غادر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد 7 مايو/أيار 2017 مطار القاهرة الدولي، متجهاً إلى الكويت في ثالث محطة خليجية خلال أسبوعين، فيما يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوجه الأسبوع المقبل إلى الكويت.
وكانت الرئاسة المصرية، أعلنت أمس، عن زيارة السيسي اليوم للكويت لمدة يومين (..) تليها زيارة للبحرين (لم تحدد مدتها).
وأوضح البيان الرئاسي، أن "السيسي سيلتقي أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للتشاور حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية (..) واستمرار التنسيق المشترك بشأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية بهدف تعزيز وحماية الأمن القومي العربي".
وأشار البيان، إلى أن "السيسي سيعقد في البحرين، جلسة مباحثات مع الملك حمد آل خليفة، في إطار تطوير العلاقات الثنائية المتميزة على كافة الأصعدة".
ولفت إلى أن "الجلسة المصرية البحرينية، ستناقش سبل تعزيز وحدة الصف بين الدول العربية بما يساهم في تعزيز قدرتها على حماية مصالحها المشتركة ويلبي طموحات وآمال شعوبها، والوقوف بحزم أمام كافة محاولات التدخل الخارجي في شؤونها".
وجولة الكويت والبحرين، هي ثالث محطة خليجية للسيسي، خلال أسبوعين، حيث زار السعودية لمدة يومين، في 23 أبريل/نيسان الماضي، وكذلك الإمارات في 3 مايو/أيار الجاري.
أردوغان في الكويت
يأتي ذلك فيما يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيارة الكويت التي تقيم معها تركيا واحدة من أهم شراكاتها في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب خبراء أتراك، تكتسب زيارة أردوغان إلى الكويت، الأسبوع المقبل، أهمية نظراً للدور الذي توليه تركيا لها من ناحية الاستقرار والأمن، فضلاً عن رغبة أنقرة في تعزيز علاقات البلدين بمجالي الطاقة والصناعات الدفاعية.
وقال محي الدين أطامان، مدير وحدة السياسات الاجتماعية بمركز الدراسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التركي (سيتا)، "الرئيس التركي بدأ مؤخراً، سلسلة زيارات خارجية بهدف لقاء جهات فاعلة رئيسية في المحافل الدولية".
وأضاف "أردوغان بدأ هذه السلسلة من الهند، نهاية أبريل/نيسان الماضي، واختتمها مطلع مايو/أيار الحالي، وكانت محطته الثانية روسيا قبل أيام، ومن المرتقب أن تشمل زياراته اللاحقة كلاً من الصين والولايات المتحدة إلى جانب الكويت".
وأوضح أطامان، أنه بالتوازي مع جهود تركيا لتطبيع علاقاتها مع الدول العظمى، أو لعبها دوراً في المفاوضات الإقليمية، فإنها "لا تهمل في الوقت ذاته علاقاتها الثنائية مع بلدان منطقتها".
وتابع أن "دول الخليج تأتي في طليعة البلدان التي تسعى تركيا لإقامة علاقات معها في الشرق الأوسط الذي تعاني أغلب دوله من وضع هش، أو فوضى عارمة، أو على أبواب فشل ذريع".
وقال أطامان إن "دول الخليج هي الجهة الوحيدة التي يمكن لتركيا التعاون معها في القضايا الإقليمية، وزيارة أردوغان للكويت تأتي في إطار الحصول على دعم من الأخيرة حيال القضايا الإقليمية".
وأعرب أطامان عن اعتقاده بأن العلاقات الاقتصادية، "ستفرض ثقلها على مباحثات أردوغان مع المسؤولين الكويتيين، فضلاً عن العلاقات السياسية".
الخليج في طليعة الاهتمام
وأكد مدير وحدة السياسات الاجتماعية "ضرورة إلمام تركيا بالقضايا الاقتصادية بشكل أكبر، عقب تحقيق الاستقرار السياسي لديها في الآونة الأخيرة، ودول الخليج تأتي في طليعة البلدان التي ستطرق تركيا أبوابها في هذا الإطار".
وأشار أطامان إلى أن الزيارة ستكون بمثابة "تتويج الجولة الخليجية التي أجراها أردوغان للخليج في فبراير/شباط الماضي، وشملت السعودية والبحرين وقطر".
وتوقع أطامان أن يأخذ الشأن السوري نصيبه من مباحثات الرئيس التركي مع القادة الكويتيين، قائلاً "ستسعى أنقرة للحصول على دعم الكويت حيال إنشاء مناطق آمنة في سوريا ومكافحة تنظيم داعش الإرهابي".
ولفت إلى أنه يمكن للكويت توفير الغطاء الجوي للمناطق الآمنة عبر طائراتها الحربية، إلى جانب دعم المعارضة السورية مادياً.
من جانبه قال رمضان غوزن الأستاذ بجامعة مرمرة، إن "مجلس التعاون الخليجي أحد أهم شركاء أنقرة.. تركيا تبدي أيضاً اهتماماً بالتعاون مع دول الخليج في مجال الطاقة".
وأوضح غوزن، أن "تركيا وقفت إلى جانب الكويت خلال فترة الغزو العراقي لها (1990)".
وتابع غوزن، إن البلدين "يمتلكان تعاوناً وثيقاً في المجال العسكري، والتوجّه السياسي الخارجي لتركيا للمنطقة يهدف إلى تصدير صناعاتها الدفاعية، التي تكتسب قوة يوماً بعد يوم".
وأكد أن تركيا والكويت، "تتشاركان القلق نفسه إزاء التوسع الإيراني في المنطقة، خصوصاً عقب اندلاع الأزمة السورية".
بدوره قال محمد عاكف أوقور الأستاذ بجامعة غازي في أنقرة، إن الكويت "تعد أحد أبرز بلدان الخليج التي تجتذب رؤوس أموال ضخمة، وتعتبر أرضاً خصبة للاستثمار".
وأضاف أوقور، إن "الكويت تقع في منطقة جيوسياسية هامة، فضلاً عن أنها إحدى أهم البلدان المصدرة للبترول، وفي الفترة الأخيرة نرى عدة دول تسعى لإقامة قواعد عسكرية في هذه البلدان، في مسعىً منها لأخذ دور في تقلبات محتملة بدول الخليج".
وأردف: "تركيا بدورها انضمت لقافلة تلك البلدان عبر قواعد عسكرية أسستها في قطر".