أعلن حزب العدالة والتنمية الإسلامي، الفائز بالانتخابات البرلمانية المغربية، أن أمينه العام عبد الإله بنكيران سيدخل في مشاورات جديدة مع باقي الأحزاب لإقناعها بتشكيل الحكومة، وذلك عقب فشل جولة أولى.
ولم يتم تشكيل حكومة في المغرب منذ الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية في 7أكتوبر/تشرين الأول، ويعتبر هذا التأخر هو الأطول في تاريخ البلاد منذ استقلالها عام 1956.
وبحسب بيان صادر عن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الإثنين 26 ديسمبر/ كانون الأول 2016، فقد تم تشجيع بنكيران، المكلف من قبل الملك تشكيل الحكومة، "على الدخول في جولة جديدة من المشاورات؛ لاستطلاع استعداد الهيئات الحزبية المعنية، ومواقفها النهائية من المشاركة في الحكومة".
وجرت ثاني انتخابات برلمانية تشهدها البلاد في ظل دستور 2011، في السابع من أكتوبر وفاز فيها حزب العدالة والتنمية الإسلامي للمرة الثانية على التوالي بعد حصوله على 125 مقعداً (مقابل 107 مقاعد في 2011)، فيما حل خصمه اللدود "حزب الأصالة والمعاصرة" ثانياً.
وبعد رفض حزب "الأصالة والمعاصرة" التحالف مع "العدالة والتنمية"، خاض هذا الأخير مشاورات مع باقي الأحزاب، لكنه لم ينجح سوى في إقناع حزبين اثنين في التحالف معه، وهو ما لا يمكّنه من بلوغ عتبة 198 مقعداً المطلوبة (من أصل 395 مقعداً) للحصول على أغلبية برلمانية.
في المقابل، اصطفت 4 أحزاب بعضها إلى جانب بعض وفرضت شروطها للتحالف مع عبد الإله بنكيران المكلف من طرف الملك تشكيل الحكومة، لكنه يتشبث، بدوره، بالتحالف مع "حزب الاستقلال" المحافظ الذي ترفض هذه الأحزاب التحالف معه.
ويقود وزير الزراعة عزيز أخنوش، وهو أحد أثرياء القارة الإفريقية ويظهر في أغلب الأحيان إلى جانب العاهل المغربي في معظم الجولات الدبلوماسية الملكية، تحالف الأحزاب الأربعة عبر حزبه "التجمع الوطني للأحرار"، وهو حزب يوصف في المغرب بـ"الإداري" ويتكون في أغلبه من أعيان وتكنوقراط.
وعبّر العاهل المغربي الملك محمد السادس، السبت، عبر مستشارين بعث بهما للقاء رئيس الحكومة عن حرصه على تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب وقت.
ويعتبر الملك الحكم وفوق الأحزاب، وقد يضطر إلى التدخل للتحكيم بين الفرقاء السياسيين في الأمور السياسية العالقة، وقد سبق له أن قال في خطاب مطلع نوفمبر/تشرين الثاني إن "تشكيل الحكومة المقبلة يجب ألا يكون مسألة رياضيات" أو لتقاسم "غنيمة انتخابية".