جميع رؤساء أميركا تراجعوا عن وعدهم بنقل سفارة بلادهم في إسرائيل إلى القدس.. هل يلحق بهم ترامب؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/13 الساعة 14:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/13 الساعة 14:12 بتوقيت غرينتش

ذكرت كيليان كونواي، كبيرة مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، خلال لقاء إذاعي الاثنين 12 ديسمبر/كانون الأول 2016، أن الرئيس الأميركي المنتخب يرى أن نقل السفارة الأميركية بإسرائيل من تل أبيب إلى القدس يحظى بأولوية قصوى، ووصفته بأنه خطوة تمثل تحولاً هائلاً في سياسة الولايات المتحدة الراسخة منذ عهد طويل.

ويطالب كل من إسرائيل والفلسطينيين بالحق في المدينة المتنازع عليها؛ وترى الولايات المتحدة ضرورة أن يخضع الوضع النهائي للقدس لمفاوضات دولية أوسع نطاقاً تستهدف تسوية النزاع المحتدم على مدار فترة زمنية طويلة.

وذكرت كونواي خلال لقاء مع مضيف البرنامج الإذاعي المتحفظ هيو هويت "أوضح ذلك جلياً خلال الحملة. وسمعته بصفته رئيساً منتخباً يكرر ذلك عدة مرات سراً، إن لم يكن علناً. إنه أمر يقدره صديقنا في إسرائيل والشرق الأوسط وشيء أعرب الكثير من الأميركيين اليهود عن اهتمامهم به".

تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2016، نقل عن معن راشد عريقات، كبير ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية بالولايات المتحدة، قوله إن الفلسطينيين يأملون أن تلتزم إدارة الرئيس ترامب بموقف الولايات المتحدة الدائم بالاحتفاظ بالسفارة في تل أبيب. وذكر أن نقل السفارة سيزيد من صعوبة تسوية القضية الإسرائيلية الفلسطينية.

وذكر خلال أحد اللقاءات "نتوقع أن الإدارة القادمة والرئيس المنتخب سوف يتفهمون حساسية قضية القدس وأن مدينة القدس لم يتم الاعتراف بها من قبل أي إدارة أميركية، سواءً كانت ديمقراطية أو جمهورية، كعاصمة لإسرائيل".

ورفض عريقات ذكر أي تفاصيل حول الاتصالات بين منظمة التحرير الفلسطينية وفريق ترامب الانتقالي.

وقال "إننا مستعدون لإقامة علاقة عمل طيبة مع الإدارة القادمة. وسوف نسعى إلى التواصل معها".

وقد انتقد الكونغرس رفض الهيئة التنفيذية الاعتراف بالقدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل؛ وفي عام 1995، أقر قانوناً يتطلب نقل السفارة الأميركية إلى هناك.

ومع ذلك، يسمح قانون سفارة القدس الصادر عام 1995 للرئيس بالتنازل عن ذلك الحق لمدة ستة شهور لأسباب ترجع إلى الأمن القومي؛ وهو ما فعله الرؤساء من كلا الحزبين منذ إقرار القانون.

وذكرت كونواي "إنها خطوة رائعة؛ ويسهل عليه اتخاذها استناداً إلى ما تحدث عنه خلال مناظراته بشأن سبب أهمية القيام بذلك"، مضيفة أن مثل تلك الخطوة كانت هامة للغاية للمسيحيين الإنجيليين.

وقالت "دائماً ما يضع المسيحيون الإنجيليون إسرائيل على رأس القائمة".

وقد تعهد ترامب مراراً خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة. ومع ذلك، فقد أدلى الرئيسان السابقان بيل كلينتون وجورج بوش بتعليقات مماثلة خلال ترشيحهما للرئاسة ولكن دون تنفيذ".

وذكر دنيس روس، الذي عمل مستشاراً لدى العديد من الرؤساء لشؤون الشرق الأوسط، ومن بينهم الرئيس باراك أوباما "قدم كل مرشح ذلك الوعد ولكنه لم يف به لأنه علم أنه سيثير الرأي العام في العالم العربي وربما يؤدي إلى اندلاع مظاهرات ضد سفاراتنا".

ولم يتضح تماماً إلى أين سينقل ترامب السفارة؛ ومع ذلك، يمكن أن يصنع الموقع الجديد فارقاً. وذكر روس، الذي يعمل حالياً في معهد واشنطن، أن نقل السفارة من الناحية العملية إلى القدس الغربية لن يؤثر على "الوضع النهائي" للمدينة، نظراً لأن البعض يتساءلون عما إذا كانت تلك المنطقة من المدينة ستكون تابعة لإسرائيل خلال التسوية النهائية للنزاع الذي دام على مدار عقود من الزمن.

وقال "مع ذلك، فإن القدس تمثل قضية عاطفية لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين (والعرب) ومن السهل تصعيد تلك المشاعر حينما يتأثر مستقبل المدينة. ويبدو أنه لا أحد ينصت إلى المناقشات الراشدة".

كانت القدس منذ أمد طويل جزءاً بالغ الصعوبة من النزاع الممتد بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فقد سيطرت إسرائيل على الجزء الغربي من المدينة عام 1948 بعد أن أعلنت قيام دولة إسرائيل. وفي مرحلة لاحقة، قامت بضم القدس الشرقية بعد حرب الأيام الستة عام 1967. ورفضت معظم البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، قبول ضم إسرائيل للجزء الشرقي من المدينة ولا تحتفظ أي دولة بسفارة لها في القدس، رغم وجود العديد من قنصليات الدول هناك، بما في ذلك القنصلية الأميركية.

وقد أخفقت الجولة الأخيرة لمحادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية عام 2014؛ ويظل الخلاف قائماً بين الطرفين حتى يومنا هذا حول بناء المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية والضفة الغربية وإطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين بالسجون الإسرائيلية والشقاق القائم بين فتح وحركة حماس التي تتولى الحكم في قطاع غزة.

­هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة Wall Street Journal الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية٬ اضغط هنا.

تحميل المزيد