لم أعُدْ أقرأ اسمكِ كثيراً، لم أعد أسمع اسمكِ يتردد كثيراً في نشرات الأخبار أو على صفحات الجرائد، لم يعودوا ينادون اسمكِ كثيراً يا حبيبتي.
أصبحت حروفك وهي مجتمعةٌ غريبةً في هذا الزمان، أصبحوا يخافون من نطق حروفك متماسكةً يا سيدتي.. يا سيدة الأرض. أصبحت حروفك مخفيةً أو مقطّعةً مشرّدةً، ليس لأن قضيتك حُلّتْ، وإنما لأنهم لا ينوون حلها أصلاً ولأنهم يخافون من صوت حقكِ.
يخافون من تاريخك الحقيقي، يخافون من طفل يقف أمام دبابة، ومن امرأة تعاند صبرها مرتين وتخلق عائلة لا مثيل لها وتزرع أفكاراً لا يمكن كسرها وتصدح بصوت لا يمكن نسيانه. يخافون من شابٍ قرر نسيان سنوات شبابه في السجن من أجلكِ يا فلسطين، يا جميلة الجميلات. يخافون من طفلة فلسطينية فاقت قريناتها شجاعةً وذكاءً وتميزاُ وحياءً؛ لأن نبوغها سينادي: فلسطين! وحسناء لا يمكن لأحد مقاومة حضورها، كل من رآها خشع خشوع ناسِكٍ جاء ليدور في ممرات القدس العتيقة. يخافون روحك النابضة رغم كل شيء وفي كل مكان.
فلسطين.. ما زلتِ في خاطر كل إنسان يشعر ويفهم ويدرك. فلسطين ما زلتِ في خاطر كل شجاع لم تنسِه مخاوفُه حقَه الحقيقي والأزلي في العودة إلى وطنه والتحدث بصوت عالٍ عن حقه، عن قضيته، عن فلسطين، لم ينسَ حقه في كرسيٍّ تركه جده على شاطئ البحر أو حقَه في منزل سكنه أغراب بدلاً منه. لكنكِ لستِ في خاطر المستسلمين أو الراكضين وراء الأخبار الطازجة أو الكاذبة. فلسطين.. لم نعد نرى أخبارك تتصدر الأولويات!
كتبت هذه المقالة فقط لأقول: فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين؛ فأنا أفرح في كل مرة أرى حروفك، وأنطقها كعاشقٍ يتلذذ بنداء اسم حبيبته، عاشقٍ لا يمكنه استبدال قلبه أبداً ولا نسيان حروفكِ يا فلسطين.
أتمنّى من كل من يقرأ هذا المقال أن يعلّق ويكتب "فلسطين"؛ حتى لا ننسى حروفها ولا قضيتها ولا تاريخها ولا حقها. أريد أن نتذكر أنها أولويتنا وأنها سر كل شيء يحدث حولنا في المنطقة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.