قيامة الموصل

ما لهذا التحرير يعرّض بشرفنا ويتهمنا بأكذوبة جهاد النكاح وبيع نسائنا للأغراب؟! ما لهذا التحرير يهرق دماءنا، ويقطف أرواح صغارنا، ويقوّض بيوتنا فوق رؤوسنا؟! ما لهذا التحرير يطهّر مدننا منا وينثرنا في البراري طعاماً للضواري؟! ما لهذا التحرير كله منّ وأذى؟! تحرير أم قيامة؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/30 الساعة 04:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/30 الساعة 04:24 بتوقيت غرينتش

حرروها لكن أبقوا عليها وعلى أهلها وعلى تراثها، دعونا نتنفس عبيرها الذي نفتقد منذ جثم الاحتلال على صدرها، فحشرجت وفيها من الروح بقية، بقية ادّخرتها لنا كي نستعيد باستعادتها طعم العراق؛ إذ تعرف أن طعمه لا تكتمل نكهاته بغير نكهتها.

هي لا تعرف داعش، فقد انسل إليها ونام تحت جلدها، بغير إرادتها!
كانت لعبة بطعم مأساة، مؤامرة بحجم قيامة، حقداً بحجم تاريخ!
صاح الأغراب ذوو الشعور المسدلة: إنها دولة!
دولة تحتل مكان دولة، تأخذ بناياتها ومعسكراتها وتسطو على بنوكها وتبيع نفطها وتفرض قانونها، ما حاجتها إذاً إلى شعب يحتضنها، إن كان حكام الخضراء بأحضان شعبهم فعلاً، فالموصل حاضنة داعش!

تذكروا أن داعش نتاج فشلكم وغرس ظلمكم وعصارة فسادكم، لقد أتمتم أسباب ظهوره، فجاء وركب الموجة، ركب موجة الظلم الذي تجرعناه والانسحاق تحت نير الحقد الذي أذهلنا حجمه وعقد لساننا عمقه، وها نحن اليوم تملأ جثثنا الرحب، لكن لا أثر لداعشي!

مَن إذاً أرسل إلينا داعش؟! كلنا نصيح لا لداعش، نعم للحرية من ظلاميته على أيدي رجال العراق الغيارى، نعم للتحرير. لكننا نعرف أن التحرير هو أن تحفظ للإنسان نفسه وعِرضه وماله.

ما لهذا التحرير يعرّض بشرفنا ويتهمنا بأكذوبة جهاد النكاح وبيع نسائنا للأغراب؟! ما لهذا التحرير يهرق دماءنا، ويقطف أرواح صغارنا، ويقوّض بيوتنا فوق رؤوسنا؟! ما لهذا التحرير يطهّر مدننا منا وينثرنا في البراري طعاماً للضواري؟! ما لهذا التحرير كله منّ وأذى؟! تحرير أم قيامة؟

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد