كيف وقع الطلاق الأكبر في عالم الجهاديين؟.. عضو الدولة الإسلامية يروي قصّة الصراع بين القاعدة وداعش

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/19 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/19 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش

منذ نشأته، دائماً كان مصدر ما نعرفه عن تنظيم الدولة الإسلامية يأتي من أعدائه. دائماً ما تواردت قصة التنظيم عن أولئك الذين يقاتلونه في العراق وسوريا، ومن المدنيين الذين أصيبوا بالصدمة وهربوا من ذلك الحكم الوحشي، بالإضافة إلى قصص بعض المنشقين أحياناً.

هذا الأمر بصدد أن يتغير. هذه قصة أبو أحمد، وهو من النشطين داخل تنظيم الدولة الإسلامية، والذي كان شاهداً على توسع التنظيم بسرعة البرق بشكل مباشر، وقضى شهوراً بين أعتى المقاتلين الأجانب فيها.

في هذه السلسلة المكونة من 3 مقالات، يمنحنا أبو أحمد نظرة فريدة للكيفية التي مهد بها المكر السياسي لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي لمزيد من التوسع في سوريا، كما يتحدث عن جهود تنظيم القاعدة للحد من صعود التنظيم، وكذلك يتحدث عن الأسلحة المرعبة في ترسانة دولة "الخلافة". أًخفيِت بعض الأسماء والتفاصيل لحماية أبو أحمد.

كان ذلك في مايو/أيار 2013، حينما كان تنظيم الدولة الإسلامية المتكون حديثاً في العراق يهدف إلى تدعيم صورته ليصبح القوة الجهادية الأكبر عالمياً، ولكن قبل أن يفعلوا ذلك – وقبل أن يستخدموا مخبأهم الجديد للأسلحة الكيميائية- كان عليهم أن يتعاملوا أولاً مع تحدٍ جديد من شخصيات بارزة في تنظيم القاعدة.

لم تكن القيادة العليا لتنظيم القاعدة على استعداد لقبول وجود أبي بكر البغدادي في هذا الموقع، خاصة في ظل كذبته الكبرى سابقاً عندما قال أنه أًمِر بفِعل ذلك من جانب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. بعد شهر واحد من اللقاء التاريخي بين قائد تنظيم داعش وقادة المجموعات الجهادية الأخرى في كفر حمرة، سافرت مجموعة صغيرة من الرجال، ومن بينهم عددٌ قليل من الحراس المسلحين، داخل سيارتين عبر سوريا.

وخوفاً من أن يُكتشف أمرهم على يد الموالين للبغدادي أو أن يستهدفهم النظام السوري، انتقلت المجموعة بهدوء وحرص.

لجنة خراسان

أطلِق على تلك المجموعة "لجنة خراسان". وخرج أعضاء المجموعة من مخابئ تحت الأرض في أفغانستان وباكستان، وقدموا إلى سوريا نيابة عن الظواهري، والذي ظل مختبئاً.

أحد أعضاء لجنة خراسان هو سوري يحمل اسم أبو أسامة الشهابي، والذي أخبر رفاقه بأن يكونوا في غاية الحذر في سفرهم. بحسب أبي أحمد، قال الشهابي للمجموعة "لدي معلومات تقول بأن البغدادي يخطط لاغتيال أبي ماريا القحطاني، زعيم جبهة النصرة. لذلك، يجب أن نكون حذرين".

كانت مهمة لجنة خراسان هي استقصاء توسعات البغدادي في سوريا. وكانت نتائج تلك اللجنة والتي سُلِمت للظواهري، والذي سيقرر رد القاعدة على الموقف في العراق وسوريا، أظهرت تناحراً بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة بوضوح وبشكل خارج عن السيطرة.

ولم يُعرف بوجود لجنة خراسان للعامة سوى بحلول شهر سبتمبر/أيلول من عام 2014، حينما استهدف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أعضاء باللجنة في أولى ضرباته الجوية في سوريا.

بحلول ذلك الوقت، كان مخضرمو تنظيم القاعدة قد أعدوا لجنة انتقلت من الاستقصاء والتحقيق في مناورات البغدادي إلى التخطيط لهجمات خارجية. وقال مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر عن المجموعة "إذا تحدثنا عن الخطر على الأمن القومي، فمجموعة خراسان تمثل خطراً موازياً لخطر تنظيم الدولة الإسلامية".

ولكن بالعودة إلى صيف عام 2013، ركزت لجنة خراسان انتباهها ليس صوب الولايات المتحدة، ولكن صوب منافسها الجهادي. كانت تلك المهمة عاجلة جداً بالنسبة لهم، إذ كانت مجموعات جديدة بشكل يومي تعلن ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية بدلاً من تنظيم القاعدة.

وإذا كان الظواهري غير قادر على استعادة ولاء بعض المجموعات في سوريا، أو على الأقل إيقاف هذا التمرد في مهده، كان زعيم تنظيم القاعدة يواجه خطر أن يتحول إلى قائد بلا جنود.

زار 6 من أعضاء لجنة خراسان معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في كفر حمرة، والتي ضمت سابقاً أيضاً معاقل مجلس شورى المجاهدين.

4 أشخاص

التقى أبو أحمد بأربعة منهم بشكل شخصي، وهم أبو أسامة الشهابي، والكويتي محسن الفضلي (ولد في الكويت وقُتِل في غارة أميركية في 8 يوليو/تموز 2015 على مدينة سرمدا السورية)، وكذلك شنافي الناصر (سعودي ومعروف باسم أبو ياسر الجزراوي وقُتِل في غارة أميركية لطائرة بدون طيار في مدينة الدانا شمال سوريا في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2015). وآخرهم هو أبو عبد الملك، وهو سعودي آخر وقتل في نفس الغارة التي قُتِل فيها الجزراوي.

وقال أبو أحمد إن أعضاء لجنة خراسان كانوا ودودين وعلى علم ومعرفة قوية بالقرآن. وقضت كل تلك المجموعة سنوات مع بن لادن والظواهري في خراسان، وهو المسمى الإسلامي القديم لمنطقة جغرافية كانت تضم إيران، وأفغانستان، ووسط آسيا.

لم يقضِ أبو أحمد الكثير من الوقت مع فضلي، إذ تحدثوا بشكل موجز خلال اجتماع في مدينة سرمدا شمال سوريا، وفي ذلك الوقت، لم يكن أبو أحمد يعلم أن فضلي هو من الشخصيات البارزة في تنظيم القاعدة.

ولكن بعد مرور عامين، وعقب الغارة الجوية التي قُتِل فيها فضلي، رأى أبو أحمد صورةً عبر الإنترنت وكانت الصورة لنفس الرجل الذي التقى به. كانت الصورة جزءاً من مقال لوكالة رويترز نقلت فيه عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية وصفه لفضلي بأنه "من بين زعماء القاعدة القلائل الموثوق بهم والذين كانوا على عِلم بهجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001".

وفي 2012، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في الوصول لفضلي.

عرِف أبو أحمد العضوين السعوديين في لجنة خراسان جيداً، إذ سافر ذات مرة في سيارة مع الرجلين، وعلِم أن مالك قد استأجر منزلاً شمال سوريا وتحديداً في مدينة الباب. الجزراوي، في ذلك الوقت، كان زعيم المكتب السياسي لجبهة النصرة، وكان يتخذ من ريف اللاذقية –شمال غرب سوريا- مقراً له.

عندما سَمِع أبو أحمد الأخبار عن مقتل الثنائي السعودي في غارة أميركية شعر بالحزن، ويقول "كانا يبدوان ويتصرفان كأشخاص عاديين. على الرغم من أنهما من القادة، لم يتصرفا بطريقة متغطرسة على الإطلاق".

ومن بين كل أعضاء لجنة خراسان، كان أبو أحمد مقرباً بشدة من الشهابي، وهو سوري في الأربعينات من عمره من مدينة الباب.

كان الشهابي على اتصال مباشر بالظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، وقد تطلب الأمر منه شهراً ونصف الشهر للانتقال من أفغانستان إلى سوريا دون أن يلاحظه أحد.

سافر الشهابي ومعه زوجته الحبلى، وهو ما زاد من صعوبة الرحلة، وقال لأبي أحمد "أنا في الجهاد منذ عشرين عاماً، لذلك فالصعوبات لا تمثل شيئاً بالنسبة لي".

كان هدف لجنة خراسان سياسياً بالأساس، وكانوا يهدفون إلى إقناع قادة المجموعات الجهادية الذين أعلنوا ولاءهم للبغدادي في اجتماع استمر لخمسة أيام في كفر حمرة بأن يغيروا رأيهم.

كانت مزاعم البغدادي محض هراء، إذ لم يدع الظواهري البغدادي للانتقال من العراق إلى سوريا، كما لم يقل بأنه من الممكن لقادة المجموعات أن يعلنوا ولاءهم لتنظيم الدولة الإسلامية وللبغدادي نفسه.

وكانت مهمة لجنة خراسان صعبة للغاية في مواجهة ذلك. تمكن الشهابي من إقناع أحد القادة المهمين ممن التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية حديثاً بأن يقابله في مدينة قريبة من الحدود التركية. قال الشهابي لذلك القائد "الأمر واضح للغاية أن البغدادي أنشأ تنظيم الدولة الإسلامية فقط لأنه شعر بأن جبهة النصرة أصبحت قوية للغاية. لقد علِم أن زعيم النصرة –الجولاني- سيُصبح زعيماً كبيراً".

رد القائد على الشهابي قائلاً "كنا نظن أن البغدادي يتصرف بأوامر من الظواهري. ما تخبرني به هو بمثابة صدمة لي".

اقترح عليه الشهابي أن يلغي ولاءه فوراً لتنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن الرجل لم يكن مستعداً لذلك، وقال له "لقد أعلنت بيعتي له. أعطني وقتاً لأفكر وأناقش ذلك مع الآخرين، ولكن لا يمكنني أن أفعل ذلك في لحظة".

ورد الشهابي قائلاً "على أية حال، أرسلنا أغلب الرسائل والخطابات بشأن عملنا بالفعل إلى الظواهري، وسيحكم لصالح النصرة، وليس تنظيم الدولة الإسلامية". كان هذا الحوار نقلاً عن سرد أبي أحمد لتفاصيل اللقاء.

الحرب الأهلية تبدأ

كانت المنافسة بين داعش وجبهة النصرة سلمية بشكلٍ أو بآخر حتى مايو/أيار 2013. وكان باستطاعة مقاتلي الطرفين التنقل عبر المناطق التي يسيطر عليها الطرف الآخر، وزيارة معاقله. في تلك الفترة، كانت المنظمات الجهادية ما تزال تعمل على حل اختلافاتها سلمياً، كما عَرِف أبو أحمد العديد من القادة الذين يقاتلون مع جبهة النصرة لما يزيد على عام أثناء قتالهم تحت ذات الراية، وهو ما مكَّنه من مقابلة أعضاء لجنة خراسان والحديث معهم.

لكن توازن القوى مال ناحية داعش، واستُبدِلَ عدم الثقة بالصداقة والمودة بين أنصار الفريقين. شعر أعضاء جبهة النصرة بالاشمئزاز تجاه ما اعتبروه تحركات داعش لإضعاف وتقسيم الحركة الجهادية في سوريا، بينما اتهم أعضاء داعش جبهة النصرة بالنعومة وبالسباحة مع التيار، واعتبر الكثير من أعضاء داعش رفاقهم السابقين في جبهة النصرة مرتدين عن الإسلام.

ومع وضوح الولاءات واشتداد الصراع، أنهت لجنة خراسان تحقيقها الميداني حول خطط البغدادي. وحكم الظواهري لصالح جبهة النصرة وضد داعش بعدما تلقى نتيجة التحقيق، داعياً جبهة النصرة لقيادة الجهاد في سوريا، ومشيراً إلى أن تنظيم البغدادي عليه العودة إلى العراق.

وكتب الظواهري في البيان المنشور في 23 مايو/أيار عام 2013 "أخطأ البغدادي حين أعلن الدولة الإسلامية في العراق والشام دون استئذان أو مشورة منا، ودون أن يخطرنا".

أوضح الحكم أن البغدادي لم يكن رجل الظواهري مطلقاً وأن خطط التوسع كانت خططه الخاصة، وهو ما قاد إلى شعور بعض الجهاديين بالخديعة وتراجعهم. وبحسب ما ذكره أبو أحمد، عاد حوالي 30% من أعضاء جبهة النصرة إليها مرة أخرى بعد حكم الظواهري.

بينما أعلنت بعض الفصائل "حيادها" وسط هذا الصراع المتنامي، وأملت جماعات مثل "أحرار الشام" و"جنود الأقصى" في البقاء خارج هذا الصراع، فهم يقاتلون للإطاحة بالأسد، لا لقتال رفاقهم المجاهدين.

عاد حوالي 35 فرداً من المجاهدين التسعين البلجيك والهولنديين لمجلس شورى المجاهدين (MSM)، من رفاق أبي أحمد، إلى النصرة مرة أخرى بعد انضمامهم لداعش، بينما بقي الآخرون مع داعش. كما سمع أبو أحمد أيضاً أن القائد الداعشي رفيع المستوى، الذي حاول الشهابي عضو لجنة خراسان إقناعه بالانشقاق في اجتماع عُقِد بالقرب من الحدود التركية قبل شهر، قد ترك داعش أيضاً لينضم للنصرة مرة أخرى.

أوامر مضحكة

كان أبو الأثير، أمير مجلس شورى المجاهدين الذي انضم لداعش، شديد الولاء للتنظيم، ممجداً البغدادي، لكنه كان قلقاً من فقدان المزيد من البلجيك والهولنديين لصالح جبهة النصرة، فأمرهم بوقف التواصل "لا يمكنكم التواصل مع أعضاء جبهة النصرة عبر الإنترنت. يجب عليكم قطع التواصل معهم".

بل إنه بعث برسالة تهديدية لمقاتلي النصرة من بلجيكا وهولندا في معقلهم بأورم الصغرى الواقعة في محافظة حلب مفادها "لا تتجرأوا على الاتصال برجالي" أثناء بقائهم مع أبي سليمان الأسترالي المنتمي للقاعدة فكرياً.

كما هدد أبو الأثير بمصادرة جوازات سفر المقاتلين الأجانب في داعش لمنعهم من الرحيل، لكن هذا التهديد قوبل بعاصفة من الغضب من المقاتلين الأجانب الذين اتهموه بعدم الثقة فيهم، ليتراجع أبو الأثير في النهاية ويحتفظ رجاله بجوازات سفرهم.

لكن أصدقاء الأمس هم أعداء اليوم. يحاول كل طرف إقناع الآخر بالانشقاق. لاحظ أبو أحمد تزايداً مفاجئاً لأنشطة شرطة داعش السرية، المعروفة بالأمنيين. وانتشرت شائعة في المناطق التي تسيطر عليها داعش حول القتل الفوري للراغبين في الانشقاق أو الرحيل.

أوضح أحد أصدقاء أبي أحمد في داعش أنه لم يكن سعيداً بالتنافس الدائر بين مختلف الجماعات الجهادية. وانتقد أبا الأثير والبغدادي على موقفهما المتصلب، بل وحتى غيّر كلمات نشيد داعش الشهير – والذي كالمعتاد لا ينتهك قواعد الجهاديين التي تحظر استخدام الآلات الموسيقية – من" أمرائنا بعدٌ عن الشبهاتِ" إلى "أمرائنا بعدٌ عن الجبهاتِ".

في الليلة ذاتها التي غنى فيها صديق أبي أحمد هذا النشيد، أتت الشرطة السرية في سيارة واقتادوه إلى السجن. احتجز هناك لبضعة أيام لكنه لم يتعرض للتعذيب. بدلاً من ذلك، استلم كتاب داعش للعقاب: كان عليه أن يُعذب آخرين.

قاد انقلاب البغدادي الناجح في أبريل/نيسان عام 2013 النصرة إلى حافة الانهيار تقريباً. ولكن الآن تستعيد النصرة قوتها. بدأوا في تنظيم أنفسهم وعقدوا تحالفات مع الجماعات السلفية الجهادية مثل أحرار الشام وحتى مع بعض وحدات الجيش السوري الحر.

عندما وصلت التوترات بين المعسكرين ذروتها، بدأ كل من النصرة، وأحرار الشام، والجيش السوري الحر بطرد داعش من إدلب ومن مناطق بمحافظة حلب.

في دارة عزة، حيث استولت النصرة على براميل من الكلور وغاز السارين من قاعدة للجيش السوري -الفوج 111 – استعادت النصرة وحلفاؤها المدينة. من دارة عزة، تراجعت داعش إلى الدانة، بالقرب من الحدود التركية. ولكن بعد معركة أخرى خسروا تلك المدينة أيضاً. من الدانة، انسحبت داعش إلى مدينة الأتارب. نفس السيناريو تكرّر هنا ايضاً: هُزمت داعش من النُصرة.

في نهاية المطاف قررت داعش التخلي عن الشمال الغربي السوري بأكمله. في 4 مارس/آذار 2014، تراجعت من بلدة أعزاز الحدودية الهامة استراتيجياً. أعادت داعش تنظيم معظم قواتها بالقرب من كفر جوم -ليست بعيدة عن المقر القديم لمجلس شورى المجاهدين- حيث عُقد اجتماع الخمسة أيام بين البغدادي ومختلف القادة الجهاديين.

لا تزال الانقسامات التي ظهرت خلال هذه الفترة تُحدد شكل أرض المعركة في شمال سوريا. بعد مرور سنتين، أسقطت الدولة الإسلامية كلمات "في العراق وبلاد الشام" من اسمها، لكنها والنُصرة لا تزالان تعيشان حياتين منفصلتين تماماً – وتُحاربان حروباً منفصلة.

قام أمراء الدولة الإسلامية في المناطق الخاضعة للخلافة في شمال سوريا وشرقها بقتل أو طرد المقاتلين المعتدلين من أراضيها. وفي الوقت نفسه عززت النصرة من نفوذها في شمال غرب سوريا، لتصبح اللاعب المهيمن في محافظة إدلب.

لا تكاد حدود أراضي الجماعتين تُجاور بعضها البعض في أي مكان – الجبهة الوحيدة التي يواجهان فيها بعضهما البعض هي ريف حلب الشمالي. حلفاء الأمس يعيشون اليوم في عالمين منفصلين.

في 20 يناير/كانون الثاني عام 2014، أصبح الانقسام بين القوتين الجهاديتين في سوريا نهائياً. في كفر جوم، أعدت داعش قافلة من أكثر من 200 مركبة. السيارات والشاحنات كانت معبأة بالمقاتلين، وأفراد أسرهم، والأسلحة، والرهائن الأجانب. في القافلة، لاحظ أبو أحمد 3 من حاويات المواد الكيميائية الخمس عشرة التي رأى النصرة تغنمها من الفوج 111.

ثم، انطلق قطار داعش الضخم المكون من الفولاذ والأشخاص في اتجاه الشرق، نحو مدينة الرقة.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Foreign Policy الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

تحميل المزيد