العبادي بين واشنطن وعمان

في الساعات الأولى من وصول العبادي إلى واشنطن خرج في الإعلام كم من التوضيحات والتحليلات السلبية، وكأن زيارته إلى واشنطن مؤامرة على إيران لا بد أن يعتذر منها، التوضيحات والتبريرات السياسية المتكررة أثبتت أنها الحماقة بذاتها.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/03 الساعة 05:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/03 الساعة 05:47 بتوقيت غرينتش

يمر العراق بمرحلة تاريخية تشبه إلى حد ما التحولات التي عصفت به عام 2003، ‏العراق بمعية وعي النخبة ممكن إنتاج صحوة سياسية بعد اقتراب الولايات المتحدة من خط الوثوق بقيادته الحكومية "العبادي"، ودخول المشكلة السورية في نفق الحلول.

والفترة التي تمر بها دول المنطقة سياسياً اليوم أسوأ بكثير مما جار عليها في السنوات الماضية من كل وجه، وكل محاولات تحسينها بقوة المحور الكبير، تبقى ردة فعل عابرة، ما لم يستثمر العراق الفرصة، ومن الممكن أن يجد له مكاناً بعيداً عن نطاح الكبار، إذا أحسن الانتفاع من انتصاراته العسكرية وخبرته في مكافحة الإرهاب.

واشنطن التي ترى أن أي مرونة في موقف العبادي تجاه إيران وحلفائها ستقلل من أواصر العلاقة الأميركية – العراقية التي حققتها حكومة العبادي خلال الفترة الماضية.. زيارة الوفد الأمني والعسكري والاقتصادي، برئاسة الدكتور العبادي لواشنطن، رسمت خارطة طريق جديدة لعلاقات العراق إقليمياً ودولياً.

‏إعادة الصلات العراقية – العربية وتجدد اللقاءات الخليجية – العراقية، نقطة نظام وإضافة جديدة في مناخ الدبلوماسية العراقيّة، العبادي يتعامل مع (فرصة الوقت) ومن الخطر الانجرار وراء قصص ومواقف لماضٍ الكل له يد في تشكله.
نجاح القمة ‫العربية يقاس بحجم التقارب الذي حققه رئيس الوفد العراقي مع الحكام العرب الحاضرين، والدكتور العبادي فيما يبدو لي أنه قد نجح بامتياز حين أنجز لقاءات مهمة مع السعودية ومصر والإمارات.

القمة العربية في عمان قمة تصالحية بإشراف إدارة ترامب، أقطابها سلمان والسيسي والعبادي.
‏زيارة الدكتور العبادي لواشنطن شكلت نقلة في العلاقات العراقيّة مع دول الجوار، والتوقعات أنها قد تتطور إلى شراكة عسكرية واقتصادية، ولا بد أن نؤشر لانزعاج الإدارة الأميركية السابقة من عدم جدية الوعود الحكومية والسياسية العراقية، فمنذ دعم الولايات المتحدة للعراق في حربه على داعش، هناك حديث عن صفقات فاشلة لم يكتب لها النجاح بسبب تعثر الجانب العراقي.

في الساعات الأولى من وصول العبادي إلى واشنطن خرج في الإعلام كم من التوضيحات والتحليلات السلبية، وكأن زيارته إلى واشنطن مؤامرة على إيران لا بد أن يعتذر منها، التوضيحات والتبريرات السياسية المتكررة أثبتت أنها الحماقة بذاتها.

‏البعض من وسائل الإعلام الحزبية العراقية لا تنفك عن تهريجها لتعكير التقارب العراقي – العربي، والعجيب أن من يمول هذه القنوات عربي – عراقي.
‏استهداف شخص العبادي مطلب حيوي لتلك الرموز الفاسدة باعتباره النموذج الأبرز في تحقيق الممازجة السياسية بين الحراك المعارض وإرشادات المرجعية مع مراعاة أجندات السفارات الكبرى في بغداد؛ حيث تمر حكومة العبادي اليوم بأزمة إرضاء وصداقة الجميع؛ لذا تصارع على جبهتين: الأولى منها مقاومة من يريد إجهاض إحياء العلاقات مع العمق العربي، أما الثانية استعادة الثقة بين إدارة البيت الأبيض وحكومة بغداد لسابق عهدها قبل عام 2011.

القوة العاقلة الإقليمية هي العراق والكويت وسلطنة عُمان، التي تسعى إلى إخراج إيران وحلفائها من سوريا واليمن بفتح قنوات حوار مع القوة الدولية الفاعلة وإيران، مقابل رفع العقوبات الدولية عنها، القوة الفاعلة الدولية هي روسيا والصين وأميركا والأمم المتحدة، والقوة الإقليمية الفاعلة هي إيران وتركيا والسعودية ومصر، دور العراق يتعاظم بعد تحقيق انتصارات كبيرة في ميدان مكافحة الإرهاب، وبالتالي سيكون له دور الوسيط بين القوة الدولية والإقليمية لحلحلة الأزمات السياسية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد