دعا بريتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب السورية، اليوم (الأربعاء) 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، إلى وقف هجوم الحكومة على شرق حلب لتوفير ممر آمن للمدنيين لمغادرة المنطقة المحاصرة.
وقال حسن في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو، إن المدنيين يناشدون العالم المساعدة والحماية.
ودعا إلى إنشاء ممرات آمنة على الفور ليتمكن نحو 250 ألف مدني من مغادرة المنطقة.
وأعلن الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة على منطقة كبيرة من شرق حلب من مقاتلي المعارضة في وقت سابق هذا الأسبوع، في هجوم يهدد بسحق المعارضة في أكبر معاقلها المدنية.
سوريا تعتقل المئات
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الأربعاء)، إن الحكومة السورية اعتقلت المئات ممن أُجبروا على الهرب من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شرق حلب.
وأضاف حسن، الذي لم يتمكن من العودة إلى حلب منذ مغادرتها في الصيف، أن عشرات المدنيين قُتلوا اليوم (الأربعاء) بعد قصف القوات الحكومية المنطقة بالبراميل المتفجرة.
وقال إن أعمال قتْل انتقامية تجري في مناطق شرق حلب التي انتزعها النظام من المعارضة.
وذكر أن لديهم أدلة موثّقة وإثباتات على حدوث عمليات إعدام وأعمال قتل انتقامية، مشيراً إلى استهداف الرجال تحت سن الأربعين على وجه الخصوص.
ودعت فرنسا التي تدعم المعارضة السورية إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي في وقت لاحق اليوم (الأربعاء).
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن المجتمع الدولي يجب ألا يشيح بوجهه عن "المجازر"، وأضاف: "أولويتنا الأولى هي حماية المدنيين واتخاذ عدد من الإجراءات الملموسة على الأرض".
وتابع: "سنرى ما الذي يمكن لأعضاء مجلس الأمن أن يفعلوه لإنقاذ الأرواح. جميعنا في وضع سيئ، لكن لا يمكن أن نشيح بوجوهنا بعيداً".
وأخفقت محاولات سابقة من جانب الولايات المتحدة وروسيا للتوسط في وقف دائم لإطلاق النار في الصراع السوري.
الروس يلتقون فصائل سورية
إلى ذلك التقى ممثلون لروسيا وفصائل سورية معارضة في أنقرة لبحث هدنة في حلب، وفق ما أفاد مصدر قريب من الفصائل السورية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المصدر الذي لم يشأ كشف هويته إن "لقاءات عدة عقدت في أنقرة لبحث سبل التوصل إلى هدنة".
وأضاف أن الإجتماع الأخير حصل الإثنين في العاصمة التركية من دون أن يحدد مستوى الممثلين الذين شاركوا فيه.
والفصائل السورية التي شاركت في هذه المحادثات مرتبطة بالائتلاف الوطني السوري المعارض ولا تشمل جهاديي جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً).
وجرت هذه المباحثات في وقت يتواصل تقدم قوات النظام بدعم روسي في شرق حلب الذي يسيطر عليه المعارضون.
وكان الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا اقترح في السادس من تشرين الأول/أكتوبر أن يغادر مقاتلو جبهة الشام شرق حلب في مقابل وقف النظام السوري وحليفه الروسي لعمليات القصف.
وأبدت موسكو استعدادها لـ"دعم" هذه المبادرة في حال انسحبت فتح الشام فعليا من المدينة، لكن المبادرة ظلت حبراً على ورق مع تصاعد المواجهات.
وفر أكثر من 50 ألف شخص من مناطق سيطرة مقاتلي المعارضة في شرق حلب حيث الحصار والقصف والدمار وانقطاع شبه تام للكهرباء والانترنت، في وقت يعقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء اجتماعاً لبحث الوضع المتدهور في المدينة السورية.