تغيب "الخوذ البيضاء"، أو الدفاع المدني الناشط في مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا، عن المشاركة في حفل الأوسكار في الولايات المتحدة، جراء ضغط العمل الذي يفرضه تصعيد القصف ولعدم قبول جواز سفر أحد مسعفيها.
كان من المقرر أن يتوجه رئيس الخوذ البيضاء رائد صالح والمسعف خالد الخطيب الذي وثق بكاميراه العديد من عمليات الإنقاذ والمشاهد المروعة جراء القصف والغارات، إلى الولايات المتحدة للمشاركة الأحد 26 فبراير/شباط 2017 في حفل توزيع جوائز الأوسكار بعد ترشيح فيلم عن المنظمة لجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير، وقد حصلا على تأشيرتي دخول.
لكن الخطيب الذي كان موجوداً في إسطنبول كتب السبت على تويتر أنه "بعد ثلاثة أيام في المطار، لم يسمح لي بالتوجه إلى حفل جوائز الأوسكار. كان لدي تأشيرة دخول أميركية لكن لم يقبل جواز سفري. الأمر حزين، لكن لدي عمل هام أقوم به هنا".
واكتفت متحدثة باسم سلطة الهجرة الأميركية بالقول رداً على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية يجب حمل وثائق صالحة للسفر إلى الولايات المتحدة".
وكان الخطيب أعلن في وقت سابق السبت في تغريدة "حصلت على تأشيرة دخول للولايات المتحدة ولكنني (…) لن أحضر حفل الأوسكار بسبب كثافة العمل. أولويتنا هي مساعدة شعبنا".
وقال الخطيب لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف "كان مقرراً أن أسافر الثلاثاء الماضي ولكن بسبب ضغط العمل جراء القصف وانشغالي بإنتاج فيلم آخر لن أتمكن من السفر".
وأضاف "مجرد عرض الفيلم هو تعبير عن الرسالة التي نحملها".
كذلك قال رائد صالح السبت "لن أسافر بسبب ضغوط العمل جراء تكثيف النظام استهدافه لأحياء في دمشق ودرعا وحمص".
وأضاف "علي متابعة أشياء أخرى كثيرة، شخصية وعلى الأرض، كإدارة العمليات (الإسعاف) وتأمين الآليات".
وعلى مدى أسابيع كان متطوعو الخوذ البيضاء يخشون عدم التمكن من حضور حفل الأوسكار بسبب مرسوم أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 27 كانون الثاني/يناير يحظر على جميع السوريين دخول الولايات المتحدة.
لكن في التاسع من شباط/فبراير، أيدت محكمة استئناف أميركية تعليق العمل بذلك المرسوم، ما مهد لإصدار تأشيرات دخول لهؤلاء المتطوعين.
والفيلم الوثائقي الذي يحمل اسم المنظمة "ذي وايت هلمتس" مرشح لنيل الأوسكار عن فئة الوثائقي القصير وهو من إخراج أورلاندو فون إينسيديل.
وبدأت "الخوذ البيضاء" التي تضم اليوم نحو ثلاثة آلاف متطوع، العمل في العام 2013. ويعرف متطوعو الدفاع المدني منذ العام 2014 باسم "الخوذ البيضاء" نسبة إلى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم.
وسيجري حفل توزيع جوائز الأوسكار في 26 شباط/فبراير في هوليوود.