وافقت حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما على دفع ـمليون جنيه إسترليني لأسرة عامل إغاثة إيطالي لقى مصرعه في غارة أميركية باستخدام طائرة دون طيار في عام 2015.
كان جيوفاني لو بورتو، الذي يبلغ من العمر 37 عاماً، مُحتجزاً كأحد رهائن تنظيم القاعدة في وقت وفاته، هذا وقد اعتقدت عائلته أنه على وشك إطلاق سراحه قبل شهر من شن الغارة الجوية بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
يُذكر أنه في العام الماضي أقر الرئيس أوباما أن المجني عليه وشخصاً أميركياً آخر يُدعى وارن واينشتاين، البالغ من العمر 73 عاماً، قد قُتلا عن طريق الخطأ في مهمة سرية لمكافحة الإرهاب.
تم تأكيد مبلغ التعويض المالي من قِبل السفارة الأميركية في روما وشقيق لو بورتو، ويُدعى دانييلي.
يجدر بالذكر أن المعلومات حول هذه الاتفاقية نُشرت لأول مرة في الصحيفة الإيطالية "لا ريبوبليكا".
متحدث باسم السفارة الأميركية في روما صرح بأن الحكومة أكدت في الوقت الذي أُعلن فيه عن الحادث أنها ستقوم بتوفير مبالغ تعويضية لأسر الضحايا.
وأضاف المتحدث أيضاً أن تصريح الحكومة جاء على النحو التالي: "نحن نعلم أنه لا يمكن للمال إعادة الضحايا إلى أسرهم، واحتراماً لهم، لن نُشارك أي تفاصيل عن تلك التعويضات".
يجدر بالذكر أن السفارة رفضت التعليق حول ما إذا تم دفع مبلغ مماثل لعائلة واينشتاين.
وبحسب الوثائق التي حصلت عليها صحيفة "لا ريبوبليكا" وشاركتها مع صحيفة الغارديان البريطانية فقد تم التوقيع على الاتفاق بين الحكومة الأميركية وعائلة لو بورتو في 8 يوليو/تموز على التعويض المالي، والذي يُقدر كلياً بـمليون ومئة وثمانين ألف جنيه إسترليني(1,5 مليون دولار) تم اعتباره هبة ومنحة في ذكرى جيوفاني لو بورتو.
تم توقيع الاتفاقية من قِبل دبلوماسي يُدعى غاريت ستيفن وايت، بصفته مدير مركز الإدارة المالية في السفارة الأميركية في روما. وأوضحت الاتفاقية أن لو بورتو قُتل في باكستان.
وكان البيت الأبيض قد صرح في وقت إعلان الحادث أن المجني عليه قُتل في منطقة الحدود بين أفغانستان وباكستان، وقد تم تسليم المبلغ المالي المُقرر لوالدة لو بورتو (جيسي)، ووالده (فيتو)، اللذين يقطنان في مدينة باليرمو في إيطاليا.
تنص الاتفاقية على أنها لا تتضمن موافقة الولايات المتحدة الأميركية على ممارسة القضاء الإيطالي لاختصاصات الفصل في أي نزاع ينشأ بشأن هذه القضية، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وبحسب قول الصحفي جاك سيرل، المتخصص في برنامج الطائرات دون طيار وعضو المكتب الفيدرالي للصحافة المستقلة، فإن هذه هي المرة الأولى التي "يسمع فيها عن تعويض من هذا النوع تقوم به الخزانة الأميركية".
وفي بيان لها، أعربت والدة لو بروتو عن حزنها لوفاته، وصرحت أنها تتنظر العدالة الإلهية حتى آخر يوم في حياتها، وليست العدالة الدنيوية.
اعترف البيت الأبيض بأن الحكومة الأميركية قتلت لو بورتو وواينشتاين في أبريل الماضي، بعد أربعة أشهر من شن هجمة جوية باستخدام طائرة بدون طيار في يناير الماضي ضد تنظيم القاعدة في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان. وقد تم الاعتراف بعد أربعة أيام فقط من زيارة رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، للبيت الأبيض.
يجدر بالذكر أن الحكومة الأميركية صرحت أن الطائرات بدون طيار والغارات الجوية الأخرى التي تم شنها في خلال الفترة الزمنية لحكم أوباما قتلت ما بين 64 إلى 116 مدنياً.
وادعت الحكومة أنه ما بين عامي 2009 و31 ديسمبر عام 2015، تم إطلاق 473 ضربة جوية، باستخدام طائرات بدون طيار في الغالب، أسفرت عن مقتل ما بين 2372 إلى 2581 من المقاتلين الإرهابيين.
ذكر تقرير في صحيفة واشنطن بوست في العام الماضي أن وكالة الاستخبارات المركزية كانت تقوم بعمل جزء من تحقيق داخلي في مقتل واينشتين، وذكر التقرير أيضاً نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن اللقطات التي تم فحصها قبل هجوم الطائرة أظهرت احتمالية وجود رهائن في المنطقة.
وفي مقابلة له مع صحيفة الغارديان في وقت سابق من هذا العام، أعرب دانييل، شقيق المجني عليه، عن شعوره بتخلي المسؤولين الأميركيين والإيطاليين عنهم؛ إذ لم يتلقَّ أي اتصال منهم بعد أن استقبل عزاءهم في المرة الأولى.
لا يزال سبب موافقة الولايات المتحدة على دفع التعويض مبهماً، ورفضت السفارة تقديم المزيد من المعلومات حول هذه الاتفاقية.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.