تركيا ودرعا.. ما بين الانقلاب والعمالة عدو واحد وتآمر بالجملة

لعل داريا تشهد بتلك المؤامرة التي تعد أشبه بتلك التي واجهتها تركيا، لكن الشعب في الأخيرة قال كلمته، ولم يترك مجالاً لقادة الدولار وجمع الأموال بتحقيق طموحاته الانقلابية، فيما بقي الشعب السوري جنوباً يغلي غضباً إزاء هذا الصمت المريب عن التضامن مع ثوار الشمال والغوطة الغربية.

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/04 الساعة 02:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/04 الساعة 02:35 بتوقيت غرينتش

تتداخل التحليلات وتتشابك التفسيرات بين زحمة الأحداث في سوريا وتركيا، التي نفضت عنها أخيراً غبار مؤامرة كبيرة كادت تودي بالبلاد وجيرانها إلى أسوأ التوقعات وأخطرها.

لكن الجنوب السوري ما زال يواجه ذلك الخطر، من خلال قادةٍ أوقفوا كل المعارك وارتكبوا أبشع الفظائع بحق المدنيين في درعا وريفها.

لم يكن نومهم عن عبث، فالأوامر تقضي بقطع النار نهائياً عن العدو وتوجيهها إلى صدور المدنيين والأصدقاء ممن يفكرون بإحياء الثورة من جديد.

لعل داريا تشهد بتلك المؤامرة التي تعد أشبه بتلك التي واجهتها تركيا، لكن الشعب في الأخيرة قال كلمته، ولم يترك مجالاً لقادة الدولار وجمع الأموال بتحقيق طموحاته الانقلابية، فيما بقي الشعب السوري جنوباً يغلي غضباً إزاء هذا الصمت المريب عن التضامن مع ثوار الشمال والغوطة الغربية.

مؤامرات بالجملة وعدو واحد، لشعوب رفضت الخضوع والانجرار وراء السياسات الخارجية القائمة على موازنة الصراع وإرجاح الكفة للطرفين، وما ينتج عن ذلك من دمار متواصل بنيران النظام السوري وروسيا بضوء أخضر من الأمم المتحدة.

مساعدات إغاثية إلى كفريا والفوعة، وبراميل متفجرة إلى داريا والغوطة، تلك هي سياسة المحتلين الجديدة، القائمة على مبدأ فرِّق تسُد، والتي كرسها النظام السوري من خلال التفريق بين أبناء المدينة الواحدة.

لعل المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المعارضة بشقيها السياسي والعسكري، التي لا تملك قياداتها ضراً ولا نفعاً ولا تأثيراً فيما يجري على الأرض، وإن كانت قد نصبت نفسها وصية على قرار السوريين ومستقبلهم، تتفاوض عنهم في جنيف وتخذلهم في مضايا وداريا!

يتكرر اسم داريا التي خذلها الجميع، بدون أي استثناء، وعلى رأسهم قادة المدينة التي تعد مهد الثورة السورية وشرارتها إلى باقي البلدات والمدن المظلومة.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يصمت الشعب عن تلك المهزلة التي تجري وتتواصل من قادات الثورة من شمالها إلى جنوبها، أم أن انتفاضة قريبة شبيهة بتركيا قد تفشل تلك المخططات المدروسة؟

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد