ماذا حدث في بداية معركة الموصل؟ شهادة فتاة من أرض المعركة

"يا رب نموت كلنا" هكذا تمنت أن ينتهي الحال بهم، عندما كانت ترى أن داعش تقتل وتصادر الأموال وتحاسب الناس على توافه الأمور، ولكن لم تكن تتورع عن الدم الحرام، وكانت تفرح بالتفجير وسط المدنيين، وينظرون إلى أشلاء المدنيين وجثثهم وتجد المخلوق الداعشي المتجرد من إنسانيته يقول على هؤلاء الضحايا: "ما أطيب دماء المرتدين!".

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/04 الساعة 08:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/04 الساعة 08:56 بتوقيت غرينتش

"الجيش العراقي يقوم بالتحضيرات اللازمة لتحرير الموصل" كانت مجرد شائعات تنتشر في المدينة، لم يستطِع الناس التأكد منها؛ لأن داعش كانت تمنع أي وسيلة اتصال بالعالم الخارجي، فالذي كان لديه هاتف نقال أو تلفاز هي تهمة كافية لقتله بتهمة التخابر، ولم يكن هناك شيء عدا تلك الأمور التي كانت تحدث في الخفاء، بعد أيام تأكد الخبر: العمليات بدأت كان كل هذا في منتصف شهر العاشر من 2016.

كل من كان في الموصل يشعر بالقلق التنظيم كان يتوعد الغزاة على حد وصفه بالقتل، لكن كان هناك صوت خافت بعيداً عن أعين التنظيم التي كانت منتشرة حتى في دورات المياه، كان الصوت تلك الفتاة الموصلية التي لم تستطِع إكمال جامعتها لم تكن تطلب أكثر من أن تعود إلى سابق عهدها، لكن داعش قضت على آخر حلم لها، واضطرت إلى أن تخسر ثلاث سنوات من عمرها بسبب هؤلاء المجرمين.

مع بدء عمليات التحرير كان داعش يطبق سياسة الأرض المحروقة إذا كان يعتبر المدنيين هدفا له وكان يقصف المناطق التي هي خارجة عن سيطرته بحجة خيانة الدولة الإسلامية، في تلك الفترة كان التنظيم يفرض سيطرته بقوة السلاح على المدينة.

"باقية وتتمدد" على هذا الهتاف المزعج استيقظت زينة من نومها مستغربة عن سبب هذا الهتاف، ولكن بعد مدة تبين أن داعش قامت بتفجير سيارة مفخخة في وسط المدنيين في الجانب الأيسر من المدينة، وكما وصفوها بأنهم قاموا بالتفجير وسط "المرتدين والروافض"، واستمر الهتاف، وحين سألتها: كيف كانوا في تلك الفترة؟ قالت: "لم يكونوا يظهرون أنفسهم بأنهم ضعفاء على الرغم من أنهم كانوا يخسرون في الجانب الأيسر من المدينة".

"يا رب نموت كلنا" هكذا تمنت أن ينتهي الحال بهم، عندما كانت ترى أن داعش تقتل وتصادر الأموال وتحاسب الناس على توافه الأمور، ولكن لم تكن تتورع عن الدم الحرام، وكانت تفرح بالتفجير وسط المدنيين، وينظرون إلى أشلاء المدنيين وجثثهم وتجد المخلوق الداعشي المتجرد من إنسانيته يقول على هؤلاء الضحايا: "ما أطيب دماء المرتدين!".

مع تقدم القوات الأمنية بدأت داعش تسحب عوائلهم باتجاه الجانب الأيمن من الموصل، ويضعون عوائلهم وسط المدنيين كي يتحصنوا بهم.

"كنا نردد الشهادتين في كل لحظة نسمع فيها الطائرة"؛ لأن داعش اتخذت أحد البيوت القريبة منهم والتي تمت مصادرتها مركزاً لتخزين الطعام والعتاد، حتى يكسبوا تعاطف المدنيين، وإذا ما تم قصفت أماكنهم تبدأ دعاياتهم الكاذبة بالترويج بأن هؤلاء المحررين الذين تنتظرونهم يقومون بقصفكم، على عكسنا نحن هنا "لسرقتكم وقتلكم" عفواً أقصد لحمايتكم.

كان يراودها حلم جميل، بأنها ستكمل، وفجأة انفجار يهز بيتها كان ذلك صاروخاً استهدف موقعاً قريباً من بيتهم، كان كافياً بأن ينهي كل أحلامها، وبقيت في انتظار القادم عسى أن يحمل معه بعض الأمل.

في تلك الفترة كانت داعش قد خسرت ما يقارب 800 عنصر، كان هذا في بداية المعركة، وكعادة المجرمين يظهرون بأسهم على المدنيين العزل.

كان هذا المشهد داخل المدينة، أما المشهد في المخيمات فقد كانت الناس تفترش الأرض وتلتحف السماء؛ إذ كان قد نزح أكثر من 40 ألفاً مع بداية عمليات التحرير.

فقالت من هول ما رأت: أنت لم ترَ شيئاً لحد الآن، هذا لا شيء، قد تكون هي فعلاً لا شيء، بالنسبة لمن شاهد كل تلك المعاناة، فطلبت من زميلتي أن نتوقف عند هذا الحد على أن نكمل في قصة أخرى.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد