يبدو أن الموسم الخامس من House of Cards الذي ينتجه موقع Netflix مرتبط بشكلٍ كبير بفترة رئاسة الرئيس الأميركي الخامس والأربعين دونالد ترامب الحالية.
إذ شاهد المراسل الفني بموقع Daily Beast، كيفين فالون، العرض الأول من الموسم الجديد للمسلسل، والذي سيجري عرضه للجميع في 30 مايو/أيار، ونقل لنا بعض ما جرى في الحلقة الأولى من الموسم الخامس، وعلاقته برئاسة ترامب.
نبدأ من حيث انتهى الجزء الرابع. إذ ترى عائلة أندروود استمرار رأسمالها السياسي من خلال إعدام الأميركي المختطف جيمس ميلر، على يد منظمة الخلافة الإسلامية ICO، -نسخة داعش ISIS في المسلسل-، بل وأشار الزوجان في الحلقة الأخيرة من الموسم الرابع إلى أنهما خططا للعملية بالقول: "نحن لا نخضع للإرهاب، بل نصنعه".
وفي تلك الحلقة، قالت كلير إن شن الحرب أفضل فرصهم للفوز، مؤكدةً أنهم يُمكنهم العمل في ظل الخوف، وهو ما فعلوه بالفعل في الجزء الخامس، وذلك باستغلال كل ظهور إعلامي للتهويل من تهديد الإرهاب لإخافة المقترعين كي يصوتوا لصالحهم، خاصةً مع الحرب التي شنت لفضح فسادهم، بحسب كاتب المقال.
قرار حظر بعض الدول من دخول أميركا
يبدأ الموسم الجديد مع اعتلاء السياسي المخادع فرانك أندروود (يؤدي دوره الممثل الأميركي كيفين سبيسي) رئاسة أميركا، بفضل خططه الشيطانية التي دبرها مع زوجته كلير أندروود (تؤدي دورها الأميركية روبين رايت)، بعد إقناع الناخبين بـ"وجوه لطيفة" يختفي وراءها انعدام النزاهة والدهاء والمكر.
ويرى كاتب المقال أنهم قاموا بتصدير الخوف فعلاً في الجزء الجديد، عبر وضع فرانك قيوداً استثنائية على التأشيرات والقوائم المحظورة من السفر لدول بعينها -يمكنك أن تخمن هذه الدول-.
فيما خرجت وزيرة الخارجية كاثي دورانت (تؤدي دورها الممثلة الأميركية جاين أتكينسون) وهي تردد الشعار الذي أطلقه المعارضون لقرار دونالد ترامب الأخير بحظر السفر: "يحاول العديد من الأبرياء الدخول إلى بلدنا، ويمكن لهذا القرار أن يتسبب في إيذائهم".
إشاعة الفوضى
وبينما كان الكاتب يشاهد الحلقات، كان ترامب يوقع على قرار تنفيذي لتعزيز الحرية الدينية ثم انطلق للاحتفال بتمرير قانون الرعاية الصحية، متوجهاً بعد ذلك إلى نيويورك في زيارة إلى حاملة الطائرات إنتربيد-Intrepid.
وسبقه التوقيع على مجموعة من القرارات الإدارية، تعد الأكثر مقارنة بأي رئيس سابق خلال المائة يوم الأولى منذ عهد الرئيس الأميركي الثاني والثلاثين فرانكلين دي روزفلت.
بعض تلك القوانين أشاعت حالة من الفوضى والرفض والمظاهرات، كما اُعتبر بعضها غير دستوري، وتداخلت العديد من القضايا دفعةً واحدة على المكتب البيضاوي، من التحقيقات الروسية، وكوريا الشمالية، الصواريخ، وحظر مواطني بعض الدول من دخول أميركا.. وغيرها من القوانين والقرارات.
وعلى صعيد إسقاط الواقع في المسلسل، فلا يزداد فرانك قوةً إلا بإشاعة حالة من الفوضى، ويكون هو المراوغ المتحكم في الفوضى الكائنة بنفسه.
وروى الكاتب مشهداً تبدو بدايته كوميدية ومروعة في الآن نفسه، وذلك بظهور أحد أعضاء الكونغرس الذي يلوح بقصة الصحفي توم هامرشميت التي فضح فيها فساد أندروود والمخالفات التي يرتكبها في غرفات مجلس النواب، في محاولة يائسة لحشد زملائه السياسيين لفِعل شيء حِيالَ ذلك.
فما كان رد أندروود إلا أن يتغطرس ويسخر منه ويقوم بتمزيق الصحيفة من يده لكي يحبط القضية المثارة، وبكل تبجح يصف هذه الفضائح بـ"الأخبار الكاذبة"، وهي الكلمة التي رددها ترامب كثيراً في حديثه عن بعض وسائل الإعلام مؤخراً.
ثم بخطى ثابتة متكتكة يقول إن كل القصص التي تروى عنه لا تهم في شيء، وأنه سيفعل ما يريده على أي حال، ثم يردد: "لن أستسلم! لن أستسلم! لن أستسلم!".
أندروود وترامب
يرى الكاتب أن رغم الفوارق الواضحة التي تفصل بين شخصية أندروود وترامب: فأندروود ديمقراطي من أبناء الجنوب، وترامب جمهوري من نيويورك؛ إلا أنه تظل هناك حالة من وجه الشبه بينهما تقشعر لها الأبدان.
فيما لم يُفصح عن مزيدٍ من التفاصيل، لكنه عاد ليؤكد على انبهاره بالتشابه الذي يحتويه المسلسل مع الواقع.
سلاح الإسلاموفوبيا
ورغم أن المسلسل فقد نسبة من مشاهديه على مدار أجزائه بسبب البطء في سرد الأحداث أو بعد بعضها عن الواقع، يرى الكاتب أن الجزء الحالي أكثر سخونةً وواقعيةً مرتبطة بالأحداث الآنية، كما ازدادت حبكته الدرامية باستحواذ فرانك على السلطة.
وبطريقة ما، تخطى الموسم الجديد من House of Cards أحداث العالم الحقيقي، وتنبأ بعملية تحويل الإسلاموفوبيا إلى سلاح يستخدمه أندروود.
وقد أظهر الإعلان الدعائي للموسم الجديد ما يحاول الكاتب إيصاله، وذلك بظهور ثنائي أندروود وسعيهما لترويج الخوف بشتى الطرق.
وبدا بوضوح حين قال أندروود مخاطباً زوجته: "أنا أعلم مصلحتهم، أعلم تماماً ما يحتاجونه.. إنهم كالأطفال علينا مسح أيديهم المتسخة وأفواههم القذرة.. نعلمهم الصحيح من الخطأ ونلقنهم طريقة تفكيرهم وحتى ما يشعرون به، ونملي عليهم ما يريدون!.. إنهم بحاجة إلى التوجيه خلال أحلامهم ونحت مخاوفهم.. ويا لهم من محظوظين كوني رئيسهم ولديهم أنتِ".
كما أظهر الفيديو ما هو أفظع، إذ ظهر أندروود وهو يكرر أرقام كل 4 سنوات من 2016 حتى 2036! أي 20 سنة!
The American people don't know what's best for them… I do. May 30. pic.twitter.com/EhGUKb8eOb
— House of Cards (@HouseofCards) ١ مايو، ٢٠١٧
الإعلان عن الجزء الجديد مع تنصيب ترامب
ومن المثير، أن الربط بين إدارة ترامب الجديدة وبين الجزء الجديد من المسلسل، بدأ منذ اليوم الذي جرى تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة.
ففي يوم التنصيب، 20 يناير/كانون الثاني 2017، أطلقت صفحة المسلسل على تويتر مقطع فيديو علقت عليه بالقول: "نحن نصنع الإرهاب"، فيما يظهر في الفيديو العلم الأميركي مقلوباً -وهو الشعار المعروف للمسلسل-.
وبابتعاد الكاميرا عنه يظهر في مقدمة البيت الأبيض، فيما يُسمع صوت أطفال ينشدون قسم الولاء الأميركي المعروف Pledge of Allegiance.
We make the terror. pic.twitter.com/VpChwGOSMj
— House of Cards (@HouseofCards) ٢٠ يناير، ٢٠١٧