الرقم 7 يدخل على الثورة السورية

والثورة السورية تدخل العام السابع؛ بل الرقم 7 يدخل على الثورة ويمنحها الكثرة والامتداد الزمني المديد بسنين طوال، كل سنة فيها بألف سنة مما يعدُّون؛ لما فيها من أحداث وتضحيات وفرز ودروس.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/26 الساعة 02:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/26 الساعة 02:53 بتوقيت غرينتش

الرقم 7 ومشتقاته في اللغة العربية قد يفيد الكثرة، وحتى لو كان محدداً مخصصاً لشيء فهو عتبة الكثرة وبابها، وفيه الحد الأدنى من مدلولات العدد الكبير الكافي.

والثورة السورية تدخل العام السابع؛ بل الرقم 7 يدخل على الثورة ويمنحها الكثرة والامتداد الزمني المديد بسنين طوال، كل سنة فيها بألف سنة مما يعدُّون؛ لما فيها من أحداث وتضحيات وفرز ودروس.

بدخول السوريين المنتفضين عامهم السابع وهم مستمرون، يكونون قد زرعوا 7 سنين دأباً، زرعوا الحرية والكرامة والمجد، ونزعوا شوك الخوف والرعب.

ومضوا طيلة 6 سنين في حراك مستمر، ثم في معارك ضخمة متواصلة، ثم في ملاحم تصدٍّ وانتصارات، واستطاعوا أن يحققوا الانتصار على بشار الأسد كمستبد طاغية مع جنوده، ثم انتصروا على بشار والحزب اللبناني الموالي لإيران معه، ثم على بشار وكل ميليشيات إيران من داخل إيران ومن العراق وأفغانستان وباكستان. وصمدوا أمام كل قوة روسيا سَنةً ونصف السنة إلى الآن.. صمدوا أمام كل ما في قوة روسيا ما دون القوة النووية. ووصلوا فعلاً إلى العام السابع، ولم يكن أحد، حكيماً أو فهيماً، من قريب أو من بعيد، يصدق أن يصمد السوريون المنتفضون حتى العام السابع!

العام السابع هذا، عام الصبر والصمود للسوريين، فإذا صمدوا فيه فسيأتي بعده عام فيه يُغاثون وينتصرون.

الصمود في هذا العام السابع أساسه الصمود العسكري؛ لأن كل الأطراف المواجهة للثورة السورية تسعى حثيثاً باتجاه الحسم العسكري الكامل ضد الثورة، وكل المفاوضات المستمرة ليس لها جوهر ولا قرار عندهم إلا أن تكون مفاوضات استسلام؛ بل أسوأ مفاوضات استسلام جرت منذ مائة سنة إلى الآن في كل أنحاء العالم.

ولا بد للصمود العسكري من منع الاقتتال بين الفصائل العسكرية قاطبة، وأن يصل المنع إلى حد السيف من دون تهاون أو هواد، ولا بد من معالجة الخرق الأمني بشدة.

وبعدها، لا بد من استعادة المبادأة بعمل عسكري استراتيجي ميداني في أكثر من مكان لتعديل الميزان العسكري المُختل على الأرض، ولا بد أن يكون التعديل مؤثراً إلى الدرجة الكافية التي تُكوِّن الورقة الضاغطة القوية في مفاوضات سياسية فعالة وحقيقية وذات طريق غير مسدود.
المفاوضات السياسية لا يُعقل أن تكون مع مبعوثي بشار نفسه؛ بل تكون مع الداعمين الدوليين لبشار الأسد.

ولا بد من طرح أمر واحد في المفاوضات؛ ألا وهو مغادرة بشار الأسد وكبار المجرمين السلطة في سوريا فوراً، وكل التسويات بعد ذلك ستكون موضع نقاش ومرونة.

والبديل، إذا رفض الداعمون التخلي عن بشار الأسد، سيكون استمرار المبادآت العسكرية لمزيد من التعديل في الميزان العسكري على الأرض لصالح الثورة السورية إلى أن يتكرس أمر واقع جديد يقبل الداعمون فيه رحيل بشار.

ومع هذين الجانبين العسكري والسياسي للحل، لا بد من نزع النباتات الطفيلية والمتسلقة الضارة، من كل نوع، في الداخل والخارج، والتي التصقت منذ سنين بنبات الثورة بعد أن استغلظ واستوى على سوقه وراحت تمتص قدرات الثورة ومددها.

ومن يتجاوب اليوم من المفاوضين مع رغبات الدول الإقليمية والكبرى فيقبل ببقاء بشار الأسد ويتذرع برغبته في إيقاف القتل والتهجير والتغيير، يغفل أو يتغافل عن أمر أكيد؛ وهو استمرار القتل والتغيير الديمغرافي إذا بقي بشار الأسد… وهناك ما هو أسوأ من ذلك بكثير في جوانب أخرى قاصمة.

والأمور ببقاء بشار الأسد ستكون أسوأ بكثير حتى على السوريين الموالين والرماديين.
لقد كتبنا وبالأرقام عن 70 سنة عجاف إذا استمر بشار الأسد في السلطة بسوريا.
وكتبنا عن دور إيران في سنوات السوريين العجاف، إن بقي بشار أو بعض منه.
وسنكتب عن دور روسيا وأميركا ومستعمرين آخرين يطمعون وينتظرون إن بقي بشار الأسد الذي باع سوريا لكل الراغبين.

هذا العام عامٌ سابع، والصمود فيه ليس بخيال ولا مُحال، والمعنيون بالصمود هم الذين ضحوا وصبروا طيلة السنوات الماضية، وهم ليسوا بأغلبية الشعب السوري بلا شك، ولكنهم -بلا ريب- الطليعة الحرة المجيدة للشعب السوري العظيم.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد