"1"
نحن ككرد وطنيين سوريين من أولوياتنا النضالية، وبسبب التقسيمات الراهنة للجغرافيا السياسية بين الدول الأربع التي تقتسم الكرد وأرضهم، وبحسب مبادئ وأهداف وبرنامج حركتنا الكردية السورية، العمل معاً مع شركائنا الآخرين من عرب وغيرهم، لنصرة ثورتنا وإسقاط الاستبداد، وإجراء التغيير الديمقراطي، إضافة إلى المطالبة بإطلاق سراح مئات الآلاف من المعتقلين في سجون ومعتقلات النظام، والعشرات في معتقلات "ب ي د" بالقامشلي.
وفي المجال القومي نُدين بشدة الإعدامات والاعتقالات التي تجري يومياً بحق مناضلي شعبنا في كردستان إيران من جانب نظام الممانعة الحليف لنظام الأسد، كما ندين أيضاً أي نوع من الاعتقال السياسي، وخصوصاً ما جرى في ديار بكر بحق مجموعة من أعضاء حزب هادب، على الرغم من موقف هذا الحزب المؤيد لنظام الأسد وحزب الله والمناصر لسياسات "ب ي د" المضرة ببلادنا وشعبنا وقضايانا.
"2"
رئيس وفد الاتحاد الوطني الكردستاني يصف علاقة حزبه بطهران بـ"الاستراتيجية، وأنها لن تتأثر بمتغيرات المنطقة والمصالح الإيرانية ستكون محمية من جانبنا في كل الظروف، وأن أمن واستقرار إيران هما من أولوياتنا، وسنواصل الطريق الذي سلكه الطالباني مع إيران، وكان تصريحه الأخير أمام "ولايتي" الرفض الكامل لأي "سايكس – بيكو" جديدة، والحفاظ على ما هو قائم بالمنطقة"، كل ذلك ومعركة الموصل محتدمة والمشروع الإيراني المذهبي التقسيمي يتمدد عبر الحشد الشعبي وملا بختيار يعلن من طهران ما معناه أنهم ضد إرادة شعب كردستان في تقرير مصيره عبر الاستفتاء والتفاهم مع بغداد الذي يدعو إليه رئيس الإقليم.
"3"
تكريم الشهيد الدكتور سليمان من جانب الكرد في كل أماكن وجودهم لا ينبع فقط من التحاقه الطوعي بقوات البيشمركة، مفضلاً الصعاب على مزايا الحياة الأوروبية وتخصصه في أخطر مهنة في إزالة ألغام "داعش" حتى ضحى بحياته على تراب جبهة بعشيقة، بل جاء تقديراً أيضاً لخياره السياسي الوطني، عندما غادر صفوف "ب ك ك" مع أخيه الكاتب سليم جروك كايا، بعد القناعة التامة بحصول الانحراف عن الخط القومي، وهنا علينا أن لا ننسى مواقف المئات، بل الآلاف من شرفاء النخب السياسية والثقافية الكردية، "وبينهم كرد سوريون" الذين انخرطوا في "ب ك ك" لأهداف مشروعة، وغادروه بعد أن بانت لهم الحقيقة المرة.
"4"
مع بدايات انهيار الإمبراطورية العثمانية ظهرت "المسألة الشرقية" التي كانت تعني نظرياً توزيع مهام حماية المكونات (الأقليات) المسيحية بين دول أوروبا، وفي الواقع العملي كانت ذريعة للاستعمار والتدخل واستغلال الشعوب، والآن تظهر تلك المسألة بشكل آخر يمكن أن نطلق عليها "المسألة الشيعية"؛ حيث تقوم إيران بتوسيع نفوذها وإثارة القلاقل والفتن تحت ذريعة حماية المكون الشيعي الموزع في العراق ولبنان واليمن والبحرين وأفغانستان، والمستحدث الآن في سوريا، في الأولى صمدت شعوب المنطقة وردت مخطط التفتيت الديني – الطائفي على أعقابه، ولن يكون مصير الثانية بأحسن حال من الأولى بفضل إرادة شعوب المنطقة التواقة إلى الثورة على الاستبداد والتغيير الديمقراطي والسلم والعيش المشترك.
"5"
من إفرازات ثورات الربيع أيضاً التسريع في الكشف عن فاشية من نوع جديد أشد خطراً من النازية، بعملية تلاقح بين كل من فكر البعث، وهو في مرحلة أفوله كنهج شوفيني شمولي دموي وجناحَي الطائفية السياسية السنية منها والشيعية المنتميتين إلى مجاميع إرهابية في جسم الإسلام السياسي الدولتي والميليشياوي، وكأمثلة بارزة "تلاقي إيران وملحقاته مع نظام الأسد وتوافقه المستتر مع داعش وتسليم نوري المالكي الموصل وما فيها من بنوك وأسلحة أربع فرق عسكرية إلى البغدادي الداعشي" البعثي، وتوحد عدد من مراكز القوى الشيعية والسنية الحاكمة في بغداد في صف معادٍ للبيشمركة الكردية بدواعٍ عنصرية، ومن أجل معالجة مصير الموصل وتلعفر من منطلقات انقسامية ومذهبية بغيضة مطابقة للمشروع الإيراني الساعي إلى ممر يؤدي إلى البحر المتوسط، من دون أن نغفل أدوار تيارات مغامرة كردية في العراق وسوريا في التناغم مع هذه الفاشية.
"6"
كان نجاح البيشمركة والمؤسسات العسكرية والأمنية والإدارية وجماهير كركوك بكل مكوناتها الكردية والتركمانية والعربية والمسيحية في إفشال غزوة "داعش" بمثابة الصدمة لأمثال "المالكي والمطلق" وسائر البعثيين وأرباب الطائفية السياسية الشيعية منها والسنية، وكما يظهر المطلوب هو تقديم الاعتذار لأولئك جميعاً على نتائج الخطة الإجرامية وعلى صمود البيشمركة، ومما يثير الانتباه أن قناة الجزيرة القطرية من أكثر المتأثرين بصدمة اندحار من تسميهم – الجهاديين أو تنظيم الدولة الإسلامية – وما علينا إلا تقديم العزاء الحار لإدارتها.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.