191 ريال (0.50 دولار)، ثم قطر مستقراً عند 1.65 ريال (0.45 دولار).
وجاءت البحرين في المرتبة الرابعة بنحو 0.160 دينار (0.43 دولار)، وبعدها دولة الكويت بقيمة 0.105 دينار (0.34 دولار) وأخيراً السعودية 0.90 ريال ( 0.24 دولار).
فيما جاء سعر البنزين العادي (95 الأكثر شعبية) في الإمارات عند 1.75 درهم (0.48 دولار) للشهر الجاري، متراجعاً من 1.85 درهم (0.50 دولار) الشهر الماضي، ثم عُمان 0.180 ريال (0.47 دولار) ثم قطر عند 1.55 ريال (0.416 دولار) من 1.60 ريال (0.44 دولار).
وفي الكويت بلغ لتر البنزين العادي 0.085 دينار (0.28 دولار) تلتها البحرين 0.125 دينار (0.33 دولار) والسعودية 0.75 ريال ( 0.20 دولار).
وعلى صعيد أسعار الديزل، تصدرت الإمارات أيضاً أعلى الأسعار بنحو 1.84 درهم (0.50 دولار) رغم نزولها من 1.90 درهم (0.52 دولار) بالشهر الماضي.
وجاءت عمان ثانية بـ0.192 ريال (0.49 دولار)، وقطر 1.50 ريال (0.40 دولار) والكويت 0.110 دينار (0.36 دولار)، والبحرين 0.120 دينار (0.32 دولار)، وأخيراً السعودية بـ0.45 ريال (0.12 دولار).
وكانت الإمارات، أول دولة خليجية تتخذ قراراً بتحرير أسعار الوقود، في يونيو/حزيران 2015، وبعدها رفعت السعودية والبحرين أسعار الوقود لديهما، في يناير/كانون الثاني 2016، والكويت في الأول من سبتمبر/أيلول 2016.
وأعلنت قطر في خطوة أخرى، إعادة هيكلة أسعار الوقود المحلية وربطها بالأسعار العالمية ابتداء من مايو/أيار 2016، وتحديدها شهرياً وفق معادلة سعرية تأخذ بعين الاعتبار "التغيرات التي تطرأ على أسعار المشتقات النفطية في السوق العالمية، والتكاليف التشغيلية، وكذلك أسعار الوقود في دول المنطقة".
وبدأت سلطنة عمان، تحرير أسعار الوقود اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2016، واعتماد آلية للتسعير شهرياً وفقاً للأسعار العالمية، في مسعى لإصلاح منظومة الدعم لمواجهة الضرر الذي أصاب المالية العامة.
ورغم مرور نحو عامين على بدء أولى خطوات تحرير الوقود في الخليج، وخصوصاً في الإمارات، تبقى المنطقة ضمن الدول التي تبيع الوقود بأرخص الأسعار في العالم.