"1"
تردد أن بعض مَن كانوا "منتفعين" مادياً بعضوية الائتلاف من ممثلي (المجلس الكردي) المقيمين في إسطنبول خصوصاً وبلدان أخرى، وسيتضررون في حال الانسحاب منه، قد طلبوا من قيادة الائتلاف التحرك وإقناع الهيئة التفاوضية بتمرير المسألة ودياً، بحيث يتم الحفاظ على ماء وجه زملائهم (الكرد)، وما هو أغرب من ذلك شهادة الزور التي أدلت بها الهيئة السياسية للائتلاف باعتبار قيادة (المجلس الكردي) تمثل تطلعات الكرد السوريين، ونحن نقول تماماً بنفس مستوى تمثيل الائتلاف لتطلعات السوريين.
وإزاء ذلك فإننا مع كل الوطنيين في بلادنا مع تعزيز وحدة وتلاحم الصف المعارض بكل مكوناته القومية والاجتماعية، ولكن ليس بالترقيع وتبويس اللحى بين الأحزاب والجماعات التي أخفقت وأضرت بالثورة، بل بإعادة البناء والهيكلة عبر المؤتمر الوطني الجامع للوطنيين المستقلين من المدنيين والعسكريين والحراك الشبابي وسائر المناضلين.
"2"
التمسك الروسي ببشار الأسد ينبع من الحفاظ على مستقبل وجودها في سوريا، وإذا استثنينا مجموعة أفراد من عملاء الروس من السياسيين ورجال الأعمال، فليس للطغمة الحاكمة في موسكو أصدقاء وموالون لا في الحركة الوطنية السورية، ولا في الأوساط الشعبية ولا في الطبقات الغنية والصناعيين، بل نجد ملايين السوريين في الصف المعادي لهم، بسبب تضررهم أو أهلهم أو مناطقهم من الهجمات الروسية، فمجال نفوذ الروس الحيوي يقتصر على الرتب العليا في الجيش وضباط أجهزة الأمن الذين إما تدربوا في روسيا والاتحاد السوفييتي السابق، أو يتعاملون مع نظرائهم في تجارة السلاح والسمسرة، وهم موالون بصورة كاملة لرأس النظام، لأسباب طائفية وعقائدية ومصيرية، وبناء عليه من المبكر جداً أن يتخلى ديكتاتور روسيا عن ديكتاتور سوريا ونظامه في الأمد القريب.
"3"
أمام الضغوطات والتهديدات الهائلة التي تتعرض لها قيادة إقليم كردستان من جانب أوساط نظام طهران ومواليه من تنظيمات عراقية وكردية بغالبيتها إرهابية، أو مغامرة بسبب التحضيرات الجارية لتنظيم استفتاء تقرير المصير من حق شعب كردستان العراق من كرد وتركمان و(كلدان وسريان وأرمن وآشوريين) وعرب، علينا وعلى كل محبي الحرية والتقدم أن نكون إلى جانب طموحاتهم المشروعة في إقرار خياراتهم المصيرية المستقبلية في العيش المشترك الاختياري تحت سقف الخيمة الكردستانية الجامعة العادلة، وأن نقف بكل قوانا ضد مَن يحاول من قوى الردة والظلامية إثارة القلاقل والفتن لعرقلة إقامة ذلك العرس الديمقراطي الحضاري.
"4"
ما سمَّاه الصديق رياض سيف بالمبادرة المنشورة اليوم تدور حول التفاصيل الدقيقة لتعاون المعارضة والنظام من أجل التوصل إلى نتائج للعملية السياسية مرضية للطرفين، والملاحظ أن القيادي في الائتلاف والهيئة التفاوضية لم يشِر من قريب أو بعيد إلى فشل المعارضة خلال كل إخفاقات السنوات الست، ولا إلى ضرورة إعادة بنائها وهيكلة صفوف الثورة، ولا إلى طبيعة النظام الرافضة للسلام والحوار، ما طرحه من (أفكار طوباوية) كما أرى هروب إلى الأمام ولا تحمل جديداً سوى توسيع لما جاء في قرارات وتوصيات "فيينا وجنيف" المقبورة.
على أية حال نحن السوريين في أشد الحاجة إلى الحوار فيما بيننا للوصول إلى الحقيقة الغائبة.
"5"
الذين عاصروا القضية الفلسطينية منذ أربعينات القرن الماضي يعلمون باعتبارها ذات أهمية بالغة وخطيرة لأسباب تاريخية وقومية وسياسية مدى مواكبتها على الأصعدة العربية والإقليمية والعالمية، ليس من أجل إيجاد الحل السلمي العادل لها، بل لاستخدامها عبر (المحاباة والعداء) منطلقاً لخدمة المصالح، وسلاحاً في صراع النفوذ، وهو تماماً ما تعيشه الآن القضية السورية أمام تجاذبات القوى العظمى والكبرى والصغرى، وحتى القزمة منها، والمثال الأقرب هذه الأيام: اجتماع السبعة الكبار وزيارة وزير خارجية أميركا إلى موسكو، فلا يغرّننا أن تكون المسألة السورية على رأس جدول أعمالها.
"6"
أثار انتباهي اليوم "بوست" لصديقة على الفيسبوك جاء فيه: "فقط إيران بمنأى عن العمليات الإرهابية"، نعم صحيح، والسبب كما أرى هو أن إيران مصدرة للإرهاب وشريكة إلى جانب نظام الأسد مع عدة أجنحة في منظمات القاعدة بينها داعش، ففي هذه المنظمات خطوط عديدة تتبع لأيديولوجيات وأنظمة إقليمية وعالمية، وقد لاحظنا خلال مسيرة الثورة السورية أنه كلما اشتد الضغط من جانب أصدقاء الشعب السوري على نظام الأسد تحصل إما ضربات بالغازات السامة على مناطق الثوار، أو عمليات إرهابية دموية في دولهم، وما التفجيرات الأخيرة في مصر ومخيم عين الحلوة وبعض بلدان أوروبا أو المزمع تنفيذها على أيدي الخط الإيراني – البعثي الأسدي في داعش- إلا تعبير عن مواقف وسياسات محور الشر والإجرام (طهران – موسكو – دمشق).
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.