أنهى الكونغرس الفلبيني، الأربعاء 8 مارس/آذار 2017، فترة 8 أشهر من الانتظار برفضه التصديق على تعيين بيرفيكتو ياساي وزيراً للخارجية، وذلك بعد أن توصل المشرعون إلى قناعة بأن ياساي قد كذب بخصوص جنسيته الأميركية.
وفي خطوة نادرة، صوت الكونغرس بالإجماع على رفض تثبيت ياساي لتولي منصب وزير الخارجية بعد جلسات حادة أمام لجنة التعيينات، اعترف خلالها الأخير بأنه قد ضلل أعضاء الكونغرس.
وقال السيناتور بانفيلو لاكسون للصحافة بعد إعلان القرار: "لم يكن ينطق الحقيقة، ولم يكن صادقاً خلال جلسات المساءلة".
وقام الرئيس رودريغو دوتيرتي بتعيين ياساي، زميله في السكن خلال الدراسة، وزيراً للخارجية مع بدء ولايته في 30 يونيو/حزيران العام الماضي.
وبعد قرار لجنة التعيينات، أصدر المتحدث باسم دوتيرتي بياناً أكد فيه أن ياساي سيتنحّى، وأن الرئيس سيقوم بالإعلان عن تعيين وزير بالوكالة.
وكان ياساي قد قال خلال جلسة أولية للتصديق على تعيينه الشهر الماضي، إنه لم يكن أبداً مواطناً أميركياً.
لكن اللجنة واجهته عند مثوله، الأربعاء، أمامها مجدداً، بوثائق تبين أنه حصل على الجنسية الأميركية عام 1986.
وأظهرت الوثائق أيضاً أنه تنازل عن الجنسية الأميركية بالسفارة الأميركية في مانيلا قبل أيام من تعيينه وزيراً للخارجية.
وأكد ياساي الذي عمل محامياً في قضايا الهجرة بالولايات المتحدة خلال عيشه هناك، أنه لم يكذب أبداً فيما يتعلق بحمله الجنسية، لكنه اعتذر عن تضليل اللجنة "سهواً".
وقال: "ربما لم أكشف بالكامل عما هو متوجب مني في جوابي عن هذا السؤال، لكن هذا شيء عادي في إجراء كهذا".
وأضاف: "يصيبك التوتر، وبشكل ما تأتي بأجوبة لم تكن تقصدها".
وصرح لاكسون بأن إعادة تعيين ياساي غير ممكنة، وحذر من أنه قد يواجه اتهامات بشهادة الزور.
ولم يبقَ أمام دوتيرتي سوى البحث عن دبلوماسي بديل في فترة مهمة للفلبين التي ترأس رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) لهذه الدورة، كما أنها ستستضيف قمة آسيان في مانيلا الشهر المقبل.
وقال أرنستو ابيلا المتحدث باسم دوتيرتي، إنه سيتم إعلان اسم الوزير بالوكالة "دون تأخير"، إلا أنه لم يحدد متى.
وحمل الكشف عن حيازة ياساي جنسية أميركية جانباً ساخراً؛ نظراً للانتقادات والشتائم المستمرة للرئيس ضد أميركا.
وانتقد ياساي أيضاً الولايات المتحدة بشكل منتظم، وهو الذي ساعد في رسم سياسة الرئيس دوتيرتي الخارجية وإبعادها عن المستعمر السابق للبلاد والاقتراب من الصين.
وقال ياساي العام الماضي: "لا يمكننا أن نكون إلى الأبد الأشقاء الصغار لأميركا".
كما أنه نشر بياناً طويلاً على فيسبوك في أكتوبر/ تشرين الأول، عنوانه "أميركا خذلتنا".
وأورد ياساي في البيان: "الابتعاد عن التبعية المقيدة للفلبين من أجل معالجة التهديدات الأمنية الداخلية والخارجية بشكل فاعل، أصبح إلزامياً؛ لوضع حد لانقياد دولتنا لمصالح الولايات المتحدة".