العرب و”إسرائيل”.. بين التفوق النوعي والميكافيلية

وعند الحديث عن الأرقام، سيصاب القارئ بالصدمة إذا ما قرأ بعض مقارنات الأرقام الاقتصادية، سواء بالميزانية أو بدخل الفرد أو بالإنفاق على البحث العلمي في "إسرائيل" بالدول العربية، بحيث إن الفوارق تبدو فلكية ومحبطة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/13 الساعة 01:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/13 الساعة 01:48 بتوقيت غرينتش

بين فلسفة التفوق النوعي ونهج ميكيافيلي في كرسي الحكم

تسلمت "إسرائيل" مؤخراً عدداً من طائرات "إف35" المقاتلة ذات الإقلاع والهبوط العمودي، وهي الجهة الوحيدة في العالم التي حازت هذه الطائرات غير الجيش الأميركي، وأيضاً هي الجهة الوحيدة المخول لها استخدام تكنولوجياتها الخاصة على هذه الطائرات وأنظمة تسليحها الخاصة، وليس التكنولوجيا أو أنظمة التسليح الأميركية.

هذا في حين تركز إسرائيل على التفوق النوعي في جميع المجالات، العسكري، والأمني، والتكنولوجي؛ مثل: تكنولوجيا الاتصالات، وتكنولوجيا الصواريخ، وأنظمة المعلومات، والحقل النووي، وجميع تكنولوجيات المجالات المدنية بجميع أشكالها، ودعم المواهب العلمية وتبني العلماء والباحثين واستقطابهم من كل أنحاء العالم.

وقد حازت مركزاً متقدماً على العالم في البحث العلمي، وهذا التزام بالفلسفة التي قامت عليها "إسرائيل"، فلسفة المؤسسين من هرتزل إلى روتشيلد إلى بن غوريون، التي تؤكد أن وجود "إسرائيل "مرتبط بتفوقها العسكري والاقتصادي والعلمي أولاً، وفي جميع المجالات الأخرى ثانياً.

وعند الحديث عن الأرقام، سيصاب القارئ بالصدمة إذا ما قرأ بعض مقارنات الأرقام الاقتصادية، سواء بالميزانية أو بدخل الفرد أو بالإنفاق على البحث العلمي في "إسرائيل" بالدول العربية، بحيث إن الفوارق تبدو فلكية ومحبطة.

ولكن أيضاً، يجب الأخذ في الاعتبار أن القدرات الاقتصادية والبشرية والجغرافية العربية إذا ما قُدِّر لها التحرر من الاستبداد، فإنها ستعوض هذا الفارق الهائل في زمن قياسي جداً.

وفي الوقت نفسه، فإن النهج الذي يحكم الدول العربية، جميعها بلا استثناء، هو نهج ميكيافيللي الذي يجعل كل شيء مباحاً؛ من أجل الحفاظ على كرسي الحكم لزيد أو عمرو، بحيث تُدمَّر الحضارة والإنسان ويحوَّل الوطن إلى سجن كبير ومكان لإعدام العقول والكفاءات وحرمان الشعوب من نهضتها؛ من أجل بقاء كرسي الحكم للحاكم، ويُختصر الوطن والحضارة والإنسان في شخص أو عائلة تنهي طموحات الناس وتضع سقفاً لأي طموح علمي أو عسكري أو سياسي؛ بل حتى ثقافي وإنساني.

وهنا، تجدر الإشارة إلى أنه على الأنظمة الحاكمة العربية أن تفرق بين كرسي الحكم ونهضة الشعوب وحقوقها، ويجب أن ينأى الحاكم بالصراع على السلطة عن مسألة التقدم العلمي والإنساني والحضاري ونهضة الشعوب، وأن ينأى بأجهزته الأمنية عن التدخل في كل ما هو مدني وبعيد عن الصراع على السلطة، وهذا بدوره سيخفف الاحتقان السياسي ويقلل من المآسي التي لن تتوقف ما دام هذا النهج حاكماً هذه البلاد.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد