الحرب أصبحت علنية

فهذه هي الحرب المعلنة أيها الشعوب العربية والإسلامية، أين أنتم منها؟ وماذا أنتم فاعلون؟ من أجل حريتكم وكرامتكم، أين أنتم يا ملايين المسلمين؛ بل أين أنتم يا مليارات المسلمين، بمشارق الأرض ومغاربها من هذه الحرب العلنية ضد الإسلام والمسلمين؟ ماذا أنتم فاعلون؟! أتمنى أن أجد إجابة على هذا السؤال المطروح قريباً إن شاء الله.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/18 الساعة 03:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/18 الساعة 03:45 بتوقيت غرينتش

أنه أصبح واضحاً للعيان أن الحرب أصبحت على الإسلام، كنا نعتقد أنها حرب على الإخوان، ثم حرب على الأحزاب السياسية بمرجعية إسلامية، ثم حرب على داعش، وصدَّقنا الحملات الإعلامية -الداخلية والعالمية- التي تروج من أجل الحرب على الإرهاب واتضح لنا جلياً الآن (أنها حرب على الإسلام)، بكل وضوح وشفافية مطلقة على الصعيد الداخلي بمصرنا الحبيبة، وبعد الانقلاب والاحتلال العسكري لها منذ انقلاب ١٩٥٢م، قام وقتها عبد الناصر بحرب على الإخوان، واعتقلهم ووضعهم بالسجون، وجاء من بعده العسكر الآخرون، كالسادات حينما قال مقولته الشهيرة: لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، وظل يحارب المسلمين بطريقته، وكذلك المخلوع مبارك استكمل المسيرة، كل على طريقته.

إلى أن جاء العميل الأكبر بما يسمى السيسي، وأعلنها صراحة عدة مرات بخطاباته وتصريحاته ليس أمام جموع الشعب والعالم فحسب، بل أمام شيوخ الأزهر وعلمائه وبعضهم للأسف يصفق له ممن يرتدون العمامة الأزهرية، بل قام هذا المنقلب العسكري الأخير مع تمنياتنا أن يكون آخرهم إن شاء الله بقتل وتهجير المواطنين من سيناء، مسلميهم ومسيحييهم، واستعمل معهم أُسلوب الصهاينة كي يجعلهم شيعاً يحتكمون بأمره، فعندما يُقتَل مسلم ويهجّر من بيته يُعطَى ذووه عشرة آلاف جنيه كتعويض، أما المسيحي فيعطى ذووه تعويضاً قدره عشرة أضعاف المسلم مائة ألف جنيه؛ كي يخلق حقداً وضغينة بين أفراد الشعب، بعضهم البعض من باب (فرّق تسُد) المعروفة صهيونياً؛ كي يظل حاكماً مستقراً على كرسي العرش.

ليس هذا فحسب، مؤخراً كما يعلم الجميع هجّر أبناء العريش المسيحيين إلى الإسماعيلية، ووفر لهم المسكن والرعاية بل والوظائف لتوطينهم بها، وفي المقابل تهجير المسلمين دون رعاية أو مأوى لهم، مثل أقرانهم من المواطنين، ليس هذا من أجل نشر التفرقة فقط، بل من أجل إخلاء سيناء كرفح والعريش والشيخ زويد من أجل وضع الفلسطينيين بها تحت مسمى الدولة البديلة من أجل مصلحة الحبيبة الكبرى للعسكر وهي إسرائيل، وإلغاء حق العودة، وتم العمل على تغيير عقيدة الجيش الوطني المصري، وأصبح العدو غزة وفلسطين، والصديق الواجب الدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة، وهي الجارة الحبيبة إسرائيل، كما صرح ويصرح دائماً وعلناً من أجل ذلك، دون حياء أو استحياء.

فالحرب علنية واضحة، وبناء عليه قام الغرب ومعه إسرائيل والحليفة أميركا بإعلان هذه الحرب العلنية، بعدما وصل إلى حكم أميركا حاكم عنصري واضح وضوح الشمس لكراهيته للإسلام والمسلمين المسمى ترامب، واتخذ قرارات بمنع دخول المسلمين لأميركا وكأنهم سوف يدخلون الجنة، وظل الاضطهاد يمارس ضد أي مسلم الآن بأميركا في ظل هذه القوانين العنصرية، حتى تم إصدار قوانين أوروبية مؤخراً بمنع الحجاب بدولهم، ومعاملة المسلمين أسوأ معاملة شاهدها العالم منذ زمن بعيد، نحن لا ننكر أن هناك عنصرية بأميركا وأوروبا من قبل، ولكنها لم تكن بهذه العلنية الفجة الآن، وبعد الانقلابات العسكرية وتفشي الطغاة والمستبدين بدولنا العربية كبشار بسوريا الشقيقة، وعبد الله غير الصالح باليمن، والمنقلب بليبيا حفتر وحزب غير الله بلبنان، والعراق وما أدراك ما العراق التي أصبحت مرتعاً للشيعة وإيران وحلفائها، وتشتت دولنا العربية ونشر الفوضى بها من خلال هؤلاء الخونة العملاء المحتلين العسكريين.

أصبح العالم من حولنا يجد الفرصة سانحة، بل في أزهى عصورها في ظل هذه الأوضاع المخزية، لإعلان الحرب على الإسلام والمسلمين جهاراً نهاراً علناً دون أي حياء أو استحياء، لمَ لا؟! وهم مَن وضعوا هؤلاء الخونة العسكريين بسدة الحكم، لقهر شعوبهم وقتلهم وتهجيرهم واستبدادهم، وجعلهم أذلاء مُهانين أينما وجدوا بالعالم.

وضاعت كرامة العرب والمسلمين بالعالم، للأسف الشديد، وما زال هؤلاء الطغاة المستبدون ينعمون بثروات هذه الشعوب المقهورة، ويتعاملون معهم كالحيوانات -أعزكم الله- ويرمون لهم الفتات، كلاجئين يعيشون خارج أوطانهم، ويفتعلون لهم الأزمات تلو الأزمات حتى يعيشوا في دوامة الفقر والجهل والجوع مدى الحياة، وإعلامهم المضلل يروج لهؤلاء المساكين مقولة: "مش أحسن ما نكون كسوريا والعراق"، ألا يدري هؤلاء أنهم جميعاً في سلة واحدة، من الظلم والفقر والجوع والاضطهاد، لا فرق بين دولة وأُخرى الجميع يئن من نفس الظلم والاستبداد والقهر.

فهذه هي الحرب المعلنة أيها الشعوب العربية والإسلامية، أين أنتم منها؟ وماذا أنتم فاعلون؟ من أجل حريتكم وكرامتكم، أين أنتم يا ملايين المسلمين؛ بل أين أنتم يا مليارات المسلمين، بمشارق الأرض ومغاربها من هذه الحرب العلنية ضد الإسلام والمسلمين؟ ماذا أنتم فاعلون؟! أتمنى أن أجد إجابة على هذا السؤال المطروح قريباً إن شاء الله.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد