بحضور جاستن ترودو.. مركز مؤتمرات كندي يتحوَّل إلى مسجدٍ لتشييع جنازة مسلمين قُتلوا في كيبك

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/04 الساعة 01:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/04 الساعة 01:30 بتوقيت غرينتش

شارك آلاف الكنديين ورئيس وزراء بلادهم جاستن ترودو الجمعة 3 فبراير/شباط 2016 في كيبك في تشييع القتلى الثلاثة الآخرين في الهجوم الذي استهدف مسجداً في حي سانت فوا في مدينة كيبك مساء الأحد.

وفي مركز كيبك للمؤتمرات الذي تم تحويله إلى مسجد للمناسبة، شارك نحو خمسة آلاف شخص في مراسم تكريم ثلاثة كنديين قتلوا مساء الأحد برصاص أطلقه طالب كيبكي يبلغ من العمر 27 عاماً وينتمي إلى اليمين المتطرف.

وأحد القتلى هو عز الدين سفيان المغربي الأصل الذي يعمل بقالاً والاثنان الآخران من أصل غيني وهما مامادو تانو باري وهو محاسب وإبراهيم باري الذي كان موظفاً ويحمل الجنسية الفرنسية أيضاً.

ووضعت ثلاثة أكاليل من الورود البيضاء على النعوش الثلاثة.

"عدونا الجهل"

وقال الإمام حسين غيي إن "عدونا ليس ألكسندر بيسونيه، عدونا هو الجهل"، في إشارة إلى الطالب الذي اتهم بالقتل ومحاولة القتل.
وعبر الإمام الذي وصل من لبنان قبل أربعين عاماً، عن أسفه "لأننا نعيش جنباً إلى جنب ولا نعرف بعضنا"، داعياً الكنديين إلى الوحدة.

وكان آلاف الكنديين وترودو شاركوا الخميس في تشييع القتلى الثلاثة الآخرين الذين سقطوا في الاعتداء على المسجد، وهم خالد بلقاسمي وحسان عبد الكريم الجزائريان الأصل والتونسي بوبكر الثابتي. وستنقل جثامين هؤلاء الثلاثة إلى بلدانهم.

وسيدفن في الجزائر بلقاسمي (60 عاماً) الذي كان أباً لولدين واستاذاً في كلية العلوم الزراعية بجامعة لافال في كيبك، وعبد الكريم (41 عاماً) الذي كان يعمل مبرمجاً معلوماتياً في الحكومة الكندية وأباً لثلاث بنات تتراوح أعمارهن بين 15 شهراً وعشر سنوات.

أما الثابتي (44 عاماً) الذي كان موظفاً في شركة للصناعات الغذائية وأباً لولدين (11 عاماً وثلاثة أعوام)، فسيدفن بالقرب من تطاوين بجنوب تونس.

كلمات مسمومة

قال الإمام إن "ألكسندر بيسونيت وقبل أن يصبح قاتلاً كان ضحية رصاص الكلمات المسمومة ويجب أن يكون آخر هؤلاء الضحايا"، مما أثار تصفيقاً حاداً من قبل الحشد.

وعبر الإمام عن أسفه لأن أشخاصاً يعيشون منذ أكثر من ثلاثين عاماً في عاصمة مقاطعة كيبك يجب أن يدفنوا في مونتريال بسبب عدم وجود مقبرة للمسلمين في كيبك التي تضم أكثر من ستة آلاف مسلم.

ويبدو أن هذه الدعوة لقيت أصداء. فقد صرح رئيس بلدية المدينة ريجيس لابوم أمام الحشد الذي صفق له بحرارة "أقول لكم إنه ستكون هناك مقبرة للمسلمين".
ودعا ترودو الكنديين إلى "التفكير في التصريحات التي تستهدف بعض مواطنينا عبر استبعادهم أو تحقيرهم على أساس أصولهم أو ديانتهم".

وقال إنه "حان الوقت ليدرك مطلقو هذه التصريحات من سياسيين ومقدمي برامج وشخصيات عامة أخرى، حجم المشكلة التي يمكن أن تسببها كلماتهم"، ملمحاً بذلك إلى وسائل إعلام شعبوية في كيبك متهمة بتأجيج التوتر حيال المسلمين.

من جهته، أكد رئيس وزراء كيبك فيليب كويار "لننتزع من مجتمعنا الكراهية والأحكام المسبقة والعنصرية".

وعبر عبد المالك القانة (42 عاماً) وهو مغربي يقيم في كيبك منذ 12 عاماً، عن تأييده لهذه التصريحات. وقال "يجب أن نعرف بعضنا أكثر وأعتقد أن الجهل أكثر من الكراهية، هو الذي يسبب هذا النوع من المآسي".

وتشكل هذه المأساة صدمة ثقافية لكندا ولم يعد ميثاق الحريات الذي يتم الدفاع عنه بفخر، ينجح في إخفاء انقسامات مجتمع يتزايد فيه الظهور العلني لحركات عنصرية.

وقبل ساعات من بدء المراسم الأولى الخميس، تعرض مسجد يقع في حي بوسط مونتريال للتخريب. وقال النائب مارك ميلر إن مجهولين حطموا زجاج نافذة وألقوا بيضاً على واجهة مسجد خديجة، مديناً هذا "العمل المقيت".

وذكرت الشرطة في بيان أنه في مونتريال وحدها ومنذ الهجوم على المسجد في كيبك، سجلت 11 جريمة و41 حادثاً مرتبطاً بالكراهية بما فيها تدنيس المسجد الخميس.

علامات:
تحميل المزيد