الموجة الأولى لشعبوية القادة

لقد ظنَّ الجميع أنه بوفاة الراحل معمر القذافي سينتهي عصر الكاريزما الشعبوية لقائد عربي فريد من نوعه، لكن الوقائع ستأتي مخالفة لكل التكهنات؛ لأنه في حقيقة الأمر انتقالنا من أحادية القطب الشعبوي في قالب القائد العربي إلى نمط تعدد القطبية الشعبوية ليس بوصفة عربية هذه المرة،

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/04 الساعة 01:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/04 الساعة 01:41 بتوقيت غرينتش

لقد ظنَّ الجميع أنه بوفاة الراحل معمر القذافي سينتهي عصر الكاريزما الشعبوية لقائد عربي فريد من نوعه، لكن الوقائع ستأتي مخالفة لكل التكهنات؛ لأنه في حقيقة الأمر انتقالنا من أحادية القطب الشعبوي في قالب القائد العربي إلى نمط تعدد القطبية الشعبوية ليس بوصفة عربية هذه المرة، بقدر ما هو عبارة عن موجة شعبوية ستجتاح العالم دون استثناء، لكنها لن تكون مدعومة بدبابات الانقلابات العسكرية هذه المرة، بقدر ما هي نتاج لصناديق الاقتراع الشعبية.

لقد أصرت مجموعة من المنظّرين على أن هناك موجات من التغيير في واقع الأنظمة السياسية، وعلى رأسهم صامويل هانتنغتون، الذي نظر لموجات الانتقال الديمقراطي التي اجتاحت العالم، وكان العالم العربي استثناء من هذه النظرية، لكن صامويل هانتنغتون لم يكن ليتوقع أن استثناء هذا العالم من موجة الانتقال الديمقراطي لن يكون سوى تمهيد ليكون العالم العربي مهداً لإطلاق شرارة موجة "شعبوية القادة السياسيين"، فأنتجنا بنكيران وشباط ولشكر في المغرب، وانتقلت العدوى للشقيقة مصر لتتجاوز شعبويتنا الحدود وتصل إلى إنتاج زعامات غريبة مثل رئيس الفلبين، لكن موجة الشعبوية ستتطور أكثر مما كنا قد نظن، فقد أبت موجتنا إلا أن تمتد ليتجاوز مداها أسوار البيت الأبيض وتنتج لبلاد العم سام رئيساً من طينة دونالد ترامب، لكن يبدو أن موجتنا العربية لن يهنأ لها بال، حتى تجتاح أمواجها الشعبوية القادمة من الضفة الجنوبية للبحر الأبيض ضفافه الشمالية، محدثة بذلك تسونامي الشعبوية الأوروبية، وتتحقق تبعا لذلك أهداف الحوار الأورومتوسطي التي أطلقها ملهمها الفرنسي ساركوزي الذي يعد شعبوياً آخر اختار اغتيال القذافي؛ لينهي حالة أحادية القطبية الشعبوية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد