أعلن البيت الأبيض الإثنين 27 مارس/آذار 2017 أن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه سيمثل أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في سياق تحقيقها في قضية تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية.
وكان كوشنر (36 عاماً) الوسيط الرئيسي بين ترامب والحكومات الأجنبية خلال الحملة الانتخابية في 2016، ويلعب حالياً هذا الدور في البيت الأبيض. ورتب كوشنر اجتماعات لترامب مع عدد من قادة العالم مثل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس المكسيكي أنريكي بينيا نييتو.
لكن اتصالاته مع روسيا هي التي تخضع للتحقيق حالياً وسط معلومات عن تواطؤ بين فريق حملة ترامب والكرملين.
والثلاثاء 28 مارس/آذار 2017 وصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اللقاءات التي جرت بين كوشنر ورئيس بنك التنمية الروسي بأنها ضمن اللقاءات الروتينية التي تعقدها المؤسسات والشركات.
وقال بيسكوف "عقدت عشرات اللقاءات بينها مع شركة كوشنر ومعه شخصياً. هذا ضمن الممارسات الاعتيادية للشركات".
وأضاف أن الكرملين لم يطلع حينها على هذه الاتصالات "لأنه عمل روتيني (…) من صلاحية إدارة البنك".
"خدعة ترامب وروسيا"
وأكد ترامب على تويتر أن "قصة ترامب وروسيا خدعة"، داعياً أعضاء الكونغرس إلى التركيز بدلاً من ذلك على منافسته الديمقراطية في الانتخابات وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
وخلصت الاستخبارات الأميركية إلى أن روسيا نفذت حملة واسعة هدفها مساعدة ترامب على الفوز بالرئاسة.
وإلى جانب التحقيقات في مجلسي النواب والشيوخ، يواجه الرئيس الأميركي المزيد من الضغط بشأن أي ارتباطات له مع روسيا، مع إجراء مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) تحقيقا حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي، بما في ذلك إمكانية حدوث تواطؤ بين موسكو وفريق حملة ترامب.
وقال مسؤول في البيت الأبيض "طوال فترة الحملة الانتخابية والمرحلة الانتقالية، عمل جاريد كوشنر كنقطة الاتصال الرسمية الأساسية مع الحكومات والمسؤولين الأجانب".
وتابع "نظراً لهذا الدور، تطوّع للتحدث مع لجنة بور لكنه لم يتلق تأكيداً حتى الآن"، في إشارة إلى السناتور عن نورث كارولينا ريتشارد بور الذي يترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
"تابعوا الحقائق"
قال بور في بيان مشترك مع شريكه الديمقراطي السناتور مارك وورنر إن قرار كوشنر المثول أمام اللجنة يدل على استقلاليتها. وأضاف "منذ بداية هذا التحقيق، التزمنا متابعة الحقائق أينما توصلنا".
وتابع أن "كوشنر لن يكون بالتأكيد آخر شخص تستدعيه اللجنة للإدلاء بإفادته، لكننا نتوقع منه أن يكون قادراً على إعطاء أجوبة عن أسئلة جوهرية طرحت في سياق تحقيقنا".
ويأتي ذلك بينما تطرح تساؤلات حول حياد تحقيق آخر تجريه لجنة الاستخبارات في مجلس النواب. ويقود هذه اللجنة ديفن نونيس الذي يتعرض لانتقادات لإطلاعه ترامب على مسائل متعلقة بالتحقيق.
وكشف نونيس الأسبوع الماضي أن اتصالات ترامب قد تكون تعرضت للتنصت في سياق جمع أجهزة الاستخبارات معلومات عن أشخاص يشتبه بأنهم عملاء أجانب. وقال لدى لقائه ترامب في البيت الأبيض "هناك الكثير من المعلومات في التقارير التي اطلعت عليها تقودني إلى الاعتقاد أن الإدارة السابقة وعدداً من الوكالات كانت لديها فكرة واضحة جداً عما كان الرئيس المنتخب ترامب يقوم به".
وأضاف "وجدت أنه من المهم للرئيس أن يعلم بذلك".
وعمل نونيس في فريق ترامب الانتقالي ويقود الآن التحقيق في مجلس النواب حول وجود علاقات محتملة بين فريق الحملة وروسيا.
ودعت نانسي بيلوسي زعيمة كتلة الديمقراطيين في مجلس النواب إلى إقالة نونيس من رئاسة لجنة التحقيق. وانضم إلى موقفها نظيرها في مجلس الشيوخ تشاك شومر وكذلك رئيس الديمقراطيين في لجنة التحقيق التابعة لمجلس النواب آدم شيف.
وقال شومر في مجلس الشيوخ إن "الرئيس نونيس أخفق في العمل ويبدو أنه مهتم بحماية الرئيس أكثر من البحث عن الحقيقة". وأضاف "لا يمكن أن يتولى شخص رئاسة تحقيق محايد إذا كان منحازاً لأحد الطرفين".
وانتقدت بيلوسي سلوك نونيس معتبرة أنه "لا يتمتع بالمصداقية". وقالت في بيان إنه "على الرئيس (بول) راين الإصرار على أن ينسحب الرئيس نونيس من التحقيق حول ترامب وروسيا فوراً".