بدأت كوبا منذ نهاية 2014 تقارباً تاريخياً مع الولايات المتحدة التي كانت ترتبط بها بعداء جذري منذ الثورة التي قادها فيدل كاسترو قبل نصف قرن بعدما انقطعت العلاقة بين البلدين عام 1961.
نصف قرن من نظام كاسترو
في الأول من كانون الثاني/يناير 1959 أطيح بفولغينسو باتيستا الذي كان يحكم كوبا منذ 1952 إثر انقلاب عسكري، بيد مجموعة "باربودوس" (أصحاب اللحى) بقيادة فيدل كاسترو. وأقام هذا الأخير جمهورية اشتراكية بقيادة الحزب الشيوعي الكوبي (الحزب الواحد – تأسس في 1965) وأصبح لها دستور في 1976.
وقطعت الولايات المتحدة العلاقات مع النظام الكوبي الجديد منذ 1961 ودعمت محاولة فاشلة لإنزال قوات معادية لكاسترو في خليج الخنازير.
واندلعت أخطر أزمة في الحرب الباردة مع اكتشاف وجود صواريخ سوفياتية في كوبا.
وفي 31 تموز/يوليو 2006، طلب فيدل كاسترو بسبب المرض، من شقيقه راؤول أن يحل محله على رأس الدولة. وفي شباط/فبراير 2008 أصبح راؤول كاسترو رسمياً رئيساً لكوبا، وفي نيسان/أبريل 2011 أصبح أيضاً رئيساً للحزب الشيوعي الكوبي بعد تخلي فيدل عن هذا المنصب.
تقارب تاريخي
في 17 كانون الأول/ديسمبر 2014 أعلنت كوبا والولايات المتحدة تقارباً تاريخياً طوى صفحة نصف قرن من عزل واشنطن دبلوماسياً لكوبا.
وفي 20 تموز/يوليو 2015 أعاد البلدان علاقاتهما الدبلوماسية وفتحا السفارتين. وفي 20 آذار/مارس 2016 قام باراك أوباما بزيارة لهافانا هي الأولى لرئيس أميركي مباشر منذ ثورة كاسترو.
حظر وصعوبات اقتصادية
بسبب الحظر الأميركي منذ 1962 وانقطاع الإمدادات السوفياتية مع انهيار الاتحاد السوفياتي في 1990، أصبحت كوبا مرتهنة بشكل كبير لفنزويلا أبرز شريك تجاري ومزود بالنفط بشروط تفضيلية جداً.
وأثرت الأزمة الحادة التي تمر بها فنزويلا وتراجع أسعار المواد الأولية، بشدة على الاقتصاد الكوبي.
وبحسب توقعات الحكومة فإن نسبة النمو التي بلغت 4 بالمئة في 2015، لن تزيد عن 2 بالمئة في 2016.
ويشكل تصدير الخدمات (بشكل أساسي إرسال متعاونين طبيين للخارج) المصدر الأول للدخل من العملات الأجنبية لكوبا مع نحو 8 مليارات دولار سنوياً ثم تأتي السياحة التي تدر 2,8 مليار دولار.
وفي سياق التقارب وعد أوباما برفع الحظر في الكونغرس. لكن مجلسي الكونغرس، النواب والشيوخ، يهيمن عليهما الجمهوريون الذين يعارض أغلبيتهم حالياً مثل هذا الإجراء.
انفتاح اقتصادي خجول
عمل راؤول كاسترو منذ 2006 على إصلاح تدريجي للنموذج الاقتصادي الكوبي بإعطاء موقع أكبر فيه للمبادرة الخاصة والاستثمار الأجنبي مع الحفاظ على "مكاسب الاشتراكية" في اقتصاد لا يزال تحت هيمنة الدولة بنسبة 80 بالمئة.
أكبر جزر الأنتيل
تعد كوبا التي تبلغ مساحتها 110860 كلم مربعاً مع سواحل بطول 6073 كلم (11,27 مليون نسمة)، أكبر جزر الأنتيل وتقع على بعد 77 كلم غربي هايتي و180 كلم جنوبي الولايات المتحدة.
واكتشف جزيرة كوبا كريستوف كولومبوس في عام 1492.
وألغي الرق في 1886. وألحقت كوبا بالملكية الإسبانية حتى حرب الاستقلال (1895-1898) التي تدخلت خلالها الولايات المتحدة دعماً للمتمردين.
وأنهت معاهدة باريس في كانون الأول/ديسمبر 1898، الهيمنة الإسبانية لكن الاستقلال النهائي لم يحصل إلا في 1901.
