فقدان الأمن في “عين الحلوة” يهدد مستقبل طلاب الشهادات الرسمية

خلال العام الدراسي 2016 - 2017 تعرض مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين -أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان- لانتكاسات أمنية متعددة، كانت نتيجتها خسارات كبيرة في الأرواح والممتلكات، وأدت بمعظمها إلى اتخاذ وكالة "الأونروا" قرارات بتعليق جميع خدماتها الصحية والتربوية والاجتماعية وحتى بما فيها جمع النفايات من المخيم

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/11 الساعة 04:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/11 الساعة 04:23 بتوقيت غرينتش

هذه المقالة لدقِّ ناقوس الخطر حول مصير مستقبل ما يقارب من 550 طالباً وطالبة من مرحلتَي المتوسط والثانوي في مدارس "الأونروا" في مخيم عين الحلوة، بسبب عدم استقرار الوضع الأمني في المخيم، والاقتتال الداخلي المتكرر خلال العام الدراسي الحالي، اضطر الطلاب أحياناً، بقرار من "الأونروا"، وحيناً آخر كأمر واقع، للتوقف عن الدراسة ولعدة أيام في كل مرة، الأمر الذي بات يشكل خطراً على نتائج تحصيلهم الدراسي في امتحانات الشهادات الرسمية التي أعلنت وزارة التربية أنها ستجريها في حزيران/يونيو 2017، وهذا التاريخ أي يونيو/حزيران غير قابل للإلغاء أو التأجيل إلا بقرار من وزير التربية لظروف يراها مناسبة، ولا أعتقد أن حالة طلاب مخيم عين الحلوة سيكون لها تأثير على برنامج الامتحانات المعلن.

خلال العام الدراسي 2016 – 2017 تعرض مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين -أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان- لانتكاسات أمنية متعددة، كانت نتيجتها خسارات كبيرة في الأرواح والممتلكات، وأدت بمعظمها إلى اتخاذ وكالة "الأونروا" قرارات بتعليق جميع خدماتها الصحية والتربوية والاجتماعية وحتى بما فيها جمع النفايات من المخيم، حفاظاً على سلامة أرواح الموظفين والطلاب والمستهدفين من أبناء المخيم بشكل عام، وبالتالي وبشكل اضطراري تم إغلاق مدارس المخيم لكثير من الأيام أدت إلى خسارة جميع طلاب وطالبات المخيم وعددهم حوالي خمسة آلاف طالب مواد دراسية ضرورية.

وعَدت وكالة "الأونروا" بتعويض الطلاب الذين خسروا أيامهم الدراسية عند استقرار الوضع الأمني في المخيم، وفق تصريح للمدير العام السابق للأونروا بالوكالة في لبنان حكم شهوان، وهذا جيد ومهم، وممكن أن يطبق خلال عطلة الصيف، هذا طبعاً إذا بقي الوضع الأمني المستقر على حاله، ولم يشهد أي انتكاسات أخرى، لكن تبقى المشكلة الأكبر مع طلاب مرحلتي المتوسط والثانوي؛ إذ كيف سيتم تعويض الطلاب عما فاتهم من مواد وامتحاناتهم الرسمية على الأبواب، وما هي الخطط البديلة والسيناريوهات المحتملة،

والمشهد يعطي مؤشراً بأنه إن لم يتم الاستدراك وتعويض ما فات وعلى جناح السرعة حتماً سيشكل تهديداً لمئات الطلاب والطالبات بالرسوب، وليس هذا فحسب، بل إن الطلاب الذين رسبوا العام الفائت وأخذوا فرصة جديدة هذا العام، في حال رسوبهم للمرة الثانية، وفق أنظمة وقوانين "الأونروا" لا يحق لهم فرصة إعادة ثانية، هذا طبعاً فضلاً عن تأثر بقية طلاب المراحل الأخرى من الابتدائي حتى صف الثامن متوسط، وصفي الثانوي العاشر والأحد عشر، بتراجعهم في تحصيلهم الدراسي.

يعيش في مخيم عين الحلوة ما يقرب من مائة ألف شخص في مساحة لا تزيد عن الكيلومتر المربع الواحد. يوجد في المخيم ثماني مدارس تابعة لـ"الأونروا"، سبع مدارس من الابتدائي لغاية المتوسط (الفلوجة، حطين، قبية، المنطار، السموع، مرج بن عامر وشهداء فلسطين)، وثانوية واحدة هي ثانوية بيسان.

قلق يعيشه الطلاب والأهالي والمجتمع المحلي و"الأونروا" عن مصير العام الدراسي بشكل عام وبشكل خاص طلاب مرحلتَي الشهادات المتوسطة.

مسألة تعويض الطلاب عما فاتهم ليست بالعملية السهله، ولن ترتقي بأي حال إلى مستوى الحل الجذري، هو تحدٍّ ليس فقط للأونروا بل كذلك الالتزام بـ"الضمانات الخطية التي حصلت عليها الأونروا من المحاورين باحترام حياد مرافق الأونروا والعمل على الحفاظ على سلامة وأمن موظفي الأونروا والمدنيين بينهم الأطفال"، كما جاء في رسالة شهوان مطلع شهر مارس/آذار الماضي، وبناء عليه تم استئناف تقديم الخدمات من قبل الوكالة.

وتحدٍّ كذلك لمؤسسات المجتمع المدني لا سيما في مخيم عين الحلوة ومنطقة صيدا والجوار واللجان الشعبية والأهلية ولجان القرى والأحياء والقواطع والأهالي في المخيم؛ كي يقف الجميع عند مسؤولياته.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد