نجح الجمهوري دونالد ترامب في تحقيق واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ السياسة الأميركية عندما تغلب على هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الأميركية الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2016؛ بل إنه قام بذلك باستخدام أموال أقل بكثير من منافسته.
وباعتماده الكبير على مزيج غير معتاد من مواقع التواصل الاجتماعي والخطابات الصريحة وقدرته على الظهور بالتلفزيون مجاناً، فقد دفع رجل الأعمال من مدينة نيويورك على الأرجح أقل من 5 دولارات لكل صوت خلال محاولته للوصول للبيت الأبيض وهو نحو نصف ما دفعته كلينتون وفقاً لتحليل من "رويترز" للسجلات المالية للحملات وبيانات التصويت. وتفترض هذه الأرقام أن المرشحين أنفقا كل الأموال التي جمعاها.
وقلب فوز ترامب، الموفّر للتكلفة، المفاهيم السائدة بشأن نفوذ المال في السياسة الأميركية وأثار تساؤلات بشأن إن كان نموذج الحملة الموفر الذي يعتمد على الدهاء الإعلامي قد يصبح النموذج الجديد للفوز بالرئاسة في الولايات المتحدة.
لكن المحللين والأكاديميين السياسيين يميلون إلى الاتفاق على أنه سيكون من الصعب تكرار أداء ترامب. فاسمه الذي أصبح علامة بفضل منتجعاته الفاخرة ونجوميته في برامج تلفزيون الواقع وقدرته على إثارة الجدل طوال الوقت هي ميزات يفتقر إليها كثير من المرشحين السياسيين.
وقال توني كورادو، وهو أستاذ في كلية كولبي بولاية مين: "أعتقد أن هذه حالة اتسم فيها بخصائص فريدة كمرشح أتاحت له أن ينتهج استراتيجية مختلفة".
ووفقاً للجنة الانتخابات الاتحادية، فقد جمع ترامب في المجمل ما لا يقل عن 270 مليون دولار منذ بدء حملته في يونيو/حزيران 2015 وهو أكثر قليلاً من ثلث الأموال التي أنفقها أوباما في حملة إعادة انتخابه في 2012.
ومع انتهاء فرز الأصوات في الساعات الأولى من اليوم (الأربعاء)، حصل ترامب على 59 مليون صوت بجميع أنحاء البلاد في الانتخابات العامة. ويعادل هذا أقل من 5 دولارات لكل صوت من المبلغ الذي أنفقه وهو 270 مليون دولار.
ووفقاً لتحليل بيانات "ميديا كوانت"، فقد حصل ترامب على تغطية إعلامية مجانية خلال حملته الانتخابية تعادل قيمتها 5 مليارات دولار؛ أي أكثر بواقع المثلين مما حصلت عليه كلينتون وهي سياسية مخضرمة شغلت منصب وزيرة الخارجية وكانت عضواً في مجلس الشيوخ والسيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة في المراحل المختلفة من مسيرتها المهنية.