أعتذر للسادة القراء عن العنوان المستفز.
بالمناسبة ترامب قال عن بشار الأسد بعد مجزرة الكيماوي التي قام بها الأسد بتشارك روسي في مدينة خان شيخون، وراح ضحيتها عشرات الأطفال والمدنيين، قال ترامب حرفياً: (this is an animal)، انتبهوا إلى this، هي الأهم؛ لأنها تشير لحالة غير العاقل، شيء نفلة.
هذه اللفتة للصديق الكاتب عمر قدور، هذه النقلة في الخطاب السياسي التي قام بها الرئيس الأميركي، في سابقة لم يشهدها التاريخ، تعتبر ربما من الزاوية السياسية لا قيمة لها، إن لم تتبعها خطوات عملية وخطاب سياسي واضح وفعال من استمرار المجرم في حكم سوريا وقتل شعبها، لكنها من الزاوية الحقوقية والمحاسبة والإنسانية تقييم عملي وسريع للمجرم، تؤشر إلى أنه آن الأوان للعدالة الدولية أن تطال هذا المجرم.
الروس وصفوه قبلها بذيل الكلب على لسان رئيس لجنة الأمن والدفاع في الدوما الروسي، كما وصفوا جيشه بأنه جيش معفشين ولصوص، أيعقل أن يكون هناك رئيس بالعالم يحترم نفسه كشخص دون أن يرد؟! أو يستقيل؟
الآن السوريون يتبادلون عبارات السخرية من المجرم رغم مأساتهم، فمن قرأ تعليقات السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي هناك آلاف العبارات الساخرة، بعض السوريين الموالين استهجنوا كلمة حيوان، رغم أن قلة من السوريين من لم توجه له كلمة حيوان، في خدمته العسكرية، أو لدى فروع المخابرات أو على حواجزها وحواجز جيش الأسد، فضلاً عن شتم البشر بأعراضهم وهذا غيض من فيض.
لنتحدث من الناحية السياسية؛ لأن هذا النظام ومواليه لا يعرفون بالأخلاق والكرامة والحرية، أكتب وأنا أسمع أصوات الكنائس في بلدي الآخر سويسرا، ذكرتني بكنائس باب توما وكنائس حلب، ذكرتني أن سوريا هذه قد قتلها آل الأسد.
لماذا وصف "ترامب" الأسد بهذا الوصف؟ بلغة الدبلوماسية فهذا الوصف جديد على الخطاب السياسي والدبلوماسي.
يدخل ترامب التاريخ بوصفه صاحبه، ويدخل الأسد بوصفه المعنيّ بهذا الوصف، صحيح أن الروس قالوا عنه ذيل الكلب، لكن وقع تصريح ترامب كان لها سحر خاص في الواقع لدى السوريين؛ لأنه مباشر وواضح، ويأتي من رئيس أكبر قوة بالعالم.
لم يرد إعلام الأسد على التصريح، تناسوه تماماً وكأنه لم يكن، نزل عليهم كالصاعقة، الروس تكفلوا بالقول: لا يجوز هذا التصريح على رئيس دولة، لكن عاد تيلرسون، وزير خارجية أميركا، وأكده بأنه كذلك.
هو ليس تصعيداً لفظياً فقط، بل ترافق مع ضربة عسكرية، وكان من الممكن أن يترافق مع قرار من مجلس الأمن بالتحقيق في كيماوي مجزرة خان شيخون، لكن الروس استخدموا الفيتو، بينما الصين امتنعت عن التصويت، امتناع الصين عن التصويت نقلة بالموقف الصيني، ربما على أثر زيارة الرئيس الصيني لواشنطن.
بعد الضربة العسكرية التي وجهها ترامب لمطار الشعيرات الذي انطلقت منه طائرات الكيماوي، قام الروس بإعلان أن القدس عاصمة لدولة إسرائيل كنوع من استمالة الموقف الإسرائيلي، لكن هذا غير كافٍ على ما يبدو بالنسبة لأميركا.
السؤال: ما الذي سيقدمه الروس والولي الفقيه ليحموا منجزاتهم الإجرامية ضد الإنسانية في سوريا؟ ليحموا أداتهم الإجرامية أيضاً؟
الأميركان شبه متأكدين أن الروس متورطون في الهجوم الكيماوي الأخير؛ لهذا رفض الروس فتح تحقيق دولي واستخدموا الفيتو، كما عاد الرئيس الأميركي ووصف الأسد في مقابلة له على "فوكس نيوز" بعد زيارة تيلرسون لموسكو بأنه جزار وقاتل أطفال.
كل هذه التطورات تجعل المرء يشعر أنه حان الوقت لإنصاف السوريين الذين دفعوا الغالي والرخيص من أجل حريتهم وكرامتهم.
قلت لمجموعة شباب في اجتماع على سكايب، بعد سؤالهم: لست متفائلاً، لكن بالمقابل ما قاله ترامب وما قام به أنعش الأمل لدى السوريين بقرب خلاصهم، فهل يفعلها؟
نعم لا أزال أراهن على أميركا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.