أما وادي الصليب، فيحكي قصة لصوص وقحين، فيهود الشرق الذين رأوا أنفسهم مواطنين من الدرجة الثانية في الدولة الوليدة لم يعجبهم الحي، وكانت بلدات التطوير بانتظارهم، وهذه البنايات العجوز تروي بوقار قصة نكبة صامتة تقودها "عميدار" الآن في العتمة والظلال.
ومن الحليصة ننتهي في أكبر أحياء حيفا العربية في الحاضر، فتنهال في الذاكرة قصص علاها الغبار، وتُركت للصدأ والنسيان، كيف حُشرت البقية الباقية من أهل المدينة في علبة سردين اسمها "وادي النسناس"؟ وكيف أفلتت حيفا من أيدينا؟!
كيف قطعت عملية (المقص) أوصال حيفا إرباً إرباً؟! ثم كان (الخبز المختمر) حيث استوحت عصابات الهاغاناه خروج بني إسرائيل من مصر في سبيل طرد أصحاب البلاد، الذين كانوا ملح الأرض صاروا خميرها !
في وجه حيفا الآخر نعود إلى التاريخ، فتعود إلينا الجغرافيا، فأقول – وألاحظ لنفسي أني استوطنت مكان صفية – كلمات غسان كنفاني على لسان سعيد.س: "هذي هي حيفا يا يوسف!".
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.