تحرير الرقة ودير الزور.. وصفة مشرقية‎

كل هذه المعطيات تؤكد أن تحجيم الدور التركي في شمال سوريا كان خطوة لقطع الطريق على أي دور لتركيا وحلفائها من الدول العربية للمشاركة في عملية تحرير الرقة ودير الزور في سوريا بهدف خلق كيان يفصل بين دمشق وحلفائها في الشرق

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/17 الساعة 02:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/17 الساعة 02:23 بتوقيت غرينتش

الأيام الماضية كانت حافلة بأحداث وتصريحات تشي بخروج الدخان الأبيض من مطبخ العمليات الدولية الإقليمية إيذاناً بخروج خطة محاربة داعش في دير الزور والرقة إلى العلن، عبر تبنيها لوصفة يصح أن نسميها وصفة مشرقية لاقتها واشنطن بإيجابية وواقعية، بعد اقتناعها بعدم جدوى الخطة التركية – العربية.

قد يفيد التذكير بأبرز الأحداث التي حصلت مؤخراً في شرح حقيقة ما يجري:

1- الجيش السوري يستعيد السيطرة على مدينة تدمر، ويتابع عملياته نحو حقل جزل النفطي غربي المدينة.

2- الجيش السوري يواصل تقدمه السريع على حساب داعش في ريف حلب الشمالي الشرقي وكيلومترات قليلة تفصله عن مدينة الخفسة الاستراتيجية.

3- الجيش السوري يسيطر على تلة علوش على المحور الجنوبي لمدينة دير الزور، تزامن هذا الخبر مع الأنباء الواردة عن وصول حشود كبيرة للجيش السوري وحلفائه إلى مدينة دير الزور.

4- قوات سوريا الديمقراطية، وضمن المرحلة الثالثة من حملة غضب الفرات، تتمكن من قطع الطريق الرئيسي بين دير الزور والرقة، والوجهة القادمة نحو تلتي مناخر شرقي وغربي، أي أن مدينة الرقة عملياً ستكون تحت الحصار خلال الأيام إن لم نقل الساعات القادمة.

5- رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يؤكد أن القوات الجوية العراقية قامت باستهداف مواقع داعش في مدينة البوكمال داخل الأراضي السورية بناء على معلومات استخباراتية أميركية عراقية، ودمشق تؤكد أن الضربات الجوية ضد داعش في البوكمال تمت بالتنسيق معها.

6- الجيش العراقي وحلفاؤه يسيطرون على جسر الحرية المؤدي إلى مركز مدينة الموصل، ويتقدمون باتجاه ما يعرف باسم مجمع المحاكم وأحياء الدواسة – الدندان – تل الرمان – الصمود.

7- قوات الحشد الشعبي تسيطر على الجانب الغربي لجبال إشكفت في شمال تلعفر.

8- حالة التخبط التي يعيشها الساسة الأتراك، فبعد تصريحات وصفت بغير المسبوقة التي وجهها الساسة الأتراك إلى إيران، والتي سرعان ما تم التراجع عنها، إثر اللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش أعمال القمة 13 لمنظمة التعاون الاقتصادي التي عقدت في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، الأول من مارس/آذار الحالي، صوب الرئيس التركي جام غضبه بتصريحات خارجة عن اللياقة الدبلوماسية باتجاه ألمانيا حين قال: "ظننت أن الفاشية قد انتهت في ألمانيا، لكن يبدو أنها ما زالت مستمرة حتى اليوم، يقولون إن أردوغان لن يأتي إلى ألمانيا لكنني أؤكد أنني لو شئت سأذهب، في حال لم يتم السماح لي بدخول ألمانيا سوف أقيم الدنيا ولن أقعدها)، ربما قد يكون الهجوم التركي على إيران مبرراً في ظل تمكن المشروع الإيراني من تسجيل عدة نقاط على حساب المشروع التركي المتخبط، ولكن التصعيد التركي ضد ألمانيا لا يمكن تفسيره إلا أنه يأتي كرسائل تركية معترضة على تحركات الاستخبارات الاتحادية الألمانية والتي تجيد العمل بعيداً عن ضجيج الإعلام، ولعل آخر نجاحاتها دورها في اتفاق وادي بردى غربي دمشق في يناير/كانون الثاني الماضي، والأيام القادمة ستكشف بالتفصيل عن الدور الذي قامت بها الاستخبارات الألمانية في شرقي سوريا وغربي العراق، والذي انعكس سلباً على المشروع التركي.

كل هذه المعطيات تؤكد أن تحجيم الدور التركي في شمال سوريا كان خطوة لقطع الطريق على أي دور لتركيا وحلفائها من الدول العربية للمشاركة في عملية تحرير الرقة ودير الزور في سوريا بهدف خلق كيان يفصل بين دمشق وحلفائها في الشرق.

وفي محاولة لقراءة السيناريو المتوقع للحرب على داعش خلال الأيام القادمة:

– قوات سوريا الديمقراطية ستحكم الحصار على مدينة الرقة، وستسعى لاستنزاف وتشتيت القوة العسكرية لداعش داخل الرقة عبر عمليات تقدم على شتى المحاور.

– الجيش السوري سيستفيد من سيطرته على تدمر، وبالتالي قطع الطريق على داعش للتواصل مع قواتها الموجودة في ريفي حمص ودمشق، وأيضاً تمكن قوات سوريا الديمقراطية من قطع الطريق بين الرقة ودير الزور للبدء بعمليات اقتحام لمواقع داعش داخل دير الزور، مع الاستفادة من الزخم الذي تعيشه حملة الجيش في ريف حلب الشمالي الشرقي للوصول إلى ما بعد مدينة الخفسة.

– على الجانب الآخر من الحدود السورية – العراقية سيكون دور الجيش العراقي والحشد الشعبي والكرد مواصلة العمليات، في محاولة لعزل المناطق التي تحت سيطرة داعش بعضها عن بعض؛ لنصل إلى المرحلة ما قبل الأخيرة التي تتمثل في وضع داعش بين فكي كماشة سورية – عراقية، بإسناد من طائرات التحالف الدولي وروسيا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد