أعلنت المفوضية الأوروبية الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول 2016، عن "مبادرة إنسانية عاجلة" للاتحاد الأوروبي، الهدف منها إفساح المجال أمام المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة لسكان مدينة حلب التي تحاصر قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد القسم الشرقي منها.
وجاء في بيان صادر عن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، والمفوض المكلف الشؤون الإنسانية خريستوس ستيليانيدس، أن الاتحاد الأوروبي خصص مساعدة عاجلة بقيمة 25 مليون يورو لشركائه الإنسانيين، خصوصاً لتغطية الحاجات الطبية وإيصال الماء والطعام إلى حلب.
وأضاف البيان، أن هذه المبادرة تمت بـ"التعاون مع الأمم المتحدة" لمواجهة "مأساة إنسانية"، ودعا المسؤولان الموقعان عليه "كل أطراف النزاع إلى دعمها وتسهيل تنفيذها".
وحشية لا يمكن لبشري أن يتحملها
وكان مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، قال الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول 2016، إن سكان القسم الشرقي المحاصر من حلب والبالغ عددهم نحو 250 ألف شخص يواجهون "مستوى من الوحشية لا يجب على أي بشري أن يتحمله".
وأوضحت المفوضية الأوروبية، أن الهدف من مبادرة الاتحاد الأوروبي، هو تسهيل "الوصول السريع للمساعدات الأساسية إلى مدنيين في شرق حلب عبر تغطية النفقات الطبية وإيصال المياه والحاجات الغذائية" و"تأمين إجلاء الجرحى والمرضى من شرق حلب".
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يلتزم العمل "بشكل مكثف خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة مع الأطراف المعنيين" لكي تؤمَّن الأذونات اللازمة لتسليم هذه المساعدات وتأمين عمليات الإجلاء التي يجب أن تتم "فقط تحت مسؤولية المنظمات الإنسانية".
كما طالب ستيليانيدس وموغيريني، بأن يتم إجلاء المرضى والجرحى، ليس من شرق حلب فحسب، بل أيضاً "من كامل المناطق المحاصرة".
وأضافا في بيانهما "أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتسهيل ودعم إجلاء المرضى إلى منشآت طبية مناسبة في المنطقة، أو في أوروبا لتقديم خدمات طبية لا تكون متوفرة في المنطقة".
قصف المستشفيات
وجددت المقاتلات الروسية والسورية غاراتها على أحياء حلب المحاصرة، وواصلت استهدافها للمستشفيات. وسط معارك محتدمة على أطراف المدينة ضمن حملة النظام للسيطرة عليها.
وأفاد مراسل الجزيرة في حلب عمرو حلبي، بأن الغارات الروسية والسورية تسببت في إخراج أربعة مستشفيات عن العمل منذ ثلاثة أيام.
وقال المراسل إن غارات روسية دمرت مستشفى شوقي هلال في حي جب القبة بحلب، وذلك بعد يوم من تدمير مستشفى في حي الصاخور، يعد أحد أكبر المستشفيات الميدانية بالمدينة.
وكانت روسيا والنظام السوري أطلقا قبل أسبوعين تقريباً حملة جوية جديدة على مناطق المعارضة في حلب، وأسفر القصف خلال هذه المدة عن مقتل أكثر من ثلاثمائة مدني ثلثهم من الأطفال، وتدمير مشافٍ ومراكز للدفاع المدني.