معارك الحدود والعمق الأمني

ملاحقة قوات الحشد لفلول داعش في العمق السوري إحدى أهم الخطوات التي يعول عليها حلفاء الحكومة السورية التي تعاني من العزلة الجغرافية، وهي بأمس الحاجة للدعم اللوجستي، والمخاوف الكبيرة من سيطرة حلفاء أميركا على كامل الشريط الحدودي الشمالي والشرقي والجنوبي السوري، فتكون سوريا تحت سيطرة التحالف الأميركي غنيمة ورهينة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/05 الساعة 10:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/05 الساعة 10:11 بتوقيت غرينتش

على أبواب ملاحقة قوات الحشد الشعبي لفلول داعش في العمق السوري والعمل إلى جانب حكومة الأسد والفصائل الإيرانية واللبنانية والعراقية الموالية لها لا بد من إيراد بعض المعطيات والمقايسات مع حالات مشابهة لننظر ما المآلات المتوقعة؟

ملاحقة قوات الحشد لفلول داعش في العمق السوري إحدى أهم الخطوات التي يعول عليها حلفاء الحكومة السورية التي تعاني من العزلة الجغرافية، وهي بأمس الحاجة للدعم اللوجستي، والمخاوف الكبيرة من سيطرة حلفاء أميركا على كامل الشريط الحدودي الشمالي والشرقي والجنوبي السوري، فتكون سوريا تحت سيطرة التحالف الأميركي غنيمة ورهينة.

لكن العراق ماذا يريد من هذه الملاحقة غير المحسومة؟ هل ملاحقة عاطفية سياسية أكثر من اللزوم، بخلاف عمليات تحرير بادية العراق التي تمتد من جنوب سنجار إلى القائم؛ حيث أثبتت أنها عمليات لها ضرورة واقعية جداً، وهل العراق سوف يتورط في سوريا بمعارك كما فعل حافظ الأسد في لبنان في القرن الماضي، والنتيجة كانت سلبية وملامة دولية، وهزيمة ماحقة للقرار السوري.

وأهمية ملاحقة فلول داعش داخل العمق السوري تعود إلى أنه منصة المصالح الإيرانية -الروسية والحكومة السورية والحاجة إلى عودة الهلال الشيعي، وهل على جميع العراق أن يتحمل هكذا قرار تتسرب منه رياح المصالح الدينية والمذهبية؟

تتقاسم سوريا والعراق حدوداً مشتركة تمتد لحوالي 605 كم، وتربط بين سكان المنطقة على جانبي الحدود علاقات عشائرية وثيقة وصلة قربى.

تعتبر معركة المنافذ الحدودية الاستراتيجية حاسمة من حيث أنها تخنق حكومة الأسد وحلفاءها لوجستياً واقتصادياً وتقطع عنها شريان الإمداد الرئيسي.

المعابر الحدودية عادة تكون هي الممثل الحقيقي لسلطة الدولة، فمن ناحية، سيادة الدولة تتعلق أساساً بقدرتها على التعامل مع نظرائها من الدول الأخرى، والسيادة على المعابر تعني ذلك، ومن ناحية أخرى، فقدرة الدولة على السيطرة على الأطراف جزء لا يتجزأ من قدرتها على السيطرة على المركز، ولذلك عملت الفصائل المسلحة والحكومات طوال 3 سنوات على السيطرة على المعابر الحدودية بين سوريا والعراق والدول الأخرى.

من الجانب العراقي المعابر العراقية السورية هي ربيعة والقائم والوليد، معبر ربيعة/ تلعفر بيد البيشمركة وحلفائها، والقائم بيد تنظيم داعش، والوليد بيد القوات العراقية.

من الجانب السوري معبر اليعربية بيد قسد والجيش الحر.
ومن جنوب منطقة الحسكة إلى التنف بيد تنظيم داعش.
ومن التنف إلى المثلث العراقي الأردني السوري بيد قوات الجيش الحر والتحالف الدولي غرفة الموك الجنوبية.

الجيش العربي السوري وحلفاؤه من العراقيين والإيرانيين أصبحوا بحاجة ماسة إلى منفذ بري يمدهم بإمدادات السلاح الثقيل القادمة من إيران عبر العراق.

منفذ التنف يعتبر عقدة الصراع بين القوى المسلحة المتواجدة على الشريط الحدودي.
بغداد في حرج من اتفاق سبتمبر/أيلول عام 2016 مع أربيل وواشنطن.
الاتفاق لا يعترض على تحرير الشريط الحدودي العراقي، ولكنه يعترض على الفصائل المسلحة الشيعية التي تصرح بإمكانية عبورها إلى العمق السوري، خاصة أن مسافة 400 كم من الشريط السوري هي بيد حلفاء أربيل وواشنطن.

تصريحات المهندس والعامري استفزت التحالف الدولي، الذي أصبح مستعداً لاستهداف أي قوة عراقية تعبر إلى العمق السوري تحت أي ذريعة كانت.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد