كُرد المشروع الإيراني وفاشيّو المعارضة

منذ أن أعلن شعب كردستان العراق الفيدرالية كتجسيد لحقه في تقرير مصيره لم تهدأ القوى المعادية داخل العراق وخارجه بغية النيل منه، وكان "ب ك ك" إحدى الأدوات المستخدمة لهذا الغرض، وحاول في أواسط الثمانينات والتسعينات وبدفع مباشر من نظامي البعث في دمشق وبغداد ونظام طهران وسكوت من نظام أنقرة،

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/27 الساعة 02:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/27 الساعة 02:53 بتوقيت غرينتش

"1"
دوران كالكان، أحد مؤسسي "ب ك ك "، وعضو في لجنته المركزية وفي هيئة قيادته العسكرية (ك ج ك) بجبال قنديل، يصرح في فضائية حزبه قبل يومين: "بالرغم من بعض الاختلافات الأيديولوجية فنحن وإيران نعمل في مشروع واحد، وهي مثلنا لا تريد تخريب الشرق الأوسط، ولدينا استراتيجية مشتركة، وهي تساندنا، ونحن والقوى اليسارية في تركيا والعراق وسوريا نبحث مع إيران حول النقاط المشتركة لمواجهة أصحاب المشروع القومي، وخصوصاً البارزانيين في العراق، وسنبقى مع إيران جبهة موحدة"، ارتباط هذا الحزب بأطراف الممانعة والمشروع الإيراني معروف في الوسط الكردي، ولكنه برسم بعض الأطراف الدولية وإحدى الدول الخليجية وجماعات عربية سورية، وتوقيت التصريح بمثابة رسالة إلى قوى الحركة الوطنية الكردية في كل مكان، خصوصاً في العراق وسوريا.

"2"
الكلام موجه للمعارضين الدائرين في فلك كل من جنيف وأستانا وما حولهما بمختلف أطيافهم ومرجعياتهم الحزبية ومراجعهم التوجيهية والمالية: تتحملون المسؤولية الرئيسية في انتكاسة الثورة؛ لأنكم نصبتم أنفسكم أوصياء من دون إرادة السوريين وتخويل الثوار، والآن وبعد إضاعتها وخسران الأرض في الميدان وفقدان احترام المجتمع الدولي، بدأ العد التنازلي في خسارة المصداقية الوطنية بعد الامتناع عن العودة إلى الشعب ومصارحته في الهزيمة والإخفاق عبر المؤتمر السوري الجامع المنشود، وللعلم فإن تلميعات الإعلام العربي الرسمي بإظهاركم زوراً كممثلين للجيش الحر ومستشارين ومحللين وناطقين.. على الفضائيات لن تفيدكم بل تؤكد أن ظهوركم ليس من أجل الثورة والقضية، بل (فاشيون) تتعاونون مع المحتلين الروس والإيرانيين، وأنكم باقون فقط من أجل استمرار تسلّم رواتبكم المغموسة بدماء السوريين.

"3"

منذ أن أعلن شعب كردستان العراق الفيدرالية كتجسيد لحقه في تقرير مصيره لم تهدأ القوى المعادية داخل العراق وخارجه بغية النيل منه، وكان "ب ك ك" إحدى الأدوات المستخدمة لهذا الغرض، وحاول في أواسط الثمانينات والتسعينات وبدفع مباشر من نظامي البعث في دمشق وبغداد ونظام طهران وسكوت من نظام أنقرة، تهديد إنجازات الإقليم واستفزاز شعبه واحتلال مناطقه، ولم يفلح بالرغم من أنه ترك أثراً سلبياً في تطوره، وإذا كان نظاما طهران ودمشق مهَّدا له السبيل منذ اندلاع الثورة السورية لاستخدامه ضدها والتحكم الارتدادي بكرد سوريا، فقد كان هناك هدف آخر لم يكن أقل خطورة، وهو استهداف إنجازات الإقليم من جهات عدة، إضافة إلى الحدود السورية: من الشمال حيث تتواجد قواته، وبالقرب من خطوط التماس مع الحشد الشعبي والممر الشيعي من ديالى وكركوك نحو الغرب بما فيه شنكال، وبتشجيع من جماعات كردية عراقية ما زالت من (الثورة المضادة)، أي أن "ب ك ك" وفي مسيرته المغامرة والدموية على عتبة إشعال الفتنة الكبرى، وتهديد الأمن القومي الكردستاني في الصميم.

"4"

هناك أمثلة لا تعد ولا تحصى في تاريخ حركات الشعوب الوطنية تظهر لجوء قواها الحية النزيهة إلى خيار الوحدة والاتحاد وتنظيم الطاقات والتضحية بالمصالح الضيقة (الحزبية والشخصية) لصالح القضايا المصيرية خلال أوقات الشدة، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، إلا في حالتنا الكردية السورية، فبالرغم من تنامي النزعة العدوانية لجماعات "ب ك ك" وانخراطها في مخططات تدميرية تستهدف كرد سوريا والعراق، فإننا لم نسمع حتى الآن دعوة جادة لنقد الأداء المتبع للملف الكردي السوري أو تنظيم الصفوف، أو إعادة البناء أو جمع طاقات الوطنيين المستقلين ونشطاء الحراك الشبابي من جانب قيادة أحزاب (المجلس)، وكأن الأمر لا يعنيها، وفي الحالة هذه لا نستبعد تجاوزها ليس من جانب الكرد السوريين الحريصين على قضاياهم القومية والوطنية فحسب؛ بل حتى من طرف داعميها.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد