أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" للمرة الأولى اليوم الأحد 18 يونيو/حزيران 2017 عن لقاء تم بين وفد الحركة الذي سافر مؤخراً إلى القاهرة وقيادات مقربة من القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح محمد دحلان.
وقال خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس، بقطاع غزة، في مؤتمر صحفي، نظمه "منتدى الإعلاميين" (غير حكومي) بمدينة غزة، الأحد إن علاقة حركته مع مصر، ذاهبة نحو التحسّن والتطور.
وقال إن نتائج زيارة وفد "حماس" للقاهرة، الأسبوع الماضي، "ستتم ترجمتها على الأرض قريباً".
وتابع، الحيّة: "جاءت الزيارة الأخيرة لمصر، استكمالاً لزيارات وتفاهمات ثنائية بيننا، عمرها الزمني 15 شهراً، في كل لقاء نبني على اللقاء الذي سبقه، واللقاء الأخير كان من أفضل اللقاءات".
وأكّد الحيّة أن مصر وعدت، خلال الزيارة الأخيرة، بتخفيف المعاناة عن قطاع غزة عبر فتح معبر رفح بشكل منتظم، كما وعدت بفتح معبر تجاري لتسهيل الحركة التجارية من وإلى القطاع.
وفي المقابل ستشدد حركة حماس، إجراءاتها الأمنية على الحدود مع مصر.
وأشار القيادي في "حماس" إلى أن وفد حركته، التقى مع قيادات مقرّبة من محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح.
وبيّن أن الوفد اتفق مع قادة "تيار دحلان" على "إنشاء صندوق وطني لإنجاز ملف المصالحة المجتمعية، على أن يتم جمع الأموال فيه من عدة دول (لم يسمّها)، بهدف دفع ديّات (تعويضات) لأهالي القتلى الذين سقطوا إبان أحداث الانقسام الفلسطيني الداخلي عام 2007.
ومنذ سنوات، يسود خلاف حاد بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ودحلان، الذي فُصل من حركة "فتح" في يونيو/حزيران 2011، بعد تشكيل لجنة داخلية من قيادة الحركة وجهت إليه تهماً بعضها خاص بفساد مالي، وهو ما ينفي صحته.
واستكمل الحيّة قائلاً: "نحن اليوم في حوارات متعددة مع كل الأطراف والفصائل لتشكيل وخلق جبهة وطنية عالية تحت مُسمّى (إنقاذ) للمشروع الوطني، وذاهبون للتحدث مع الكل حول القضية الفلسطينية".
وهاجم الحية، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال إنه "لا يرغب بإتمام المصالحة".
وفي 12 يونيو/حزيران الجاري، عاد وفد قيادي من "حماس" إلى قطاع غزة، قادماً من العاصمة المصرية القاهرة، عقب زيارة استمرت أسبوعاً، التقى خلالها بمسؤولين في جهاز المخابرات المصرية.
وفي موضوع آخر، كشف الحية أن رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، سيبقى مقيماً في قطاع غزة، ولن يغادرها، إلا "زائراً" لبعض الدول.
وعادة ما يقيم رئيس حركة حماس، خارج فلسطين، بهدف امتلاك القدرة على التحرك، والإشراف على مؤسسات وأجنحة الحركة في كافة أماكن تواجدها.
وأقام رئيس حركة "حماس" السابق، خالد مشعل، في الأردن ثم سوريا، قبل أن يستقر في دولة قطر.
وأضاف الحيّة: "لن نكون عبئاً على أحد، ونحن معنيّون أن تكون قيادات حماس في كل مناطق تواجد الشعب الفلسطيني".
وجدد الحيّة تأكيد حركته على أنها غير معنية بخوض حروب عسكرية مع إسرائيل.
وقال: "ندير المقاومة بأشكال متعددة تؤلم العدو، وتقرّب من التحرير".
واستبعد اندلاع أي حرب جديدة مع إسرائيل، خلال الفترة القريبة، لكنه وصف استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع بأنه "نذير خطر"، دون توضيح مقصده.
وفي ذات السياق، عبّر الحيّة عن استنكاره لـ"تسارع وتيرة التطبيع العربي مع إسرائيل"، ولفتح "بعض العواصم العربية خطوطاً جوية مع إسرائيل".
وعن علاقة "حماس" بـ"إيران"، وصفها الحيّة بالمستقرّة والجيّدة.
وقال: "نسعى لتطويرها، ونثمن الجهود الإيرانية التي قدّمت الدعم للقضية الفلسطينية".
وفيما يتعلق بملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركة حماس، قال الحيّة أن حركته ترحّب بأي جهد يطرح وخاصة من قبل مصر، للتفاوض لإبرام صفقة تبادل أسرى.
لكن أكد اشتراط حركته قبل البدء في التفاوض، الإفراج عن جميع الفلسطينيين الذين تحرروا في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة (أبرمت عام 2011)، والذين أعادت إسرائيل اعتقالهم.